تواصل أسعار اللحوم البيضاء إرتفاعها الجنوني منذ حلول شهر رمضان المبارك، في عادة ألفها المواطن البسيط، من بعض تجار الأزمات الذين يستغلون الأعياد والمناسبات الدينية لإلهاب جيوب المستهلك، بعد أن تحاوز الكليوغرام من لحم الدجاج أمس 500دج. في أغلب الولايات الشرقية، و تعرف محلات بيع اللحوم بولاية عنابة ارتفاعا كبيرا لأسعار اللحوم البيضاء “الدجاج”، منذ حلول شهر رمضان الفضيل،
حيث بلغت أمس ال 500 للكيلوغرام الواحد، في مشهد أثار استغراب العائلات العنابية التي يزداد طلبها على هذه المادة الإستهلاكية الأساسية إلى مستويات قياسية خلال الشهر المبارك. ففي رصد للقصابات بوسط مدينة عنابة، تبين أن لحوم الدواجن تراوح سعرها بين 480 إلى 500 دينار للكيلوغرام الواحد، بغض النظر أن أسعار مشتقاتها من الكبد وشرائح الصدر التي التهبت هي الأخرى،
وهو ما يمثل ارتفاعا كبيرا مقارنة بالأسعار المحددة قبل أيام فقط والتي لم تكن تتجاوز عتبة 460 دينار. وهو ما خلف استياء المواطنون من ارتفاع أسعار الدجاج كمادة كانت مطلوبة جدا وكانت أسعارها في متناول محدودي الدخل إلا أن الإرتفاع غيب المادة عن أغلب البيوت بعد أن أضحت دجاجة واحدة تكلف أزيد من 1000 دينار وهو ما لا يتوافق مع القدرة الشرائية لأغلبهم، و في جولة خاطفة عبر محلات بيع الدواجن عبر الأسواق ببلدية عنابة، ذهلنا للارتفاع الجنوني للأسعار فمختلف شرائح الدجاج التي كانت مصطفة عرضت بأسعار جنونية فما بالك باقتناء دجاجة كاملة كفكرة أضحت مستبعدة لدى المستهلك فالدجاجة الكاملة عرضت ب500 دينار للكيلوغرام الأفخاذ عرضت ب480 دينار للكيلوغرام سكالوب الدجاج 900 دج اللحوم الحمراء مابين 2200دج و 2500 دج. من جهتهم، حمل بعض المواطنين المسؤولية للتجار في رفع سعر لحوم الدجاج دون مبرر وسببه المضاربة التي لطالما قاموا بها لتحقيق أكبر قسط من الأرباح، مغتنمين الطلب المرتفع وشح في العرض،
في الوقت الذي يشكي فيه مربو شعبة الدواجن في مناسبات عديدة من غلاء أثمان الأعلاف والأدوية والأغذية الخاصة بالحيوانات، في هذه الشعبة الفلاحية الاستراتيجية، داعين إلى ضرورة الحفاظ على استقرار هذه المواد من أجل ضبط سوق اللحوم البيضاء، وتوفيرها بالسعر المثالي للمواطن. رغم أن وزير التجارة و السلطات سبق وأن شددت على ضرورة احترام التجار للتسعيرات الخاصة بالمواد الاستهلاكية، متوعدة بفرض عقوبات على المتحايلين من التجار، الذين يرفعون أسعار السلع الغذائية دون أي مبرّر، بما فيها أثمان اللحوم البيضاء، التي غالبا ما تكون مستقرة، بسبب خضوعها لمبدأ العرض والطلب.
من جهته كشف مدير ضبط النشاطات وتنظيمها على مستوى وزارة التجارة أحمد مقراني عن جهود كبرى تبذلها وزارة التجارة وترقية الصادرات لضبط أسعار المواد الأساسية في رمضان، منها إيفاد أعوان التجارة في خرجات صباحية ومسائية للأسواق ونقاط البيع. وقال مقراني أن أعوان الرقابة الذين يعادل عددهم 9 آلاف عون تم تجنيدهم 7 أيام في الأسبوع و24 ساعة في اليوم وفق نظام المناوبة حيث ينزل 85 بالمائة منهم للميدان صباحا ومساء وبعد الفطور وقبل السحور لمعاينة أسعار السلع وتقديم تقارير يومية حول وضعية أسواق الجملة والتجزئة والمصانع والمناطق الحدودية والمساحات الكبرى. وأوضح أن تقارير الأيام الأولى من رمضان تؤكد أن الأسعار مقبولة والمواد الأساسية لا تشهد أية ندرة
في حين كشف عن انخفاض قريب في أسعار اللحوم البيضاء تزامنا مع دخول أزيد من 3 آلاف طن مؤخرا من الدجاج المستورد السوق الوطنية. وشدد مقراني على أن إغراق السوق الوطنية باللحم الأحمر والأبيض سيستمر إلى فترة ما بعد عيد الفطر المبارك، وهذا لضمان عدم تسجيل أي ندرة من طرف المواطنين. وتوقع المتحدث زيادة انخفاض أسعار المواد الأساسية بداية من الأسبوع الثاني من الشهر الفضيل نتيجة تراجع الطلب وتقلص “اللهفة” لدى الزبائن مقارنة مع الأسبوع الأول للشهر الفضيل.
صالح.ب