إنطلق، أمس، العد التنازلي لإقامة الطبعة الرابعة لمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي نهاية أفريل الجاري، بحيث يرتقب مشاركة 18 بلدا، وعرض 70 فيلما تعرض لأول مرة في قاعات السينما بالجزائر.
وقد احتضن، أمس، فندق سيبوس الدولي بمدينة عنابة، فعاليات الندوة الصحفية التي نظمتها محافظة مهرجان عنابة للفيلم المتوسط، بحيث تم الكشف عن. مفاجآت وبرنامج الطبعة الرابعة منه، المرتقب إقامتها خلال الفترة الممتدة ما بين 24 إلى 30 أفريل الجاري، تحت شعار “رؤية جديدة”، وتحت إشراف وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، حيث يسجل المهرجان عودته هذه السنة بعد غياب 4 سنوات، وسيقام بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، إذ أعربت محافظة المهرجان عن جاهزيتها التامة لهذت الحدث العالمي المرتقب، من خلال اختيار أفضل الانتاجات السينمائية بحضور نخبة من الفنانين العالميين والمحليين، في ظل كذلك مضاعفة قيمة الجائزة الكبرى، وفتح أفق النقاش والتواصل بين المنتجين المحليين والعالميين، على أن تعرف هذه الطبعة الرابعة حضور دولة إيطاليا كضيفة شرف للمهرجان بمشاركة في عروض أفلام وندوات والعديد من الأنشطة المتنوعة، تترجمها حضور مميز مرتقب لأسماء كبيرة في التمثيل والإخراج والنقد والسينما الايطالية.
في حين أعلن أن المخرج الإيطالي ناني موريتي يفتتح مهرجان عنابة، بالمقابل يختتم المهرجان الفنان السوري دريد لحام. وهو الممثل الكوميدي والدرامي السوري من مواليد 1934، الذي عرف بالبداية بشخصية كارلوس عازف الجيتار المكسيكي، الذي يغني بالإسبانية والعربية، إلا أنه اشتهر خاصة بشخصية” غوار الطوشة” الكوميدية، التي أدّاها في معظم أعماله الفنية، كما ستحضر أيضا الممثلة الاسبانية ايتزيار إيتونو التي أدت دور “راكال” في السلسلة الشهيرة “لاكاز دي بابل ” la casa de papel .
استقبال مالا يقل عن 3000 فيلم
أعلنت محافظة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي أنه وبعد عدة أسابيع من فتح أبواب التسجيل تم استقبال ما لا يقل عن 3000 فيلم، بحيث وقع الاختيار على 70 عملا أنتجت بين عامي 2022 و2023، وتم توزيع هذه الأفلام على 5 أقسام، بداية بالمسابقة الرسمية التي تشمل التنافس بين الأفلام الطويلة بعددها 15 فيلما تمثل عدة دول على غرار تونس وإيطاليا وكرواتيا، الجزائر، مالطا وفلسطين، وكذلك الأفلام الروائية القصيرة بإجمالي 17 فيلما، تمثل دولا عدة في صورة لبنان، سوريا، البوسنة والهرسك، تركيا والجزائر، إلى جانب الأفلام الوثائقية كذلك بمجموع 15 فيلما تمثل دولا عدة على سبيل المثال اليونان، ليبيا، الجزائر، تونس، إيطاليا، وأفلام في نسق مسابقة لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط بعدد 5 أفلام، وهي مسابقة تقام لأول مرة تخص المرأة الأكثر تميزا في هذه السنة في المجال الفني، إلى جانب مسابقة أخرى تحت عنوان “تحيا فلسطين” يتنافس ضمنها 7 أفلام قصيرة، وكذلك 5 أفلام عروض أخرى خاصة، هذه الأفلام المرتقبة ضمن الطبعة 4 للمهرجان تتنافس على الجائزة الكبرى للغزالة الذهبية، التي أعلن عن مجسمها أمس خلال الندوة الصحفية، بحيث تم تشكيل 3 لجان برئاسة المخرج التركي الكبير الحاصل على جوائز عديدة نوري بيلج سيلان، الذي سيترأس مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، كما أن هذه الأفلام ستتنافس للفوز بعدة جوائز أبرزها القيمة المالية للغزالة الذهبية المحددة ب15 ألف دولار في فئة الأفلام الروائية الطويلة، وجائزة بقية 5000 دولار في فئة الأفلام الوثائقية، وجائزة بقيمة 5000 دولار لفئة الأفلام القصيرة. وينتظر خلال عرض الأفلام هذه حضور 3 ممثلين عن كل فيلم.
برنامج زاخم متنوع في المهرجان
لن يقتصر مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في طبعته الرابعة المرتقبة أفريل الجاري، على عرض الأفلام باختلاف أصنافها، بل امتدت لتشمل إطلاق ورشات تدريبية واسعة تتمثل في 7 ورشات تكوينية حول مختلف مهن صناعة السينما لصالح المحترفين وهواة الفن السابع تضم 40 شابا من عنابة والباقي من الجزائر عموما، إلى جانب تنظيم مسابقة أخرى لأول مرة وهي “أيام عنابة للصناعة السينماتوغرافية” مخصصة لأصحاب المشاريع السينمائية من دول البحر الأبيض المتوسط لمرافقتهم في تطوير أفلامهم القصيرة، وعملا على تجسيد مبدأ خلق منصة لتبادل الخبرات ومشاركة التجارب يرتقب عقد ندوتين، ومؤتمرات، و4 ماستر كلاس، بحيث ستتم استضافة الموسيقي والملحن صافي بوتلة للحديث عن موسيقى الأفلام، وسامي لاموتي لعرض خبرته في مجال المؤثرات الخاصة بالسينما، والمخرجة الفرنسية مايوين الحاضرة في عملية إدارة الممثلين، وكذلك المنتج الإيطالي دانييلي أوتشولو، ضمن اختصاصه موضوع كيفية إنتاج فيلم، وطوال هذه الدورة ستتاح العديد من الفرص، تمكن من جمع محترفين من منطقة البحر الأبيض المتوسط وحتى من خارجها، كما سيتم عرض 10 أفلام للمخرج عمار العسكري.
الافتتاح والاختتام ببصمة إيطالية عربية
ستعرف الطبعة الرابعة من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، خلال حفل الافتتاح عرش فيلم “غدا أكثر إشراقا” من إخراج ناني موريتي لمدة ساعة و35 دقيقة وهو فيلم إيطالي أنتج عام 2023، تدور أحداثه حول سعي جيوفاني المخرج الإيطالي الشهير لتصوير فيلمه الجديد، معتقدا أنه يستطيع عبره سرد قصة الحزب الشيوعي الايطالي، غير أنه تواجهه العديد من الصعوبات، بحيث يتعين عليه إعادة التفكير في طريقته للقيام بعدة أشياء اذا كان يريد قيادة الجميع محو نستقبل أفضل، الفيلم أختير للمنافسة على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان “كان” السينمائي سنو 2023. كما سيكون فيلم الختام عربي بامتياز تحت عنوان “يومين”، وهو من اخراج باسل الخطيب، مدته تحديدا ساعة ونصف، من دولة سوريا، أنتج عام 2023، يطرح قصة عيش غيث وابنته الوحيدة سلمى في قرية نائية، إلى أن يصل ذات يوم طفلان غريبان، يبدآن في نشر شائعات يصدقها أهل القرية البسطاء، لتتواصل أحداث الفيلم تجعل من أهل القرية يعيشون في وهم الآمال والأحلام. كما ستكون ندوة” 130 من السينما الايطالية بعيون النقاد” حدثا هاما ضمن المهرجان بحيث يقدم نقاد وباحثون قراءات عن السينما الايطالية في تاريخها وأهم أسمائها العريقة، مع التطرق إلى حضور الوطن العربي في السينما الايطالية واهتمامها بقضايا العرب.
100 مشارك في المنتدى الدولي للصناعة السينماتوغرافية
سينظم مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي المنتدى الدولي للصناعة السينماتوغرافية تحديات، ومشاريع ومستقبل، إذ يرتقب حضور 100 مشارك من منتجين ومدراء المهرجانات وممثلي الوزارات وجمعية البنوك وخبراء في القانون، كذلك ترقب 10 متدخلين من 10 دول ممثلة في الجزائر، إيطاليا، تونس، مالطا، السعودية، تركيا، كندا، كرواتيا، إيران، مصر، بحيث تجرى الفعالية بقاعة المحاضرات في فندق سيبوس الدولي تشمل عدة مداخلات تسلط الضوء على آفاق الجزائر وتطلعاتها لدعم الصناعة السينماتوغرافية، السينما في زمن المنصات والتكنولوجيا والابتكار، والاستثمار في البنية التحتية ما بعد الإنتاج، كذلك التعاون وتفعيل الاتفاقيات واستكشاف فرص التعاون لصناعة الأفلام الأجنبية وميزات الانتاج المشترك، والمهرجانات من العروض والمسابقات إلى الدعم والتمويل والترويج.
12 مرشحا لبرنامج “عنابة لصناعة السينما”
اختارت محافظة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي 12 مرشحا من بين 80 مشروعا تقدموا للمشاركة في برنامج “عنابة لصناعة السينما”، وهذا في قسم تطوير السيناريو، وقسم الانتاج، بحيث تم فتح أبواب المشاركة خلال الفترة الممتدة من 19 سبتمبر إلى 15 أكتوبر 2023، حيث وقع الاختيار على مرشحين من دول الجزائر، تونس، سوريا، وكذلك من دول فلسطين ومصر. على صعيد آخر، سيدير الورشات التكوينية أسماء ثقيلة ووازنة، في صورة يحي مزاحم في ورشة الإنتاج، سليم اكتوف في ورشة المونتاج، حميد بوزيان في ورشة الصوت، وطاهر بوكلة في ورشة كتابة السيناريو، وعلال يحياوي في ورشة التصوير، وعبد الله الخطيب في ورشة إخراج الفيلم القصير في 48 ساعة، وأيمن زيدان في ورشة إدارة الممثلين. بالمقابل ستكون هناك ندوة السينما الفلسطينية ضمن برنامج “تحيا فلسطين” تقدم خلالها شهادات في الصمود والتأثير وتهدف إلى استكشاف الدور الحاسم للسينما الفلسطينية في الحفاظ على التاريخ والصمود الثقافي وتأثيرها كوسيلة للتوعية والدفاع، يقدمها مخرجون وممثلون، وفنانون فلسطينيون.
وقفة تكريم وعرفان بمسيرة المخرج مرزاق علواش
أطلقت محافظة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، أولى مفاجآت هذه الطبعة 4، بإعلان نيتها تكريم الفنان والمخرج مرزوق علواش، نظير مسيرته المميزة في الساحة الفنية الجزائرية وأعمالها الخالدة في أذهان الجزائريين، وهو من مواليد 1944 في الجزائر العاصمة، مخرج سينمائي وكاتب سيناريو جزائري، أخرج 18 فيلما منذ عام 1976، دخل فيلمه “عمر فتلتوا الرجلة” عام 1976 في الدورة العاشرة لمهرجان موسكو السينمائي الدولي، حيث فاز بالجائزة الفضية، كما تقدم فيلمه “مرحبا ابن العم” سنة 1996 إلى ترشيحات جوائز الأوسكار 69 في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية، يعتبر علواش من أكثر المخرجين الجزائريين تأثيرا لكونه المخرج الجزائري الوحيد الذي كرس معظم أعماله السينمائية لبلده الأم. واكتسب شهرة دولية في عام 1976 من خلال إخراج فيلمه الروائي الطويل الأول “عمر قتلتوا الرجلة”، وتم اختياره في أسبوع النقاد في” كان” وفاز بالميدالية الفضية في مهرجان موسكو السينمائي.
أمير قورماط