السبت 4 مايو 2024
أخبار الشرق

جيجل الساحرة .. عروس الساحل تستقطب آلاف الزوار

معالم تراثية وواجهة بحرية فاتنة  في موسم الاصطياف

تعتبر الجزائر من أكثر الدول سحرا وجمالا، وذلك نظرا لشساعة مساحتها وتنوع إرثها الثقافي والحضاري الذي يختلف من ولاية إلى أخرى، وهو ما يجعلها قبلة للسياح من مختلف البلدان، ومن بين الولايات الساحلية التي تعتبر قبلة الزوار من داخل وخارج الجزائر هي عروس الشرق ولاية جيجل تزخر ولاية جيجل بمعالم سياحية ساحرة، نظرا لطبيعة المكان الخلابة ولموقعها الاستراتيجي حيث تقع شرق الجزائر يحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب ولاية ميلة وسطيف، ومن الشرق ولاية سكيكدة، ومن الغرب ولاية بجاية. تمتاز ولاية جيجل بشريط ساحلي يبلغ طوله 120كلم وتعتبر من أهم الولايات السياحية لما تتوفر عليه من مناظر فاتنة و خلابة تزاوجت بين الجبال الصخرية والغابات الفيحاء والشواطئ الرملية الذهبية. و أثناء زيارتنا لعروس المتوسط جيجل شد إنتباهنا، الكورنيش الجيجلي الذي يتميز بمناظر طبيعية رائعة تمزج بين خضرة الجبال وزرقة البحر وهو ما يغري الزائر الذي يكتشف الولاية لأول مرة، فعلى مدار السنة شتاء أو صيفا تبقى هذه المدينة الجذابة تحافظ على جمالها مما جعلها الوجهة المفضلة للعديد من السياح المغتربين منهم والأجانب فمدينة جيجل تعتبر لوحة طبيعية خلابة حيث تتعانق فيها الجبال التي تزينها الغابات مع البحر فشكلت بذلك مصدر إلهام بالنسبة لعديد الفنانين التشكيلين، وهو مايجعلها مصنفة من بين الأجمل الشواطئ الجزائرية

جزيرة زيامة منصورية الوجهة المفضلة للعديد من الزوار

ومن بين المناطق التي يتردد عليها الزوار كثيرا، جزيرة صغيرة تسمى «الجبيلة» كانت لها طقوسها عند سكان المنطقة قديما والتي تم ربطها مؤخرا بميناء الصيد البحري، مما سهل على المصطافين التنقل اليها بسهولة مطلقة إليها، حيث باتت الجزيرة الوجهة المفضلة للعديد من الزوار ومحبي الطبيعة لاكتشاف المزيد من الأسرار، كما تعد جزيرة زيامة المنصورية الوجهة المفضلة للعديد من الزوار الذين يجدون فيها المكان المثالي لاكتشاف المزيد من أسرار الطبيعة فهي عبارة عن جزيرة صغيرة تتميز بالأشجار التي تغطي مساحة واسعة منها في منظر لا يتكرر كثيرا، فالزائر لهذه الجزيرة يجد خلالها متعة أخرى حيث أن أغلب العائلات تجتمع في مكان ما لتناول الطعام وتبادل أطراف الحديث. وتحتل هذه الجزيرة جزءا من صورة جميلة أبدعها الخالق فكانت لوحات طبيعية خلابة تتعانق فيها الجبال التي تزينها الغابات مع البحر

الكهوف العجيبة من أجمل المواقع السياحية ودرجة الحرارة بها ثابتة عند 18 درجة

تعتبر الكهوف العجيبة بزيامة المنصورية التي اكتشفت سنة 1917م إحدى أجمل المواقع السياحية وسط ديكور طبيعي تشكل منذ الأزمنة العابرة. كما تعبتر إحدى عجائب وروائع الطبيعة وهي عبارة عن مغارات فريدة من نوعها بالنظر إلى التشكيلات الكلسية التي استغرقت آلاف السنون لتتجسد للعيان. حيث أصبحت مع مرور الوقت قبلة للعديد من الفضوليين والسياح، بالنظر إلى ما تفرزه هذه الكهوف الجذابة من أجواء استجمامية بعيدة عن ضوضاء المدينة، واكتظاظ الشواطئ خلال موسم الاصطياف، هذا إلى جانب رغبة البعض الآخر في اكتشاف التراث الثقافي والتاريخي والحضري للمنطقة، ومن عجائب وغرائب هاته المغارة أن نمو النوازل والصواعد حسب ما أثبته الخبراء يقدر ب 01 سم في القرن الواحد أي كل 100سنة يزيد طول المسمار الكلسي بواحد سنتمير، كما أن درجة الحرارة داخل المغارة ثابتة طيلة فصول السنة وهي تحمل الترقيم الإداري لولاية جيجل أي 18 درجة في حين الرطوبة تفوق ال 60بالمئة، وقد تعرضت بعض الأشكال خلال الأزمة الأمنية الماضية إلى التخريب الجزئي وهو ما يسجله الزائر عند دخوله إلى المغارة التي أعيد فتح مدخلها الرئيسي المطل على الطريق الوطني رغم مخاطره بعد تعرض المدخل الثاني المطل على البحر إلى تصدّع جدار الدعم بفعل الأمواج وانهياره. ولاتزال الكهوف العجيبة بزيامة منصورية، التي تبعد بحوالي 35 كم غرب عاصمة الكورنيش، تمثل أهم المعالم الأثرية والسياحية في الجزائر إضافة إلى كهوف أوقاس ببجاية وبني عاد بتلمسان

منارة “رأس العافية” من أهم المناظر الساحرة 

تتوفر جيجل على منارة “رأس العافية” الواقعة بأعالي واجهة بحرية صخرية والتي تعد واحدة من أهم المناظر الجميلة للكورنيش التي بناها صاقل شارل سالفا سنة 1865م وذلك لتوجيه وإرشاد مختلف السفن المارة بهذه المنطقة المحاذية لميناء جنجن بولاية جيجل، كما أنها توضح للبحارة بأنهم قريبون من اليابسة فضلا عن تحذيرهم من خطر الصخور فأعطت لهذه المنطقة سحرا ومنظرا طبيعيا في غاية الروعة والجمال. ليزيد شاطئ المنار الكبير بموقعه الخلاب والمحاذي للمنارة الكبيرة المنطقة روعة، حيث تحمل المنطقة في جعبتها الكثير من الحكايات والأساطير، أبرزها أسطورة حجرة ”لالة خديجة ومريم” القابعة في البحر على بعد حوالي خمسة كيلومتر من اليابسة، ليعبروا قمة الملكة ”مزغيطان” الشقيقة التوأم ل ”يما فوراية” ببجاية والتي رفضت الزواج من أمراء وملوك فينيقيين في القرن الرابع أو الخامس قبل الميلاد، وحكايتها مع الحصان الذهبي المزعوم التي تحتفظ الذاكرة الشعبية بالكثير منها

حديقة الحيوانات بكيسير مقصد هام للزوار

أبرز المحطات التي تعرج لها العائلات والسياح أثناء زيارة ولاية جيجل، هو حديقة الحيوانات بكيسير ببلدية العوانة، التي تعتبر مقصدا هاما بالنسبة لزوار الولاية طيلة أيام السنة، أما في فصل الصيف، فالإقبال يتضاعف للاسترخاء و الانتعاش و كذا للاستمتاع بمشاهدة أنواع عديدة من الحيوانات البرية و المناظر الطبيعية الخلابة و أصناف نادرة من النباتات و الأشجار، حيث يبلغ عدد زوار الحديقة خلال شهري جويلية و أوت بالآلاف، كما تم تخصيص مرافق جديدة و زيادة عدد الحيوانات، و يشرف على تنظيمها و الحفاظ على سلامة الزوار و حتى الحيوانات، فريق عمل متكامل، كما تلجأ إدارة الحديقة إلى توظيف عمال موسميين خلال الفترة الصيفية. وفيما يخص أسعار الدخول إلى الحديقة، فقد حددت ب 50 دج بالنسبة للبالغين و 20 دج للأطفال ، كما تستفيد العديد من الجمعيات من مجانية الدخول، على غرار جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تقدم تخفيضات للجمعيات التي تزور الحديقة في إطار رحلات ترفيهية. كما تضم الحديقة مايقارب 300 حيوانا من مختلف الأنواع

سحر  “العوانة” تستدعي التوقف لإلتقاط صور تذكارية

أما ب”العوانة” فإن المناظر الطبيعية تستدعي من الزائر التوقف بها لالتقاط صور تذكارية والتمتع بمنظر الجزر الموجودة في عرض البحر سيما ”جزيرة الأحلام”، والتي غالبا ما تستقل العائلات ”قوارب بحرية” لزيارتها، وتقدر ثمن الرحلة مابين 3000دج و 3700 دج،  ونفس الشيء يقال عن جزيرة ”الصخر الأسود”، وعند مخرج ”العوانة” تنطلق رحلة زوار جيجل على مستوى الكورنيش بحيث يجد الوافد عليه عينا بها مياه عذبة ومكانا رائعا للاستراحة خاص بالعائلات ينام تحت سفح جبل العوانة بخضرته الداكنة، وتكون الرحلة مع منعرجات الكورنيش على مستوى الطريق الوطني رقم 43 الرابط بين جيجل وبجاية، وقد ينال الدوار من الأشخاص الذين يخافون المنعرجات، إلا أن التصاق زرقة البحر بشموخ جبال ”بوحنش” الخضراء تزيل الدوار وآلام الرأس والمعدة وتأخذ الزائر بعيدا عن الضجيج ليتمعن في إبداع الخالق، وتستقبل منطقة ”أفتيس” الزوار بشواطئها الخلابة ورمالها الحمراء ومئات المخيمات المتناثرة هنا وهناك، ويكون بذلك الزائر قد دخل اقليم الحظيرة الوطنية ”تازة” التي تنفرد بمناظر مذهلة وغريبة في نفس الوقت على طول تسعة كيلومتر وعلى مساحة 3807 هكتار، كما يتواجد بها طائر ”كاسر الجوز الهندي” وهو الذي فضل غابات ”البابور” على بقاع العالم

 إنتشار كبير لظاهرة كراء الشقق التي تجاوز سعرها 6000 دج لليوم الواحد

لعل أبرز ما شد إنتباهنا أثناء زيارتنا لولاية جيجل، هو الإنتشار الكبير لظاهرة كراء المنازل، حيث لا يخلو شارع أو طريق من لافتة مكتوب عليها منازل للكراء ورقم الهاتف، حيث أخبرنا العديد من مسؤولي الفنادق القليلة الموجودة بمدينة جيجل أن كل الغرف محجوزة مسبقا طيلة شهري جويلية وأوت، وأغلب الزبائن من العرسان الجدد من مختلف ولايات الوطن، سيما الداخلية والجنوبية وكذا الشمالية كعنابة، سكيكدة، القالة، وهران، باتنة، بسكرة، وبخصوص الأسعار فإنها تتراوح مابين 4000 دج و 8000 دج لشخصين، ومايزيد الإقبال على جيجل أنها، تعتبر الأكثر أمنا في الجزائر، حيث لم نشاهد أي اعتداء أو سلوكات شاذة أو سرقات منذ أسبوع كامل قضيناه بها، وهذا هو العامل الأساسي والهام في قضاء أي عطلة، وبسبب هذا الإقبال الكبير وقلة الفنادق، أدى الأمر بسماسرة سوق الشقق إلى لعب أوراقهم بحيث تم تأجير المنازل بمبالغَ مبالغٍ فيها، تتراوح بين 4000 دج و6000 دج لليوم الواحد، بعد أن كان خلال الشهر الماضي لا يتجاوز 2500 دج، يضاف إلى هذا غياب الخدمات السياحية المقدمة من طرف بعض التجار سيما من ناحية النوعية وإبقاء بعض تجار المدينة على عادة ”القيلولة” التي أصبحت وصمة عار على جبين السياحة بهذه الولاية، حيث يقوم البعض بغلق محلاتهم من منتصف النهار إلى غاية الثالثة بعد الزوال للاستراحة والنوم، وهو نظام لا يخدم الحركية التجارية ولا السياحية للولاية، ورغم النقائص إلا أن عاصمة الكورنيش لا تنام خاصة بواجهة ”كتامة” أو ”الكازينو” المحاذية للشاطئ

ضعف شبكات الهاتف وإرتفاع الأسعار نقطة سلبية

ورغم جمال الطبيعة الخلابة التي تتمتع بها جيجل التي تبقى لوحة محفورة في أذهان زوارها، إلا أن السياحة الجبلية لا تزال خارج اهتمامات السلطات المحلية والوصاية، بالنظر إلى الملاحظات التي قدمها السياح من خلال النقائص المتعددة خاصة، غياب هياكل الاستقبال كالفنادق والمطاعم، والحدائق التي تنعدم لأدنى شروط الراحة كالمقاعد العمومية ولعب تسلية الأطفال ، إلى جانب تنصل السلطات المحلية عن أداء مهامها في تقديم الدعم اللازم لتوفير خدمات تليق بالسياحة الجبلية، كإقامة معرض يبيعون فيه منتجاتهم للزوار، ما دفعهم لتدبر أحوالهم عن طريق تخصيص أماكن البيع وتنظيم حركة المرور للحفاظ على هذا الكنز الذي يجلب المئات من الزوار يوميا، ناهيك عن إرتفاع الأسعار، في مختلف المواد وكراء الشقق، والنقطة السلبية الأكبر هو ضعف شبكات الهاتف بمختلف انواعها بالولاية

مواضيع ذات صلة

الاتحادية الوطنية لرياضة التايكواندو  تسعى لخلق منتخب وطني بارا-تايكواندو 

akhbarachark

شرطة قسنطينة توقف مسبوق قضائيا بحوزته أزيد من 1500 كبسولة من المؤثرات العقلية

akhbarachark

حجز أكثر من 2 كيوغرام من المرجان الخام بالطارف

akhbarachark