انتشار واسع لطاولات بيع الشواء العشوائية بعدّة أحياء خلال يومي العيد بعنابة

في سياق ذلك، ارتأت “أخبار الشرق”، إلى معاينة عدة أحياء بولاية عنابة، تنتشر فيها طاولات الشواء العشوائية بشكل مكثف وواسع خلال أيام عيد الفطر المبارك، خاصة خلال اليومين الأولين، حيث لوحظ في حي سيدي سالم بالبوني، وأحياء ببلدية برحال وأحياء من بلدية سيدي عمار، وحي سيبوس ببلدية عنابة، بالإضافة إلى أحياء من بلديتي الحجار، مدى اكتساح طاولات الشواء العشوائية، لأرصفة الطرقات والشوارع والتنافس المحتدم في أسعار بيع المشويات باختلاف أصنافها، حيث تعددت أوجه البيع والأسعار واجتمع النقاش والجدل حول مدى خطرها على الصحة العمومية خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن، إذ تحولت أماكن عدة بعدة أحياء سكنية بعنابة خاصة الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية إلى قبلة ووجهة أولى، بل ومركزا مباشرا للنصب والطاولات الفوضوية لبيع الشواء بأسعار تنافسية إلى حد ما، فضل أصحابها الاهتمام بالسعر على جودة المنتجات المقدمة للزبون،

إذ وخلال يومي العيد فضل الكثير من العنابيين، بالأخص الفئات العمرية الشابة والمراهقة والصغار، الإقبال المستمر بل والتوافد بقوة على طاولات الشواء العشوائية خلال يومي العيد، وجعلها مركزا هاما لتناول ما يعده أصحابها من المأكولات الخفيفة والمشويات على غرار “الفريت أوملات”، و”المرقاز”، واللحم والكبد، وغيرها من الأصناف المتعلقة بالمشويات، دون الأخذ بعين الاعتبار شروط النظافة والصحة والسلامة التي لم تحضر بتاتا وفقا لما عاينته “أخبار الشرق”، لدى أصحاب هذه الطاولات، وسط التحذيرات المكثفة من المختصين بضرورة تجنب هذه الطاولات العشوائية، كونها لا تراعي شروط السلامة الصحية للمستهلكين، حيث يعمد أصحاب هذه الطاولات العشوائية إلى استخدام آلات الشواء التي تكون قديمة وغير مهيأة لهذه العملية بصفة سليمة وصحية، مع عرض الخبز في الهواء الطلق، دون تغطيته من الحشرات والأتربة والغبار، مع تسجيل عدة تجاوزات أخرى تضر بالمستهلكين.

وكانت لـ”أخبار الشرق”، فرصة للتقرب من أصحاب طاولات بيع الشواء العشوائية، الذين أكدوا إقبال مختلف الفئات العمرية من العنابيين على طاولاتهم لتذوق ما لذ وطاب من المشويات والمأكولات الخفيفة، بحيث يفضلون الاستفسار مباشرة عن السعر دون مراعاة الجانب الصحي وفقا للكثير منهم، الأمر الذي لطالما كان محل جدل ونقاش كل عيد فطر من طرف المختصين والمتتبعين للشأن المحلي بعنابة، كما اعتبر الباعة أن طاولات الشواء العشوائية هذه تعد مصدرا للرزق لهم خلال يومي العيد، وتكون كذلك خلال الأيام العادية خاصة بالنسبة لمن يعتبرون هذا النشاط حرفة لهم، ودعما إضافيا لجيوبهم لمواجهة البطالة، حيث أشاروا إلى أنهم لجؤوا هذه السنة إلى فكرة التنافس في أسعار بيع “المرقاز” واللحم وغيرها من المأكولات الخفيفة والسريعة قصد استقطاب أكثر فئة من العنابيين نحو طاولاتهم.

وأمام هذه الظاهرة التي باتت تتكرر كل عيد فطر مبارك، بل وأصبحت تقليدا تعيشه الكثير من الأحياء خلال الأيام العادية خاصة خلال الموسم الصيفي والشهر الرمضاني، بغية مواجهة شبح البطالة كحجة يتداولها أصحاب هذه الطاولات العشوائية، تتجدد تحذيرات وتنبيهات المختصين والأطباء والمنتمين للسلك الطبي من هذه الطاولات بالنظر إلى طريقة بيع المشويات وطريقة عرضها للمستهلك وآلية حفظ المادة الأساسية لها وهي اللحم في الثلاجات، دون نسيان طريقة الإعداد التي يجمع مختصون بشأنها أنها تتنافى وشروط السلامة الصحية وحماية صحة للمستهلك، بما تشكله من خطر عليه، الذي لطالما جذبه السعر المنخفض، دون الانتباه لمدى الأضرار الصحية، التي قد تنجرّ عن هذه المشويات والأكلات الخفيفة السريعة المقدمة بطريقة غير صحية.