الأحد 28 أبريل 2024
أخبار الشرق

الأراضي الفلاحية تحت رحمة الإسمنت ببلدية واد العنب

جدل كبير بعد المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير

صادق أعضاء المجلس الشعبي الولائي لولاية عنابة خلال دورته الثانية المنعقدة الأسبوع الماضي على المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ببلدية واد العنب وهو المخطط الذي فسح المجال أمام استغلال أراضي فلاحية واسعة ومناطق غابية لإنجاز مشاريع عمرانية بهذه البلدية ذات الطابع الفلاحي والتي تعرف على مدار العشر سنوات الأخيرة تطورا عمرانيا كبيرا بعد أن اختيرت لإنجاز المدينة الجديدة بن مصطفى بن عودة، حيث تسببت الموافقة على المخطط التوجيهي الذي وافق عليه أيضا أعضاء المجلس الشعبي البلدي لبلدية واد العنب، في جدل كبير بين المعارضين والمؤيدين لهذا المخطط الذي يرى فيه الكثير من المهنيين في قطاع الفلاحة أنه بمثابة طعنة في ظهر هذا القطاع الذي زادت أهميته في الفترة الأخيرة بالنظر إلى الأحداث السياسية التي يشهدها العالم والتي كان لها تأثير سلبي مباشر على الأمن الغذائي للعديد من الدول، في هذا الإطار فقد كشفت مصادرنا أن الأراضي ذات الطابع الفلاحي التي شملها المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ببلدية واد العنب تبلغ حوالي 100 هكتار وهي أراضي ما تزال صالحة للزراعة، كما كشفت المصادر ذاتها أن المخطط التوجيهي محل الجدل ليس وليد اليوم وإنما يعود لبضعة سنوات، غيرها أنه تم تأجيله مناقشته والمصادقة عليه بسبب الأحداث السياسية التي شهدتها الجزائر سنة 2019 والتي تلتها جائحة كورونا سنتي 2020 و2021

الأراضي ليست ذات مردودية كبيرة ولكنها تصلح لتكون مراعي

كشف خبير في القطاع الفلاحي رفض الكشف عن اسمه أن الأراضي الفلاحية المتواجدة على مستوى بلدية واد العنب أغلبها ليست ذات مردودية كبيرة وأغلبها ليست من قبل الفلاحين، غير أن ذلك لا يعني أنها لم تعد صالحة للنشاط الفلاحي، حيث أوضح المصدر أنه من المتعارف عليه على المستوى العالمي فإن الأراضي التي تقل مردوديتها يتم تحويلها لزراعة الأعلاف الحيوانية وجعلها مراعي وما هو ما يعود بالنفع على الثورة الحيوانية، غير أن الأمر لا يتم العمل به مع هذا النوع من الأراضي في الجزائر وغالبا ما يتم تحويل الأراضي الزراعية ضعيفة المردودية لإنجاز مشاريع عمرانية وهو ما تشهده بلدية واد العنب

من يحمي العقار الفلاحي في عنابة؟

أكد عدد من المهنيين في قطاع الفلاحة أن تمرير المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ببلدية واد العنب بسلاسة كبيرة وبدون مناقشة معمقة، يظهر أن قرار تمرير المخطط معد سلافة، كما أكدوا لنا أن كل من مديرية المصالح الفلاحية، محافظة الغابات، مديرية أملاك الدولة والديوان الوطني للأراضي الفلاحية، كان عليهم التدخل بقوة لوقف تحويل الأراضي الفلاحية لإنجاز عليها مشاريع عمرانية، كما أن غياب التأهيل لدى العديد من ممثلي الفلاحين جعل العقار الفلاحي لقمة سائغة لتحويله عن وجهته، في الإطار نفسه فقد اعتبر خبير في الشؤون الفلاحية أن الاعتداء على الأراضي الفلاحية من خلال زحف الإسمنت عليها، يعد اعتداء مباشرا على غذاء البلاد التي تقاتل من أجل ضمان أمنها الغذائي، كما أكد أن الفلاح يجب أن يكون المدافع الأول عن الأراضي الفلاحية

منتخبون في واد العنب قاوموا بشدة تمرير المخطط التوجيهي

كشفت مصادرنا أن عدد من المنتخبين في المجلس الشعبي البلدي لبلدية واد العنب قاوموا بشدة عملية تمرير المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير وذلك أثناء عرضه على الدورة العادية للمجلس التي انعقدت في بداية شهر جوان الحالي وأكدت مصادرنا أن سبعة منتخبين صوتوا ضد تمرير المخطط، مقابل موافقة 11 منتخب، ليتم تمرير المخطط بعد موافقة الأغلبية ورأى المعارضون للمخطط بأن فيه تهديد مباشر للطابع الفلاحي للبلدية، خاصة وأنه سيكون على حساب أراضي فلاحية ومساحات غابية وقد تكفل مكتب دراسات بإنجاز المخطط الذي تم عرضه قبل التصويت عليه على الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية ذراع الريش وسيلة بوشاشي، الأمين العام لولاية عنابة، مديرية المصالح الفلاحية، محافظ الغابات، مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء، غير أن هذا المخطط يتطلب عرضه على الرأي العام المحلي وتوضيح جميع تفاصيله

 

 

 

مواضيع ذات صلة

“كناص” عنابة يطلق حملة تحسيسية حول مكافحة المخدرات والإدمان

akhbarachark

برحال ..البوني وذراع الريش مواقع بناء سكنات عدل 3 بعنابة

akhbarachark

اختتام الأسبوع الوطني للوقاية في دائرة برحال بعنابة 

akhbarachark