الجمعة 26 أبريل 2024
أخبار الشرق

المواد الحافظة والمضافات الغذائية تقتل الجزائريين

تسبب السرطان وشركات تخدع المستهلكين
المواد الحافظة والمضافات الغذائية تقتل الجزائريين

شهدت الجزائر خلال العشرين سنة الأخيرة ارتفاعا كبيرا في عدد المصابين بداء السرطان الذي أصبح لا يفرق بين الكبير والصغير وبين من يحافظ على صحته ومن لا يفعل وذلك بسبب الفوضى التي شهدتها البلاد من ناحية استيراد تدخل في صناعتها مواد تتسبب في الإصابة بالسرطان، بالإضافة إلى المواد الحافظة، الملونات والمواد المضادة للأكسدة التي يتم استخدامها في المواد الاستهلاكية، خاصة وأن المستهلك الجزائري تغيرت عاداته الاستهلاكية خلال العشرين سنة الأخيرة، من خلال الإقبال بشكل كبير على منتجات تدخل في تركيباها المواد المذكورة التي يؤدي استهلاكها إلى الإصابة بالعديد من الأمراض السرطانية وهو ما تؤكده العديد من التقارير الطبية

المواد الحافظة والمضافات تعتبر عنصر رئيسي في أغلب المنتجات الاستهلاكية

لا يولي أغلب الجزائريين الأهمية اللازمة إلى العناصر التي من خلالها تم صناعة أي منتوج، خاصة وأن إلقاء نظرة إلى هذه القائمة يظهر بأنها طويلة وكثيرا ما يستعمل فيها اختصارات للكلمات يصعب على المستعمل فهمها، ما يجعل المستهلكين لا يهتمون بها ويرتكز اهتمامهم في المقابل على الذوق، رغم أن أغلب المواد الاستهلاكية تحتوي على مضافات غذائية صناعية خاصة بالنكهة أو اللون أو تكون مواد حافظة لإطالة مدة التخزين وهي المواد الذي ينتج عن تراكمها في جسم الإنسان إلى تنشيط الخلايا السرطانية والتسبب في الإصابة بهذا الداء ومن بين المواد الحافظة التي تتسبب في الإصابة بالسرطان نجد حامض البنزويك وأملاحه، حامض السوربيك وأملاحه، حامض البربيونيك وأملاحه وثاني أكسيد الكبريت الذي يستخدم بكثرة في الفواكهه المجففة ليعطى لها لونا فاتحا ولامعا، كما نجد ضمن القائمة أيضا أملاح النيتريت والنيترات، التي تضاف الى ملح الطعام والتي تسبب مشاكل في الجهاز الهضمي

العديد من الشركات تدعي أن منتجاتها لا تحتوي على مواد حافظة والواقع يقول غير ذلك

قررت العديد من الدول المتقدمة منع استعمال المواد الحافظة التي تضاف على المواد الواسعة الاستهلاك وذلك في سبيل المحافظة على صحة مواطنيها وتقليل نسب الإصابة بالسرطان، حيث دفع هذا التوجه العالمي العديد من الشركات إلى الترويج لكون منتوجاتها لا تحتوي على مواد حافظة، على غرار ما هو الحالي بالجزائر أين تركز الشركة المنتجة للمشروبات الغازية والعصائر على النقطة المتعلقة بعدم استخدام مواد حافظة أو ملونات، غير أن الخبراء والمختصين يؤكدون استحالة إنتاج مشروبات غازية أو عصائر بدون استعمال مواد حافظة، لأن هذه المواد هي من تسمح بتخزين هذه المشروبات داخل القارورات البلاستيكية والعلب الكترونية لفترة طويلة

المنتجات دون سكر.. الخدعة التي صدقها الجزائريون

في الإطار نفسه، أكدت لنا أخصائية في التغذية أن المنتجات التي يتم الترويج لها على أنها بدون سكر وأن المرضى المصابون بالسكري يمكنهم تناولها هي في الحقيقة أخطر من المواد الاستهلاكية التي يضاف لها السكر، حيث أوضح المصدر أن المنتجات “اللايت” ما هي إلا خدعة تسويقية لطمأنة المستهلك، لأن هذه المنتجات تضاف لها مادة “الأسبرتام” وهي محلي صناعي أحلى بـ 200 ضعف من السكر الطبي ما يجعل هذه المادة أخطر منه، خاصة وأنها تجعل من الأدوية التي يأخذها الإنسان المريض بداء السكري لا تجدي نفعها، بالإضافة إلى العديد من المخاطر الأخرى المرتبطة بتناول مثل هذه المواد غير الطبيعية.

حتى لحوم وكبد الدجاج أصبحت خطر على المستهلك

في الإطار نفسه، تعتبر لحوم الدجاج وخاصة كبدها من بين المواد الاستهلاكية التي تشكل خطورة كبيرة على صحة المستهلك الجزائري الذي أصبح فريسة لمربي الدجاج الذين يقوم أغلبهم بتسمينه عن طريق الأدوية التي تتجمع في كبد الدجاج وهو ما من شأنه أن يتسبب في إصابة من يستهلك بالسرطان، باعتبار أن العديد من المربية لا يتبعون الطرق العلمية المنصوص عليها في عملية التسمين، كما أنهم لا يحترمون الدورة التي حددها الأطباء البياطرة والتي تسمح للدجاجة بالتخلص من الأدوية التي تناولتها لتسمينها بسرعة، حيث يفكر المربي في الربح السريع من خلال تسريع عملية ذبح الدجاج عوض انتظار انتهاء الدور والقيام بالعملية

منتجون يضيفون نسبة عالية من السكر في القهوة و يخاطرون بصحة المستهلك

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فحتى القهوة التي يتم استهلاكها على نطاق واسع من قبل الجزائريين تسبب الإصابة بالسرطان وذلك بسبب إقدام بعض المنتجين على إضافة نسبة عالية من السكر إلى حبات البن قبل رحيها، رغم أن القرار الوزاري رقم 835 نص في مادته رقم 15 على أن نسبة السكر الذي يسمح بإضافتها إلى القهوة يجب أن لا تتعدى 5 بالمئة، لكن وزارة التجارة ومن خلال التحاليل التي أجرتها مصالحها في العديد من المرات، بالإضافة إلى التحاليل التي قامت بها جمعيات حماية المستهلك أظهرت أن النسبة تفوق 50 في المئة في العديد من العلامات، حيث يشكل هذا الأمر مخاطر صحية كبيرة، لأن السكر المحروق يحتوي على مواد سرطانية

عدد الإصابات بالسرطان في ارتفاع مستمر وأرقام مفزعة في 2021 

أعلنت الجمعية الجزائرية لطب الأورام أن الجزائر أحصت منذ مطلع سنة 2021 وإلى غاية شهر سبتمبر ما يعادل 65 ألف إصابة جديدة بالسرطان بمختلف أنواعه، في الوقت الذي سجلت فيه الجزائر في السنة التي قبلها حوالي 50 ألف إصابة جديدة و20 ألف وفاة، أي بفارق قدرها 15 ألف إصابة، مع الأخذ في عين الاعتبار أن السنة الحالية لم تنته بعد، كما أن الملفت هو العدد الكبير للإصابات وسط الأطفال الذي يقل سنهم عن 15 سنة، حيث يتم تسجيل سنويا ما لا يقل عن 1500 إصابة وسطهم وهي أرقام مفزعة تستدعي التوقف عندها ودق ناقوس الخطر بخصوص ما يتناوله الجزائريون من مواد استهلاكية

الجزائريون مطالبون بتصحيح عاداتهم الاستهلاكية

دعت أخصائية التغذية التي تواصلنا معها الجزائريين إلى ضرورة تصحيح عاداتهم الاستهلاكية وذلك من خلال تجنب تناول الأطعمة الجاهزة والمشروبات والعصائر الصناعية والسعي من أجل استهلاك مواد طبيعية لا تحتوي على أي مضافات أو مواد كيميائية مهما كان نوعها، كما أكدت على أهمية عدم الإكثار من تناول اللحوم والتقليل من الزيوت النباتية، في الوقت الذي تنادي فيه جمعيات مرضى السرطان بأهمية الكشف المبكر عن المرض، لأن ذلك يساعد في علاجه على غرار ما هو الحال بالنسبة لسرطان الثدي، لذا فإن استشارة الطبيب عند ظهور أعراض مرضية وآلام حادة يعتبر أمر أكثر من ضروري.

وزارتا الصحة والتجارة مطالبتان بالتدخل العاجل

أمام الفوضى القائمة والتي تؤثر بشكل مباشر على صحة المستهلك وتكبد الدولة سنويا أموالا ضخمة تصرفها على مراكز مكافحة السرطان التي تم إنشاء العديد منها عبر الوطن بالإضافة إلى التكفل بعلاج المرضى، فإن تدخل كل من وزارة الصحة ووزارة التجارة أصبحت أكثر من ضروري لوضع حد هذه الفوضى التي تهدد حياة الجزائريين بشكل مباشر وذلك من خلال سن قوانين تنظم استخدام المضافات الغذائية وتمنعها إن لزم الأمر، كما أن المستهلك الجزائري بحاجة لتوعيته بالمخاطر الناجمة عن استهلاك مثل هذه المواد وتعريفه بمعاني الرموز الذي يتم وضعها في لائحة مكونات مختلف المواد الاستهلاكية

مواضيع ذات صلة

“كناص” عنابة يطلق حملة تحسيسية حول مكافحة المخدرات والإدمان

akhbarachark

ارتفاع عدد ضحايا القصف الصهيوني على القطاع إلى 34097 قتيلا”

akhbarachark

الموافقة على مراجعة منح المتقاعدين وإعادة دراسة قانون الحالة المدنية

akhbarachark