تشهد العديد من مؤسسات الطورين الثانوي والمتوسط بولاية عنابة على غرار باقي المؤسسات بولايات الوطن تناميا في ظاهرة الغياب المبكر للتلاميذ المقبلين على شهادتي “البيام و”البكالوريا” عن مقاعد الدراسة، وتعويضها بالمراجعة الفردية أو الدروس الخصوصية، وهو ما دفع بمديرية التربية بعنابة ومن خلال مصالحها لاتخاذ سلسلة من الإجراءات للتصدي للظاهرة التي تؤثر لا محالة على المسار التعليمي للتلاميذ وإمكانية مراقبتهم في هذه السن الحساسة.
حيث عقد مدير التربية لولاية عنابة نور الدين زينة نهاية الأسبوع الماضي بثانوية القديس أوغستين اجتماعا تنسيقيا يعتبر أول اجتماع رسمي من نوعه مع هيئة التفتيش التي تشمل مفتشي المالية، البيداغوجيا والإدارة وبحضور السادة رؤساء المصالح ومدير مركز التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني، تم خلاله مناقشة ودراسة مجموعة من النقاط المتعلقة بتسيير القطاع والمنظومة التربوية بالولاية وفي مقدمتها ظاهرة العزوف عن مقاعد الدراسة والغيابات المبكرة لتلاميذ السنة الرابعة متوسط والثالثة ثانوي خصوصا المقبلين على شهادة نهاية مرحلة التعليم المتوسط وشهادة نهاية مرحلة التعليم الثانوي سواء في بعض المواد وحتى غيابات لعدة أيام وتعويضها بالدروس الخصوصية والمراجعات الفردية والجماعية خارج أسوار المؤسسات التعليمية، كما تؤثر حتى على إمكانية مراقبة هذه الفئة من التلاميذ وتجعلهم عرضة لبعض الظواهر السلبية الأخرى، وفي هذا الصدد شدد مدير التربية بحسب منشور لمصالحه على ضرورة التطبيق الصارم للنصوص القانونية والإجراءات اللازمة لمحاربة الظاهرة بما فيها تأكيد الغيابات وإخطار الأولياء وحضورهم الإجباري لإعادة أبنائهم للدراسة مع اتخاذ باقي الإجراءات المتعلقة بالغيابات الطويلة.
كما تطرق المسؤول الأول بقطاع التربية بالولاية إلى عدة قضايا أخرى على غرار إنشاء لجنة الوساطة لحل الإشكاليات والإنشغالات المطروحة داخل المؤسسات التربوية، وإنشاء خلايا التحضير لمشروع المديرية، مثمنا دور المفتشين في إرساء السلمية والعملية التعليمية، عقب تقديمهم لمشروع عملهم المرتقب تطبيقه في تسيير القطاع بالولاية في إطار تنفيذ تعليمات الوزارة الوصية، ويؤكد خبراء اجتماعيون ونفسانيون في ذات الصدد على ضرورة إيلاء الأولياء لمتابعة متواصلة لأبنائهم لحمايتهم من أن يكونوا عرضة لظواهر سلبية أخرى أو أي إستغلال في ظل التحجج بالغيابات المبكرة للمراجعة في الدروس الخصوصية أو المراجعة مع زملائهم، ومرافقتهم في هذه المرحلة الحساسة موازاة مع إقبالهم على امتحانات مصيرية في مسارهم التعليمي.
وللإشارة، وفي إطار التحضيرات لإمتحانات نهاية المراحل التعليمية خلال الفترة الممتدة من الفاتح إلى الخامس عشر فيفري المقبل، أعلنت الوزارة الوصية فتح الأرضيات الرقمية لتأكيد بياناتهم تحضيرا للامتحانات، وذلك للتأكيد للأولياء المعلومات المتعلقة بالممتحنين عبر الأرضيات الرقمية الخاصة بوزارة التربية بالنسبة للتلاميذ المتمدرسين في المؤسسات التربوية والعمومية والخاصة، وعبر موقع الديوان الوطني للمسابقات والإمتحانات بالنسبة للمترشحين الأحرار.
لطفي.ع