اجتمع، مجلس الشورى الولائي لجبهة العدالة والتنمية لولاية عنابة، في دورة استثنائية لدارسة الوضع السياسي وواقع التنمية والشأن المحلي بالولاية،
باعتبار أن هدا الموضوع قد فرض نفسه وفي هذه الفترة تحديدا على إثر ما خلص إليه مسؤولو الجبهة على المستوى المحلي من خلال متابعتهم الدائمة والمستمرة للأوضاع على مستوى المجالس المحلية من قبل وما آلت إليه في الفترة الأخيرة، والتي ميزتها حالات الانسداد في بعض البلديات وتواصل الخلافات والصراعات بين الكتل وضعف أداء بعض المجالس وعدم قدرة بعضها الاخر على مواكبة حركة التنمية في الولاية، والتي كانت نتيجتها الحتمية في الأخير عجز هذه المجالس على الوفاء للمواطنين بالعهود التي قطعتها على نفسها خلال الحملات الانتخابية، وتعطل برامج التنمية، والضعف الكبير في التكفل بانشغالات المواطنين والاهتمام بشؤونهم المحلية، الشيء الذي دفع بالجهاز التنفيذي على مستوى الولاية إلى التدخل والأخذ بزمام الأمور لتسيير البرامج والإشراف على المشاريع التي لها علاقة باهتمامات المواطنين اليومية وتلبية حاجياتهم على جميع الأصعدة وتجنب تعطيل مصالح المواطنين.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس المكتب عبد السلام بوكلاب، بإن جبهة العدالة والتنمية لولاية عنابة لم تكن ولم تبق مكتوفة اليدين، عما يجري على المستوى المحلي منذ عهدات انتخابية سابقة، حيث حذرت من قبل في العديد من المرات وفي الكثير من المناسبات من خطر الوصول إلى هذا المستوى المتدني والمتردي في الأداء، وإن الجبهة تعتقد بأن الأوضاع التي وصلت إليها حالات مختلف المجالس هي نتيجة حتمية أفرزتها الإنتخابات المحلية على مر العهدات السابقة والحالية، والتي كانت بعيدة كل البعد عن الممارسة السياسية والإنتخابية السليمة والصحيحة والسوية، حيث شابتها شوائب متعددة ومتنوعة اختلفت من عهدة انتخابية إلى أخرى شوهت نتائجها بتركيبة أقل ما يقال عنها أنها هزيلة وضعيفة الأداء في مجملها.
مضيفا بأن جبهة العدالة والتنمية بولاية عنابة، هي مقتنعة بأن العمل السياسي ليس عملا متعلقا بالانتخابات فقط وليس عملا مناسباتيا ولا موسميا، بل هو فعل دائم ومستمر لخدمة الصالح العام تحقيقا للمصلحة ودفعا للمضرة وسعيا في تحسين أوضاع المواطنين، والتي قد عملت على ممارسة العمل السياسي بقواعده السليمة والصحيحة، متعاونة مع السلطات المحلية ومع المجتمع المدني الناضج والواعي من أجل الإقلاع بالتنمية على مستوى ولاية عنابة وبدعم قوي ودور بارز قام به نائب جبهة العدالة والتنمية عن ولاية الطارف علي مويلحي لصالح سكان ولاية عنابة .
وكان من جملة التحركات التي بادرت بها جبهة العدالة والتنمية لولاية عنابة وباشرتها وساهمت فيها طرح جملة من الانشغالات والقضايا التي تخص بعض الشؤون المحلية التي تم تبليغها إلى الدوائر الوزارية المركزية المعنية بها وإلى السلطات المحلية بغية التكفل بها ومعالجتها وفق ما تملكه من صلاحيات وضمن ما يسمح به القانون وتسمح به الإمكانيات، كما وجب التذكير ببعض هذه القضايا ومنها، مشروع الطريق الوطني رقم 21 الرابط بين عنابة وڨالمة في جزئه بين الحجار وعين الباردة، ووضعية الطريق الولائي رقم 129 الرابط بين محور دوران البركة الزرقاء مرورا بحجر الديس إلى سيدي عمار، ومشروع المسجد الكبير، ومشروع الترامواي، وإعادة تشغيل مصنع الفلين ببلدية وادي العنب، ووضعية المنطقتين الرطبتين بحي الريم وحي بوسدرة، وبناء مواقف بطوابق، وإنشاء دار الصحافة، و وضعية المعلم التاريخي القلعة الحفصية، والمستشفيات المتخصصة في التأهيل الحركي على غرار مستشفى سيرايدي، ووضعية عيادة طب العيون بحقل مارس بوسط المدينة واقتراح بناء مستشفى متخصص في طب العيون، ووضعية مقبرة لالة خروفة وتصنيفها كمعلم اثري، وحالة الإعتداء الذي وقع على مقبرة زغوان، ووضعية مشاريع حماية المدينة من الفيضانات وجهر الأودية، وحالة محطات النقل البري للسيارات والحافلات،
وإشكالية سوء نوعية الإنجاز والغش في البنايات، والمطالبة بالحفاظ على الغطاء النباتي والغابي وتوقيف الإعتداءات على العقار والحفر في الجبال، ومخاطر البرك المائية والآبار المهجورة، وتزويد سكان ولاية عنابة من محطة تحلية مياه البحر بالدراوش ولاية الطارف، ووضعية الطرقات والاختناق المروري، ومشكل الانقطاعات المتكررة للماء الشروب، وانقطاعات التيار الكهربائي وانعكاساتها السلبية على المواطنين، ووضعية 14 عائلة التي هدمت بيوتها في حي مرزوق عمار ببلدية سيدي عمار، واستكمال بناء المدرسة الإبتدائية بحي الزيتون ببلدية عين الباردة، وضرورة بناء مدرسة ابتدائية بحي ضربان ببلدية عنابة، وإشكالية حرق النفايات بمنطقة الطاباكوب ببلدية عنابة، وإشكالية انبعاث الغازات من مصنع فرتيال، ووضعية فريق إتحاد عنابة.
كما أضاف عبد السلام بوكلاب، بأن جبهة العدالة كانت لها مساهمات إجتماعية وإنسانية من خلال حملات التبرع بالدم، ومبادرة المحفظة والكتب المدرسية، والتضامن الرمضاني، وحملة شتاء دافئ، والحملة التحسيسية بمناسبة أكتوبر الوردي، وعملية التشجير، وغيرها من حملات المنفعة العامة لصالح المواطن العنابي ولصالح ولاية عنابة،
وقد سجل أعضاء مجلس الشورى الولائي في دورتهم الاستثنائية هاته جملة من التوصيات، منها تدعيم الهيأة الولائية لإحصاء احتياجات البلديات والأحياء بكفاءات وخبراء متخصصين، وتفعيل دور الهيئة الولائية المعنية بالإتصال بالإدارات وتبليغ الانشغالات، وإنشاء هيئة ولائية للتحسيس بأهمية مشاركة المواطنين في التنمية المحلية والمحافظة على الإنجازات والمكتسبات المحققة من طرف السلطات المحلية .
وفي الأخير، فإن جبهة العدالة والتنمية لولاية عنابة، تنادي لأخلقة الحياة السياسية المحلية بولاية عنابة، والارتقاء بالأداء السياسي على مستوى المجالس المحلية، وتدعو فعاليات المجتمع العنابي بكل أطيافه وفئاته من أجل توحيد الجهود لإنقاذ عنابة من الوضعية التي وصلت إليها قبل تفاقمها أكثر وتدارك الأمر قبل فوات الأوان، وتؤكد مرة أخرى استعدادها الكامل للتعاون مع كافة الفعاليات الحكومية وفعاليات المجتمع المدني على المستوى المحلي من أجل مستقبل أفضل لولايتنا عنابة .
ريم دلالو