الخميس 28 مارس 2024
أخبار الشرق

“سيارات “الفرود” بين تجاوز القانون وسد فراغ “الطاكسيات”

إنتشرت كالفطريات وحملات محاربتها لم تؤت ثمارها

 

“سيارات “الفرود” بين تجاوز القانون وسد فراغ “الطاكسيات

 

أصبحت سيارات الأجرة غير القانونية “الفرود” واقعا يصعب تجاهله في ولاية عنابة وذلك بعد أن تزايد عددها بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، إلى درجة أن نشاطها أصبح على مرأى العام والخاص في وسط مدينة عنابة وباقي البلديات، على خلاف ما كان عليه الوضع قبل عشرين سنة أو أكثر أين كان أصحاب سيارات الأجرة يلجؤون للعديد من الحيل للهروب من الحواجز الأمنية ونقاط المراقبة الشرطية التي كانت تتخذ إجراءات صارمة بحق ممارسي نشاط “الفرود” الذي يعتبر من جهة أخرى وسيلة لسد الفراغ الذي يتسبب فيها أصحاب سيارات الأجرة التي تنشط بطريقة قانونية، خاصة في الفترة الليلية وفي المناطق التي لا تتوفر فيها محطات لسيارات الأجرة الجماعية.

نشاط “الفرود” كان يمارس في الخفاء فأصبح جهارا

 

أكد عدد من سائقي سيارات الأجرة لنا بأن نشاط “الفرود” كان يمارس في نطاق ضيق جدا في سنوات التسعينات، حيث كشف لنا “طاكسيور” بأنه كان ينشط بطريقة غير قانونية في تسعينيات القرن الماضي وأن ممارسة هذا النشاط كان صعبا للغاية بسبب الرقابة الشديدة من طرف مصالح الأمن العمومي، كما أن محطات سيارات الأجرة غير القانونية كانت مقتصرة على بعض الأحياء فقط وكان أصحابها يتحركون بحذر شديد، أما الآن فالوضع اختلف وأصبح نشاط “الفرود” يمارس جهارا وفي قلب مدينة عنابة دون خوف من التعرض لعقوبات

 

أكثر من 2000 سيارة “فرود” في عنابة

 

كشف مصدر موثوق لنا أن بلدية عنابة لوحدها تحصي ما لا يقل عن 2000 سيارة أجرة غير قانونية، كما أوضح المصدر أن هذه الإحصائيات غير دقيقة وذلك لصعوبة تحديد ممارسي هذا النشاط بدقة، رغم أن بعض الأحياء وحتى في وسط مدينة عنابة أصبحت هناك محطات قارة لأصحاب سيارات “الفرود” على مرأى العام والخاص، رغم أن بلدية عنابة تعاني من تخمة سيارات الأجرة القانونية، فمن يتجول في المدينة يلاحظ العدد الكبير للسيارات الصفراء

سيارات الأجرة المزيفة زادت الطينة بلة

أكد عدد من ممتهني نشاط سيارات الأجرة أن ما زاد الطينة بلة بالنسبة لهم هو سيارات الأجرة المزيفة التي كان عددها لا يتعدى أصابع اليدين مطلع الألفية الجديدة، قبل أن تتكاثر كالفطريات مستغلة غياب الرقابة، لافتين إلى أن سيارات الأجرة المزيفة هي سيارات “فرود” ولكنها تحمل مواصفات سيارات الأجرة القانونية من لون أصفر ورقم رخصة الإستغلال على الباب للتحايل على الزبائن ومصالح الأمن والدرك الوطنيين، معتبرين أن تزايد عدد سيارات الأجرة المزيفة يعتبر أخطر من “الفرود” بإعتبار أنه تجاوز صارخ للقانون يحتم متابعة من يقوم به أمام العدالة

الطاكسيور” يرى في شركات النقل الحديثة أداة إضافية لقتل المهنة”

ينظر العديد من ممتهني نشاط سيارات الأجرة في الشركات التي توفر خدمات النقل عبر الهاتف الذكي من خلال التعاون مع أصحاب السيارات السياحية وسيلة أخرى لقتل مهنة “الطاكسيور” على حد قولهم، خاصة وأن نشاط هذا النوع من الشركات يعرف تناميا كبيرا في رقم أعمالها، كما أنها أصبحت تحظى بثقة المئات من الجزائريين، خاصة وأن أسعارها منخفضة مقارنة بالأسعار التي يطبقها أصحاب “الطاكسيات” الذين أصبحت تحاصرهم سيارات “الفرود”، سيارات الأجرة المزيفة وشركات النقل

“موظفون من مختلف القطاعات ينخرطون في نشاط “الفرود

أكد لنا عدد من أصحاب سيارات الأجرة الذين تواصلنا معهم أن العديد من الموظفين في العديد من القطاعات دخلوا عالم سيارات الأجرة المزيفة وسيارات “الفرود” وذلك من أجل توفير دخل إضافي ولو كان ذلك على حساب ضميرهم والمهنة التي تفرض عليهم عدم القيام بمثل هذه التجاوزات، بل إن الأمر وصل إلى حد قيام بعض المعلمين، أعوان الحماية المدنية وأفراد الشرطة بالدخول في نشاط سيارات “الفرود” وهو الأمر الذي يترجم حالة التسيب بولاية عنابة التي تعاني من إنعدام شبه تام للرقابة وإن وجدت فإنها لا تكون صارمة

الظاهرة ما تزال قائمة رغم الإحتجاجات المتكررة

قام أصحاب سيارات الأجرة القانونية بعنابة على مدار السنوات الماضية بالعديد من التحركات في سبيل دفع السلطات المحلية لإتخاذ ما يلزم من إجراءات للقضاء على نشاط “الفرود”، حيث قاموا بإحتجاجات وأغلقوا محور دوران “الحطاب” وسط مدينة عنابة ومحور دوران “سيدي إبراهيم” عند مدخل المدينة والتجمع في أكثر من مناسبة أمام مقر مديرية النقل لولاية عنابة ونقل إنشغالاتهم للعديد من المسؤولين المحليين، غير أن كل ذلك لم يسفر عن نتائج ملموسة تسمح بإيجاد حل لهذا النشاط الغير قانوني الذي يعتبرونه تهديدا مباشرا لمصدر رزقهم وهو ما يحتم حسبهم على السلطات التدخل تحمل مسؤولياتها تجاه هذه الوضع.

“سيارات باهظة الثمن يستغلها أصحابها في نشاط “الفرود

كان نشاط “الفرود” مقتصرا قبل سنوات على سيارات ثمنها زهيد، أما الآن فإختلف الوضع وحظيرة سيارات “الفرود” دخلتها مركبات باهظة الثمن من مختلف العلامات الأوروبية والآسيوية، حيث قص علينا أحد سكان ولاية عنابة حادثة طريفة وقعت له في وقت سابق، فقد كشف لنا أنه بينما كان ينتظر ليلا سيارات الأجرة غير القانونية العاملة على خط عنابة – سيدي عمار، تفاجأ ومن كانوا ينتظرون معه بتوقف سيارة من نوع “تيغوان” أمامهم فإعتقد الجميع.

مخاطر كبيرة تهدد راكبي سيارات “الفرود

يعتبر ركوب سيارات الأجرة غير القانونية مخاطرة كبيرة بالنسبة للزبائن الذين لا يحميهم القانون في حالة وقوع حادث مرور أو تورط سائق السيارة في قضية إجرامية على غرار حمل المخدرات والمؤثرات العقلية، حيث سيجد الزبون نفسه في هذه الحالة أمام متاهات قانونية يصعب عليه الخروج منها وهو الأمر الذي يدفع العديد من المواطنين إلى تفادي ركوب هذا النوع من السيارات ويصرون على ركوب سيارات الأجرة القانونية حتى وإن العديد من مستغليها يتعاملون بطريقة غير جيدة مع الزبائن من خلال رفض نقلهم إلى بعض الوجهات

الممارسات السلبية لأصحاب “الطاكسيات” عادت عليهم بالسلب

من بين العوامل التي تسببت في إزدهار نشاط سيارات الفرود هو الممارسات السلبية التي يقوم بها العديد من أصحاب سيارات الأجرة القانونية، على غرار رفض نقل الزبائن إلى بعض المناطق بحجة الإزدحام المروري والحالة السيئة للطرقات، في الوقت الذي ينقل أصحاب سيارات “الفرود” الزبائن إلى الوجهات التي يريدونها، كما أن أغلب سيارات الأجرة وخاصة سيارات الأجرة الجماعية لا تنشط ليلا، ما يجعل الزبون أمام خيار وحيد في هذه الفترة وهو الركوب في سيارات “الفرود” التي يعتبر القضاء عليها بيد أصحاب سيارات الأجرة القانونية وذلك من خلال فرض التسعيرة القانونية، السماح بركوب الزبون ونقله إلى الوجهة التي يريدها دون أن سؤاله قبل صعود السيارة عن الوجهة التي يريد الذهاب إليه، توفير الخدمة في الليل، خاصة وأن القانون أعطى لسائق الأجرة حق تطبيق تسعيرة خاصة بالفترة الليلية وهي الممارسات التي وإن قام بها صاحب سيارة الأجرة فسيقضي بطريقة غير مباشرة على سيارات الفرود

مواضيع ذات صلة

 نحو تعزيز التعاون والتبادل في مجال التعليم والبحث العلمي بين الجزائر وإيطاليا

akhbarachark

سكان حي 20 مسكنا بسوق المنفعة الوطنية بالبوني يطالبون ببعث برامج تنموية

akhbarachark

3432

akhbarachark