أكد وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية، السيد أحمد عطاف، خلال زيارته للعاصمة الكاميرونية ياوندي، على الإرادة القوية التي تحذو الجزائر والكاميرون لتعزيز التعاون الثنائي، خاصة في المجال الاقتصادي، مع التركيز على قطاعات ذات أولوية تعكس الطموح المشترك للبلدين.
وأوضح عطاف، عقب تسليمه رسالة من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى نظيره الكاميروني السيد بول بيا، أن هذه الرسالة تتمحور حول سبل ووسائل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد الوزير أن العلاقات الجزائرية-الكاميرونية تحتاج إلى ديناميكية جديدة ومضمون أوسع، مشيرًا إلى أن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين تعكس الرغبة المشتركة لدفع هذه العلاقات نحو آفاق أرحب.
وفي هذا السياق، شدد الوزير على ضرورة تحديث الإطار القانوني والمؤسسي للعلاقات الثنائية، بما يسمح بتحقيق تفاعل براغماتي وفعّال بين البلدين. وأشار إلى أهمية تسهيل التواصل بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والكاميرونيين، بما يسهم في خلق شراكات اقتصادية قوية ومستدامة.
وفيما يتعلق بالقطاعات ذات الأولوية، أوضح عطاف أن قطاع النقل يمثل أحد المحاور الرئيسية للتعاون، حيث سيتم تعزيز الخطوط الجوية بين البلدين وتوسيع التعاون ليشمل الرحلات البحرية.
كما تم تحديد قطاع زراعة الحمضيات كأولوية أخرى نظرًا للإمكانات الكبيرة التي يتيحها هذا المجال، إلى جانب قطاعات التعليم العالي والتكوين المهني، والتي تعد من أبرز مجالات التعاون المثمر بين البلدين.
وفي هذا الإطار، أعرب الوزير عن اعتزازه بمساهمة الجزائر في تكوين أكثر من ألف طالب كاميروني في الجامعات الجزائرية، معتبرًا ذلك دليلًا على متانة العلاقات التعليمية والثقافية بين الشعبين. كما أشار إلى أن مجالي الصحة والطاقة يحظيان باهتمام مشترك بين البلدين، مضيفًا أن الجزائر والكاميرون تتقاسمان نفس الرؤية فيما يتعلق بالقضايا الإفريقية.
وفي هذا الصدد، شدد عطاف على أهمية التزام البلدين بالدفاع عن القضايا العادلة والمشروعة للقارة الإفريقية، في ظل السياق الدولي المضطرب الذي يفرض تحديات جديدة تتطلب يقظة وتنسيقًا مشتركًا.
واختتم الوزير تصريحاته بالتأكيد على أن الجزائر والكاميرون عازمتان على تعزيز التعاون في جميع المجالات، بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين ويدعم الاستقرار والتنمية في القارة الإفريقية.
ر.م