تحدّثت، أمس، الكاتبة والمخرجة الروائية هاجر حملاوي عن مشاركتها المنتظرة بالفيلم الوثائقي “عنابة قسنطينة.. رحلة إلى أعماق التاريخ” ضمن المنافسة الرسمية لمهرجان الشجرة الذهبية الدولي للأفلام الوثائقية بباريس، يومي الـ8 والـ9 نوفمبر الجاري في طبعته الثامنة.
وأكدت الكاتبة هاجر حملاوي والمصورة الفوتوغرافية والمخرجة الشابة والروائية، عن استعداداتها هي وطاقمها للمشاركة في فعاليات الطبعة الثامنة لمهرجان الشجرة الذهبية الدولي للأفلام الوثائقية بفرنسا قائلة: “إنّ الفيلم عبارة عن فيلم وثائقي مدته قرابة تسع دقائق، بعنوان “عنابة قسنطينة.. رحلة إلى أعماق التاريخ”، بحيث أنّ الفيلم الوثائقي صوّر بعد عودتي أنا وطاقمي من دولة تونس الشقيقة، إثر مشاركتنا ضمن المهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية، حيث كان الفيلم معنيا بالمشاركة في مسابقة دولية أخرى، وحظي هذه المرة بالمشاركة رسميا شهر نوفمبر الجاري في مهرجان الشجرة الذهبية الدولي للأفلام الوثائقية بباريس”. وتابعت المخرجة التي لديها إصدارات في أدب الطفل: “أنه وخلال الفيلم حاولنا وبصفة عامة تسليط الضوء على الترابط الثقافي والعادات والتقاليد في الآثار الرومانية بين ولايتي عنابة وقسنطينة، بما يبرز التعمق الأكثر في جذور التاريخ والمعالم التي تزخر بها مدينة عنابة، وكذلك الآثار والمعالم بولاية قسنطينة، فرغم عديد التحديات التي واجهت طاقم الفيلم، إلا أنّه من المرتقب أن ينال الفيلم فور عرضه اهتماما بالغا لدى الجمهور العنابي والجزائري بصفة عامة، حيث يسلط الضوء في أحداثه على جملة النقاط المشتركة بين مدينتي عنابة وقسنطينة في العادات والتقاليد وربطها بالمملكة النوميدية”.
ماهي الفكرة الأساسية لـ”عنابة قسنطينة.. رحلة إلى أعماق التاريخ”؟
وعن الفكرة الأساسية وراء تجسيد هذا الفيلم الوثائقي تضيف هاجر كاتبة نصوص مسرحية: “الفكرة نابعة عن رؤيتي بين بعض مواطني ولايتي عنابة وقسنطينة خاصّة على مستوى منصات التواصل الاجتماعي، فيما تعلّق بالمأكولات التقليدية والتراث، من هذا المنظور ارتأيت إلى تصوير هذا الفيلم تعبيرا عن الأواصر والروابط الوطنية والتراثية والتاريخية والثقافية كذلك بين أفراد الشعب الواحد”. وفيما تعلقّ بالرسالة التي أرادت المخرجة هاجر حملاوي إيصالها للجمهور والمتلقي وراء فيلم “عنابة قسنطينة.. رحلة إلى أعماق التاريخ” توضّح: “رسالتي الأساسية والمهمة وراء هذا الفيلم الوثائقي أنّ كلنا أبناء الجزائر، لابد من ربط أواصر التحدي والتضامن ولا تهم الرقعة الجغرافية، وتشابه العادات والتقاليد أمر عادي بالنسبة لي، حيث ذكرت هذا الأمر في خضم مجريات ومشاهد الفيلم الوثائقي، مع تأكيدي على الأخذ بعين الاعتبار انتماء كل مواطن جزائري لأي ولاية معيّنة من الشرق أو الغرب، من الشمال أو الجنوب، إذ أنّ الأهم والمهم في الموضوع أننا أبناء الجزائر تربطنا أواصر الأخوة والمحبة، وهذه النقطة التي ختمت بها الفيلم الوثائقي”.
“عنابة جوهرة الشرق الجزائري .. وقسنطينة ياقوتته..” ماذا تعني؟
وتابعت المتحدثّة المخرجة هاجر حملاوي قائلة: “إنيّ ذكرت في فيلمي الوثائقي أنّ عنابة جوهرة الشرق الجزائري، كذلك يمكن القول أنّ قسنطينة ياقوتة الشرق الجزائري، رغم اختلاف الرقعة الجغرافية، فالأهم أننا كلنا جزائريين”.وعن شعورها هي وطاقمها بتلقي الدعوة لمشاركة الفيلم الوثائقي “عنابة قسنطينة.. رحلة إلى أعماق التاريخ”، ضمن المنافسة الرسمية لمهرجان الشجرة الذهبية الدولي للأفلام الوثائقية بباريس، قائلة: “شعرت بسعادة بالغة فور تلقينا الدعوة والموافقة بالمشاركة في المهرجان، خاصّة أنني وطاقم العمل مررنا بفترات عصيبة وتحديّات جمّة بحكم عديد المطبات والعثرات التي واجهتنا، حيث وفي هذا الوقت تحديدا تأتينا الموافقة على العمل فهذا شيء يسعدنا كثيرا، على اعتبار أنّ ثقة الفريق متجددة دوما في شخصي وسعدت كثيرا من أجل الفريق الذي واجهته سابقا تحديات هامة غير أنّ الموافقة على مشاركتنا في هذه المهرجان بباريس منحت طاقم العمل بأكمله دفعة معنوية هامة”.
كيف تصفين إحساسك بعد قبول مشاركتكم في مهرجان باريس؟
لم تخفي الكاتبة والمخرجة الروائية الشابة هاجر فرحتها وسعادتها الغامرة بتلقي هي وفريقها الموافقة والقبول للمشاركة بالفيلم الوثائقي “عنابة قسنطينة.. رحلة إلى أعماق التاريخ” ضمن المنافسة الرسمية لمهرجان الشجرة الذهبية الدولي للأفلام الوثائقية بباريس، يومي الـ8 والـ9 نوفمبر الجاري، حيث عبرّت قائلة: “رغم سعادتي وفرحتي بهذه المشاركة المرتقبة غير أنّ إحساسي بالفرح ممزوج بالحزن، فمن جهة أنا سعيدة جدّا بقبول العمل في مهرجان دولي وسنحظى بشرف تمثيل راية الجزائر في هكذا محفل دولي، غير أنّني تمنيت مشاركة الفيلم ومنحه فرصا محلية أكثر ويتلقى الدعم الكافي والمرافقة للشباب بهذا الجانب أعني، كما أشير إلى فرحة فريق العمل بأكمله بعد الموافقة على المشاركة في هذه الفعالية الدولية، وصراحة لدي أمل بتحقيق نتيجة إيجابية وراء مشاركة الفيلم بمهرجان باريس، ورغم عديد العراقيل التي واجهتنا إلا أنّني وبمعية فريق العمل حاولنا جاهدا تقديم مادة جيّدة للجمهور، ونأمل أن نذهب به في المنافسة بعيدا لأدوار متقدّمة، كما نأمل الدعم والمرافقة من المصالح المختصة محليا لنتمكن من المشاركة في هذا المهرجان الدولي”
هل يمكن مشاهدة الفيلم الجديد في محافل ومنافسات دولية أخرى؟
وفي ردّها على إمكانية مشاركة الفيلم الوثائقي “عنابة قسنطينة.. رحلة إلى أعماق التاريخ” ضمن منافسات ومحافل دولية أخرى أوضحت قائلة: ” أتوقع مشاركتنا في محافل ومنافسات دولية ومحلية وعربية أخرى، وأنا جدّ متفائلة بالعمل وبفريق العمل، كما أترقب مشاركتنا بفيلم “بغريرة” الذي حقق المراد والنجاح بالجمهورية التونسية الشقيقة، حيث أنّنا نختار المشاركة في المهرجانات بما يتماشى وموضوع السيناريو فلما لا نشارك، وأؤكد أني فخورة بالعمل وفريق العمل، حيث اعتمدنا على مصادرنا الخاصّة وبإمكانيات شبه معدومة ورغم هذا فلقد حظينا بالمشاركة في باريس”.
وماذا عن فيلم “بغريرة” والجوائز التي حققها بتونس؟
تحدثت هاجر عن تفاصيل مشاركتها هي وطاقم العمل في دولة تونس الشقيقة بفيلم “بغريرة” سيناريو وإخراج هاجر حملاوي، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيديوهات التوعوية، قائلة: “شاركنا بفيلم قصير تحت مسمى “بغريرة” يروي قصة شخص يبحث وسط القمامة وهو فقير يدعوه أحد الأشخاص للتقدم للطعام، ومع مجريات الفيلم فإنّه يتضمن ويشمل العديد من الأحداث المتتالية المتسلسلة، حتى وفاة شخصية “عمي بغريرة” الذي قبل وفاته يسترجع ذكرياته كإنسان برجوازي وغني ومتكبر لكنه كان مسرفا، وقد ختم الفيلم بلقطة رائعة جدا بصورة قارورة حيث يكون المشهد عبارة عن فتاة تحمل قارورة فتسقط منها وفي المقابل يكون عمي “بغريرة” ينازع سكرات الموت، وهذا المشهد إسقاط حقيقي وسيميولوجي حيث تشبه قارورة الماء بروح عمي بغريرة التي تصارع الموت، وبما أنّ الماء هو الحياة فقد ربطت الماء بتشبيه بروح عمي بغريرة فسيلان الماء تشبيه لموت عمي بغريرة، وقد سعدت كثيرا بمشاركة الفيلم في تونس، كذلك واجهنا عديد الصعوبات خلال إنجاز الفيلم وأخيرا حققنا النجاح بهذا الفيلم في محفل دولي ونلت جوائزا مميزة، وأشير إلى أننا وفريق العمل نحرص على تقديم مواضيعا هادفة ونوعية للجمهور تحمل رسالة وفكرة، وقد نلنا من فيلم”بغريرة” جوائزا فعالة في صورة جائزة أحسن الفيديوهات الفعالة، كذلك الجائزة الثالثة لأحسن جمهور، مع الإشارة، إلى أنّه وفي خانة المتسابقين الجزائريين في الجمهور نلت المركز الأول”.
ماذا تقول هاجر في الختام؟
أبت المخرجة والكاتبة الروائية هاجر حملاوي إلا أن تقدّم رسالة هامة عن أعمالها المنجزة والمرتقبة لاحقا في هذا الميدان وعن الصعوبات التي تواجه الشباب في ميدان الإخراج والكتابة قائلة: “فريق العمل لفيلم عنابة… قسنطينة رحلة إلى التاريخ.. يقدّم شكر لمدير متحف هيبون عنابة نظير دعمه لنا، كذلك الأستاذ عبد الرحمان زنين من خلال توفير الجو المناسب في التصوير ومنح المعلومات الكافية عن عنابة، كما أؤكد على أهمية مرافقة الشباب خاصة ودعوتهم للمشاركة أكثر في هذا المجال وإتاحة العديد من الفرص لهم، في حين أؤكد عشقي للكتابة فأنا لست أديبة الطفل فقط، وأختم قلمي زئبقي يأبى الركوع يمقت القيود.. قلمي حصان عربي أصيل لا يروض..كفراشة ينتقل بين ورود الفنون والأجناس الأدبية”. يشار أنّ هاجر قد كتبت وأخرجت العديد من النصوص المسرحية كمسرحية الجندي الأخير والأفلام القصيرة كفيلم “فرينيا” فيلم لا، دعني أتنفس، بغريرة، وشاركت في العديد من المهرجانات كمهرجان عنابة للفيلم القصير بفيلم عنوانه “لا”ومع المخرج زكرياء عليوات بفيلم الغرفة السوداء، والمهرجان الدولي للأفلام التوعوية.
حاورها أمير قورماط