الخميس 28 مارس 2024
أخبار الشرق

مراكز استقبال الطفولة تحت مجهر الرقابة

عمليات تفقد دورية للتصدي لمظاهر الفوضى وتحقيق الربح على حساب الأطفال

تعتبر مراكز استقبال الأطفال من بين أكثر القطاعات التي مستها التدابير الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا ومكافحته وذلك بعد أن قررت الحكومة توقيف نشاطها ضمن إجراءات للحد من اتساع رقعة الجائحة، غير أن هذا القرار شكل ضربة مالية موجعة لأصحاب هذه المراكز الذين تكبدوا خسائر مالية كبيرة نتيجة تأجيرهم محلات كبيرة لممارسة هذا النشاط وعدم وجود تدابير تضمن لهم تخفيف هذه الخسائر وهو الأمر الذي دفعهم إلى الاحتجاج أكثر من مرة للمطالبة بفتح دور الحضانة ورياض الأطفال، حيث أثمرت هذه التحركات عن اتخاذ الحكومة قرار يقضي بإعادة فتح هذه المراكز ولكن مع ضمان تطبيق صارم لتدابير الوقاية من فيروس كورونا، غير أن بعض ممارسي هذا النشاط ضربوا هذه التوصيات عرض الحائط وذلك رغبة منهم في تحقيق أكبر قدر من المداخيل لتعويض الخسائر التي تكبدوها خلال فترة التوقف عن النشاط

مؤسسات استقبال الطفولة كانت على حافة الإفلاس

أكدت اللجنة الوطنية لمؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة المنضوية تحت لواء الفدرالية الوطنية للمقاولين الشباب في بيان لها خلال فترة الغلق أن أصحاب هذه المؤسسات يتواجدون على حافة الإفلاس بسبب الأضرار الاقتصادية التي نجمت عن قرار غلق مؤسساتهم ومواجهتهم لأعباء مالية كبيرة مرتبطة بتأجير المحلات التي يمارسون فيها نشاطهم بالإضافة إلى دفع الضرائب التي لم يتم إسقاطها عنهم، بالإضافة إلى مواجهة العديد من المربيات والعمال لخطر الإحالة على البطالة وتدهور حالتهم المعيشية، حيث كان دخلهم الوحيد يأتي من الأتعاب التي يدفعها أولياء الأطفال شهريا وهو الدخل الذي سعى بعض الناشطين في المجال إلى رفعه بمجرد أن قررت الحكومة السماح بعود نشاط مراكز استقبال الأطفال

اكتظاظ كبير في دور الحضانة والمال يمر قبل كل شيء

أكدت مصادرنا أن من بين النقاط السلبية المسجلة في دور الحضانة ورياض الأطفال هي تلك النقطة المتعلقة بالاكتظاظ، بسبب استقبال أطفال أكثر من الطاقة الإستعابية للمركز والأمر الذي عقد الوضع أكثر هو أن العديد من المراكز تستقبل حتى الأطفال المتمدرسين وهو الأمر الذي يمنعه القانون، غير أن السعي لتحقيق أكبر قدر من الأرباح دفع بعض الناشطين في المجال إلى الدوس على القانون واستغلال حاجة الأولياء لإيجاد أماكن تأوي أطفالهم المتمدرسين بعد انتهاء ساعات الدراسة، رغم أن ذلك يأتي على حساب باقي الأطفال الذين تتراجع نوعية الرعاية المخصصة لهم بسبب الاكتظاظ، الأمر الذي جعل مديرية التجارة تضع نشاط مراكز استقبال الأطفال تحت مجهرها لضمان احترام القانون وتوفير الرعاية اللازمة للأطفال رغم صعوبة المهمة

أولياء يشتكون من تنويم أطفالهم رغم دفعهم أكثر من مليون سنتيم شهريا

يشتكي العديد من الأولياء الذي يسجلون أطفالهم في مراكز الاستقبال من مسألة تنويم أطفالهم عن طريق الأدوية وهو الأمر الذي كثيرا ما يتسبب في مناوشات بين أصحاب مراكز الاستقبال والأولياء الذين يرفضون أن يتم تنويم أطفالهم، باعتبار أن المراكز مطالبة بتوفير قصص، ألعاب فكرية وبرامج تعليمة وتثقيفية للأطفال الذين تواجههم العديد من المخاطر الصحية بسبب ذلك بالإضافة إلى مخاطر أخرى مرتبطة بانعدام النظافة والإهمال والضرب والصراخ عليهم، كما أن العديد من مراكز الاستقبال لا تتوفر على الحد الأدنى من المساحة المحددة في القانون بالإضافة إلى عدم توفرها على حدائق وألعاب وذلك رغم أن الأسعار في دور الحضانة ورياض الأطفال لا تقل عن مليون سنتيم للطفل الواحد شهريا

سيدات فضلن الاستعانة بمربيات في المنزل

في الإطار نفسه، أكدت مصادرنا أن العديد من النساء العاملات لجأن خلال فترة غلق مراكز استقبال الأطفال إلى الاستعانة بمربيات يوفر الرعاية للأطفال في المنزل وهو الخيار الذي فضلت العديد من النساء العاملات وأزواجهن المحافظة عليه بعد عودة نشاط المراكز وذلك بعد أن وقف الأولياء على عدم توفير ظروف الرعاية المنصوص عليها في دفتر الشروط للأطفال، رغم المساعي التي تقوم بها مديرية التجارة ومديرية التضامن لضمان توفير أفضل رعاية للأطفال الذين يضعهم أوليائهم في دور الحضانة ورياض الأطفال

وزارة التضمن تضع شروطا صارمة لإنشاء دور الحضانة ورياض الأطفال

صدر المرسوم التنفيذي رقم 08- 287 مؤرخ في 17 سبتمبر 2008  ليحدد شروط إنشاء مؤسسات ومراكز استقبال الطفولة الصغيرة وتنظيمها وسيرها ومراقبتها وذلك من أجل ضمان رعاية أفضل للأطفال، قبل أن يصدر المرسوم التنفيذي رقم 19-253 المؤرخ في 16 سبتمبر سنة 2019 ليتضمن مزيدا من الشروط، حيث يذكر القانون بأن سن الأطفال المسموح باستقبالهم يتراوح بين ثلاثة أشهر وستة سنوات وأن يمنع استقبال أكثر من 150 طفل وتقوم لجنة مشتركة بتحديد الطاقة الاستعابية القصوى لكل مؤسسة، كما نص المرسوم التنفيذي على ضمان مؤسسات ومراكز استقبال الطفولة الصغيرة التنشيط النفسي والحركي للرضيع وللطفل، المتابعة الطبية والنفسية والاجتماعية، تنظيم نشاطات ترفيهية، مساعدة ومرافقة الأولياء في تربية أطفالهم، التكفل بالأطفال المعاقين أو المصابين بمرض مزمن أو مسبب لعجز، إعداد برنامج أسبوعي لوجبات غذائية صحية ومتوازنة ويؤشر عليه الطبيب، ضمان متابعة طبية منتظمة من طرف طبيب وهي الشروط التي نجد أن أغلبها غير مطبق من قبل ممارسي هذا النشاط التجاري

مؤسسات استقبال الأطفال ترى دفتر الشروط “تعجيزي” وتشتكي “التعسف الإداري” !

رأت اللجنة الوطنية لمؤسسات استقبال الطفولة الصغيرة المنضوية تحت لواء الفدرالية الوطنية للمقاولين الشباب أن دفتر الشروط الذي أعدته وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة تعجيزي وأن العديد من مواده غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع، رغم أن دفتر الشروط تضمن العديد من النقاط الإيجابية التي من شأنها توفير ظروف مثالية للأطفال الذين يتم توجيههم من قبل أوليائهم إلى هذه المراكز التي تكاثر كالفطريات خلال السنوات الأخيرة وذلك بالنظر إلى المكاسب المالية الكبيرة المرتبطة بها نتيجة ارتفاع نسبة النساء العاملات اللاتي لا يجدن أمامهم سوى هذه المراكز للعناية بأطفالهن، في سياق ذي صلة، فإن الكثير من رياض الأطفال تنشط من دون رخصة، حيث يرجعون ذلك إلى “التعسف الإداري” المتمثل في عدم الرد على طلباتهم في آجال المحددة قانونا والمقدر بـ 21 يوما، حيث يتكفل الوالي بمنح هذه الرخصة بعد أن يتم دراسة الطلب من قبل مديرية النشاط الاجتماعي

تطبيق القانون بصرامة سيتسبب في غلق أغلب رياض الأطفال

أكدت مصادرنا أن التحقيقات التي قام بها أعوان التجارة على مدار السنوات الماضية أشارت إلى أن أغلب الممارسين للنشاط التجاري المرتبط باستقبال الأطفال لا يحترمون دفتر الشروط الذي أقرته الجهات الوصية، كما أوضحت مصادرنا إلى أن المخالفين لدفتر الشروط يتم اتخاذ بحقهم إجراءات قانونية، لافتا إلى أنه يتم في بعض الأحيان التغاضي عن بعض النقائص، كما أكد المصدر أنه في حال تطبيق القانون بصرامة من خلال الإصرار على تطبيق كافة بنود دفتر الشروط الخاص بافتتاح مؤسسات استقبال الأطفال فإن أغلب هذه المؤسسات سيتم غلقها لأن أغلبها لا يحترم فيها دفتر الشروط، حيث يكتفي أعوان الرقابة بتحرير محاضر أغلب يتعلق بعدم امتلاك التراخيص اللازمة للنشاط، عدم احترام دفتر الشروط وعدم أخذ عينات من الطعام

مواضيع ذات صلة

الرئيس تبون يأمر بإيلاء الأهمية القصوى لإستكمال البرامج التنموية بأربع ولايات

akhbarachark

وزير المجاهدين : ” الجزائر حققت مؤشرات ومكاسب واعدة وعرفت تحولات إيجابية غير مسبوقة”

akhbarachark

الفريق أول السعيد شنڨريحة: ” الحسّ الرفيع بالمسؤولية هو الضمانة الأساسية للحصانة الأمنية التي تتمتع بها بلادنا”

akhbarachark