الخميس 25 أبريل 2024
أخبار الشرق

“تلاميذ وطلبة يغرقون في مستنقع “ليريكا” و”البريغابالين

 

الحبوب المهلوسة تغزو المدارس والجامعات

تسجل مصالح الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني سنويا حجز كميات معتبرة من المؤثرات العقلية التي يتزايد عددها بشكل كبير، كما يتزايد أيضا عدد الأشخاص المتورطين فيها وحتى أولئك المدمنين عليها، فبعد أن كان الكيف المعالج هو المسيطر على عالم المخدرات في الجزائر، أصبحت المؤثرات العقلية من أكبر المخاطر التي تهدد المجتمع الجزائري بالنظر إلى اتساع رقعة المدمنين على المؤثرات العقلية التي غزت حتى الوسطين المدرسي والجامعي، أين غرق العشرات من التلاميذ والطلبة في مستنقع تعاطي وترويج هذه السموم التي أصبحت في متناول الجميع ويؤكد العديد من المختصين أنها من بين الأسباب الرئيسية في اتساع رقعة الإجرام.

ليريكا” و”البريغابالين” تغزو المدارس والجامعات

لم تعد المتاجرة وتعاطي الحبوب المهلوسة مقتصرة على بعض الأحياء الشعبية، لأنها تغلغلت في السنوات الأخيرة داخل القطاع التربوي وخاصة بين تلاميذ الطور الثانوي وهو الأمر الذي يحذر منه المراقبون التربويون والأساتذة باستمرار، حيث أكد لنا العديد منهم أنهم يلاحظون سنويا تغييرات كبيرة في سلوكيات التلاميذ، فقد كشف لنا بعض المعلمين الذين يدرسون بعدد من الثانويات بولاية عنابة إلى أن هناك رابط قوي بين تعاطي بعض التلاميذ للمؤثرات العقلية وبين سلوكياتهم العدوانية تجاه الأساتذة وزملائهم التلاميذ وهي النقطة التي يشترك فيها المعلمين مع الأساتذة الجامعيين الذي أكدوا لنا على هذه النقطة وعلى مسألة تعاطي الطلبة للمخدرات والمؤثرات العقلية جهارا، في الوقت الذي أكد لنا العديد من الطلبة والتلاميذ الذين تواصلنا معهم إلى أن ترويج المؤثرات العقلية أصبح داخل المؤسسات التربوية والجامعات وذلك بعد أن انغمس بعض التلاميذ والطلبة في ترويج هذه السموم وعلى رأسها “إيريكا” و”بيرغابالين” وغيرها من المؤثرات العقلية التي أدخلت التلاميذ والطلبة عالما يصعب الخروج منه.

ليريكا” تسبب التخنث.. الجنون وفقدان الذاكرة”

تؤكد المختصة في بيولوجيا التكنولوجيا الحيوية الميكروبية الدكتورة إسمهان عبدلي على المخاطر الكبيرة للمؤثر العقلي من نوع “إيريكا” أو ما يعرف وسط المدمنين والمروجين بـ “الصاروخ” الذي تؤكد بأنه يسبب التخنث بسبب خلل إحداثه خلل هرموني، كما يسبب أيضا الجنون، الشرود الذهني، النسيان المؤقت، احمرار العينين، فقدان الذاكرة، الإصابة بالعقم، ضعف نبضات القلب، عدم السيطرة أو التحكم في الأفعال غير اللائقة، توقف تام للكلى، فقدان البصر بعد الإدمان عليها، ضعف القدرة الجنسية وتلف الكبد وما يتبعه من شلل جزئي للمخ وغيرها من الأعراض السلبية

قرابة 30 % من التلاميذ يتعاطون المؤثرات العقلية

كشف تحقيق ميداني قام به مجلس ثانويات الجزائر في وقت سابق إلى أن 56 بالمئة من تلاميذ الطور الثانوي يعتقدون أن الوصول إلى المخدرات سهل جدا، و25 بالمئة منهم قالوا بأنهم شربوا الكحول على الأقل مرة واحدة، أما بخصوص تعاطي الكيف المعالج (الزطلة) فقال 8.4 بالمئة من التلاميذ الذين شملهم التحقيق بأنهم يتعاطونها أحيانا خلال الموسم الدراسي، أما 8.2 في المئة فيتعاطونها بانتظام، كما اعترف 7.5 بالمئة من التلاميذ بأنهم يتعاطوا المخدرات الثقيلة على غرار الكوكايين، فيما اعترف 29 بالمئة من التلاميذ الذين شملهم التحقيق بأنهم يتعاطون المؤثرات العقلية بطريقة منتظمة، كما تشير نتائج التحقيق إلى أن 40.5 في المئة من التلاميذ قالوا بأنهم يحصلون على المخدرات داخل المؤسسات التربوية، أما 67.8 بالمئة فقالوا بأنهم يحصلون عليها من جوار هذه الأخيرة، فيما قال 53.2 بالمئة بأنهم يحصلون عليها من المقاهي وأكشاك التبغ القريبة من الثانويات، كما كشف تقرير المجلس بأن 75.3 بالمئة من القصر الذين شملهم الاستطلاع قالوا بأن مروجي المؤثرات العقلية والكيف المعالج تلاميذ، أما 23.2 بالمئة فقالوا بأن من يقوم بترويجها هم التلاميذ القدامى والحراس.

14%  الطالبات يتعاطين المخدرات بنسبة 

يكشف تحقيق صدر عن الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث العلمي في الجزائر أشرف عليه أطباء نفسانيون ورجال قانون أن 13 بالمئة من الطلبة في الجامعة يتعاطون المخدرات وأن 13 بالمئة من الطالبات الجامعيات يتعاطين هن أيضا المخدرات و22 بالمئة من المقيمات في الأحياء الجامعية يتعاطين هذه السموم أيضا، خاصة وأن عنصر الرقابة في الحرم الجامعي وفي الإقامات شبه منعدم على خلاف الثانويات ولعل ما تم اكتشافه مؤخرا بحوزة إحدى الثانويات بولاية قسنطينة من أسلحة بيضاء ومخدرات خلال عملية تفتيش فجائية أكبر دليل على المستنقع الذي يغرق فيه التلاميذ والطلبة.

الفايسبوك الوجهة الجديدة لترويج الحبوب المهلوسة

مع توسع نطاق استعمال الجزائريين لمختلف منصات التواصل الاجتماعي عبر شبكة الانترنت، وجد مروجي المؤثرات العقلية في هذه المنصات الإلكترونية وسيلة أخرى لترويج السموم وبما أن الشباب الذي يقل عمرهم عن 30 سنة هم أكثر مستخدمي هذه المنصات، فإن استهدافهم يكون سهلة ومن أجل التمويه يلجئ مروجي هذه السموم إلى استخدام كلمات مشفرة، فعلى سبيل المثال المؤثرات العقلية يتم تسميتها بـ “الحلوة” ومؤثر “ليريكا” يسمى بـ الصاروخ

حجز أكثر من 3 ملايين قرص مهلوس خلال سنة 2021

تكشف إحصائيات الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها الخاصة بالأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية والمتعلقة بالكميات المحجوزة من المخدرات والمؤثرات العقلية على الصعيد الوطني من قبل مصالح المكافحة الثلاث وهي الدرك الوطني، المديرية العامة للأمن الوطني والجمارك إلى حجز أكثر من 3.1 قرص من المؤثرات العقلية، 193 قارورة و29545 كبسولة، مقارنة بأكثر من 2.5 قرص خلال نفس الفترة من سنة 2020 أي بزيادة قدرها 21.61 بالمئة، حيث قامت المصالح الأمن المختصة بتوقيف خلال الفترة المذكورة 7764 مهرب بين 137 أجني و9272 مستهلك للمؤثرات العقلية، حيث بلغ عدد القضايا المعالجة 13325 قضية

 

        وجود 6799 مدمن على مختلف أنواع المخدرات من بينيهم جامعيين

كما تشير الإحصائيات التي يقدمها الديوان الوطني لمكافحة المخدرات وإدمانها إلى وجود 6799 مدمن على مختلف أنواع المخدرات تقربوا خلال السداسي الأول من السنة الجارية من المراكز المختصة في العلاج من الإدمان على هذا السموم على المستوى الوطني، من بين العدد المذكور، 67 مدمن عمره لا يتعدى 15 سنة فقط، 2832 عمرهم بين 16 و25 سنة، 570 طالب جامعي و529 أنثى، حيث تؤكد هذه الأرقام إلى أن المخدرات عموما والمؤثرات العقلية بشكل خاصة لم تعد تستثني أحدا وألقت بضلالها على جميع فئات المجتمع وهو الأمر الذي يستدعي دق ناقوس الخطر

مطالب بإعادة النظر في قانون مكافحة المخدرات

يرى العديد من الخبراء والمختصين أنه أصبح من الضروري مراجعة قانون مكافحة المخدرات الذي يعود إلى سنة 2004 وذلك بعد أن أثبتت تجربة مراكز المعالجة من الإدمان عدم نجاعتها بالشكل اللازم، حيث تتكفل سنويا بخمسة آلاف إلى ستة آلاف مدمن وذلك بسبب عزوف أغلب المدمنين عن التقرب من هذه المراكز، حيث تم تقديم مقترحات بإقحام المجتمع المدني بقوة في مساعدة المدمنين على التعافي، بالإضافة إلى توفير لهم التكفل النفسي اللازم ومحاولة دمجهم في المجتمع، كما تنادي العديد من الأصوات بالتكفل بالمدمنين على مستوى السجون، حتى لا يعود إلى عالم الإدمان والاتجار بالمخدرات بعد مغادرتهم السجن

مواضيع ذات صلة

الموافقة على مراجعة منح المتقاعدين وإعادة دراسة قانون الحالة المدنية

akhbarachark

رئيسة الهلال الأحمر حملاوي: “نعمل على وضع صيدليات مجانية عبر التراب الوطني و نرفض قبول التبرع بالأموال لتفادي الإحتيال”

akhbarachark

رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل يصرح: ” مؤسسة الجيش هي الحاضر والمستقبل”

akhbarachark