لإنقاذها قبل فوات الأوان
نائب بالبرلمان يطالب وزيرة الثقافة بحماية المدينة القديمة
وجه، النائب محمد الهادي تبسي، سؤالا كتابيا إلى وزيرة الثقافة والفنون، عن تاريخ تسجيل المدينة القديمة ضمن المخطط الوطني لإنقاذ المعالم والآثار التاريخية
وفي هذا الصدد، أكد النائب خلال ذات السؤال الكتابي الذي تحوز عليه الجريدة، بأن المدينة القديمة ببلدية عنابة المعروفة الآن بساحة السلاح تكتسي أهمية كبرى وذات بعد تاريخي وقيمي ثمين، ما يتطلب الإهتمام بمعالمها الأثرية والمعمارية التي تبرز مختلف الحضارات التي سجلها تاريخ المنطقة، مؤكدا بأنه أصبح من الضروري الإرتقاء بها لتكون فضاءا أثريا، تاريخيا، دينيا وسياحيا خالقا للثروة ومحركا لعجلة التنمية، خاصة في جانبها السياحي والتاريخي
وفي ذات السياق، تعتبر المدينة القديمة أو “بلاص دارم” مثال لواحدة من أعرق أحياء ولاية عنابة، والتي تحكي جدرانها وكل بناية فيها بطولات وأمجاد سكانها، لا سيما إبان الثورة التحريرية، فهي مدينة يتجاوز تاريخها بحسب بعض الدراسات 2000 سنة، حيث شيدت في عهد الدولة “الزيرية الصنهاجية”، تشبه في هندستها المعمارية وأزقتها “القصبة” أشهر المعالم المنتشرة بأغلب جهات الوطن، فهي إرث تاريخي، تحتوي على العديد من البيوت التي تتوسط حدائق واسعة، وتأخذ شكل معمار أندلسي، وشهدت المدينة القديمة على مدار إحتلال فرنسا للجزائر عددا من المعارك، على رأسها معركة 19 أوت 1956 بقيادة عبد المجيد عيدي، إلى جانب معركة 1960، لتكتب بدماء شهداءها تاريخا ثوريا ومآثر وطن، فبالرغم من عراقتها وما تحمله من معالم تاريخية وآثار، إلا أنها تعد خارج حسابات السلطات المحلية، التي تقف موقف المتفرج أمام مدينة مهددة بالإختفاء، بسبب بناياتها الهشة المهددة بالإنهيار، مدينة كانت في زمن ما مخبأ للمجاهدين