الجمعة 29 مارس 2024
أخبار الشرق

قطاع الصحة في قالمة ينخره سوء التنظيم والمرضى ضحاياه

اللامبالاة “بمستشفى الحكيم عقبي” سبب المصيبة

يعاني قطاع الصحة الحكومي في ولاية قالمة من نقص كبير في الأجهزة الطبية الضرورية، الأمر الذي يدفع بالعديد ممن المرضى إلى اللجوء إلى العيادات الخاصة التي تكلفهم مبالغ كبيرة وقفت “أخبار الشرق” على خروقات بالجملة على مستوى مستشفى “الحكيم عقبي” بقالمة، خلال زيارة ميدانية قادتها إلى عين المكان، على خلفية شكاوى رفعها عدد من المواطنين، مفادها تدني مستويات النظافة وانعدامها التام بعديد الأجنحة. حيث طالب العديد من المرضى وعائلاتهم الجهات المعنية بالتدخل العاجل من أجل تفعيل برنامج التطهير والتنظيف بهذه المؤسسة الاستشفائية العمومية، التي يقصدها يوميا العشرات من مختلف البلديات، ولاسيما في ظل تهديدات الأمراض المعدية التي تعرف مؤشراتها ارتفاعا كبيرا. وعلى ضوء ذلك حاولت “أخبار الشرق” الاستفسار عن سبب الفوضى وارتفاع مؤشرات الأوساخ والنفايات بالمؤسسة لدرجة الخطر، وتوصلت الى أن هذه الاخيرة لا تتوفر على عمال التنظيف حسبما علم لدى إحدى المصادر، وإلى حين تدخل الجهات المعنية يبقى المستشفى “مزبلة تتكدس بالنفايات والمخلفات السامة المهددة للبيئة والصحة العمومية” حسب ما صرحت ذات المصادر، وهو ما يتنافى مع الاهداف الرئيسة التي أنشئت لأجلها. كما لوحظ تسيب كبير من طرف القائمين على المشفى، يجعل المرضى يعانون ويتألمون في صمت خصوصا من ناحية العتاد الطبي، حيث يتهم بعض المرضى الطاقم الطبي والعاملين في المستشفيات الحكومية بتعطيل أجهزة الأشعة والتحاليل الطبية والتماطل في تقديم الخدمات الطبية الضرورية بحجج واهية

نقص الإمكانيات في المستشفيات وانعدام الأمن بها هاجس الطبيب

من جهة أخرى، يبدو أن الوضع الذي آلت إليه المستشفيات العمومية بالولاية وما تشهده من نقص في الوسائل والامكانيات قد أثقل كاهل الأطباء الذين أعربوا عن أسفهم واستيائهم الشديدين منها، داعين المصالح المعنية إلى تحسين الخدمات الطبية وتوفير الإمكانيات اللازمة لخدمة المرضى. حيث كشفت مصادر خاصة داخل مستشفى “الحكيم عقبي” بالولاية، أن الطبيب أصبح عرضة لكثير من المشاكل أهمها غياب الأمن الكلي له، بسبب غياب المراقبة الدقيقة للوافدين على مصلحة الاستعجالات ما يفتح المجال لدخول من “هب ودب” إليها، كما شددت مصادرنا على النقص الفادح المسجل لبعض الأدوية بالغة الأهمية كونها تعتبر المنقذ الوحيد لحالات مرضية مستعجلة تصيب المرضى، الأمر الذي يؤدي بأهل المريض إلى صب غضبهم على الطبيب محملين إياه مسؤولية ذلك، متناسين أن الأمر يعود بصفة مباشرة إلى إدارة المستشفى. في ذات السياق أكدت مصادرنا أن الطبيب يبذل جهودا تفوق طاقته من أجل خدمة المرضى، وذلك بسبب النقص المسجل في الإمكانيات المادية التي أضحت ضرورة ملحة، كما يعتبر نقص الأطباء المختصين مشكلا كبيرا تعاني منه مستشفيات الولاية يجبرهم على نقل المريض نحو مستشفيات الولايات المجاورة للتكفل بها، ما يضع حياة المريض في خطر، وهو ما أكدته مصادر أخرى مطلعة من الوسط الصحي أن المرضى الذين يتم تحويلهم من مستشفى لآخر، بسبب عدم توفر الاختصاص أو ندرة الوسائل الطبية التي عادة ما تتوفر بكبرى في المستشفيات، يتوفون أثناء نقلهم الذي يتم في ظروف لا تتوفر فيها المعايير المتفق عليها دوليا في المجال الصحي وأدناها سيارة إسعاف مزودة بوسائل طبية. وهو ما أوضحه، أمين، أحد الضحايا ببلدية قالمة، والذي تعرض لحادث مرور، وبعد أن تم نقله إلى المستشفى، استدعى الأمر نقله استعجاليا الى مستشفى عنابة، غير أن عدم توفر وجود سيارة إسعاف عطل العملية، وظل المصاب يتألم ينتظر قدوم سيارة الإسعاف حتى تدخل إلى المستشفى، ليتم نقله نحو مستشفى ابن سينا بعنابة. وهنا حث البعض من القائمين على القطاع في المستشفى على ضرورة رفع عدد مناصب الأطباء المتخصصين لمحاولة سد العجز الملموس في الكادر البشري لاسيما منها التخصصات الاستعجالية على غرار الجراحة وأمراض النساء والتوليد وغيرها من التخصصات التي لا يمكن الاستغناء عنها. كما شدد البعض الآخر على أهمية تحسين مستوى الخدمات الطبية في المستشفى وتوفير الإمكانيات اللازمة التي يؤدي نقصها إلى وضع حد لحياة المرضى. وفي هذا الصدد يطالب المرضى وبعض القائمين على مستشفى الحكيم عقبي بقالمة، من مدير الصحة بالخروج إلى الميدان والوقوف على متطلبات القطاع من أجل النهوض به

مواضيع ذات صلة

الإطاحة بمروج خطير للمؤثرات العقلية بالبسباس في الطارف

akhbarachark

دراسة و إنجاز مشروع حماية مدينة زيغود يوسف من الفيضانات

akhbarachark

محافظه الغابات بالطارف تستعمل تقنية water box في تجربة أولى وتستفيد من 100وحدة

akhbarachark