الخميس 28 مارس 2024
أخبار الشرق

غابة حمام بني صالح .. ثروة طبيعية مهددة بالاندثار

كانت تُنتج أكثر من 10 قنطار من الفلين سنوياً

تعتبر غابة بني صالح ثروة غابية وطنية، فهي من أكبر الغابات على مستوى الشرق الجزائري لتربعها على مساحة تجمع ثلاث ولايات شرقية (قالمة سوق أهراس و الطارف)، ففي جزئها الكبير والشاسع التابع لولاية الطارف في بلدية حمام بني صالح والذي يقارب الـ 18 ألف هكتار بنسبة تمثل حوالي 60% من الغطاء الغابي لمقاطعة الغابات ببوحجار، و10% من المساحة الغابية لولاية الطارف، يتنوع نسيجها الغابي من أحراش وغابات و أدغال تميزها تضاريس وعرة، تم وضع جزء منها في إطار محمية طبيعية غابية على مساحة حوالي 2000 هكتار، لتكون مكاناً ملائماً لتواجد الكثير من الحيوانات المتوحشة  والنادرة مثل الضبع المخطط والأيل البربري المحمي من خلال التشريعات الجزائرية، وبعد مرور سنتين من نشر مقال سابق حول تسيير هذه الغابة من طرف مصالح الغابات المشرفة عليها عبر إقليم الغابات حمام بني صالح التابع لمحافظة الغابات لولاية الطارف، تبين أن تسيير هذا الإقليم الذي تقارب مساحته الـ 18 ألف هكتار يقع على عاتق شخصين فقط، و بعد تفاؤل في تغطية النقص العددي بعد اجراء مسابقة التوظيف في الغابات للأعوان إلا أن واقع التسيير لا يزال على حاله، وتزامناً ونشوب حرائق أمس الاول التي مست  عديد المناطق،  تقصت “أخبار الشرق”  عن الأمر،  ففي حديث مع بعض المقيمين بطريقة غير شرعية في غابات بوحجار بخصوص توجيه أصابع الاتهام نحوهم، أكد  العديد منهم عن براءتهم من هذه  التهمة في إشعال الحرائق، باعتبار أن الغابة موطنهم ومورد رزقهم الوحيد، مؤكدين بأن تواجد البعض منهم في هذه الغابات هو تواجد هو امتداد لأصولهم، قبل تصنيف هذه الغابات وإنشاء مقاطعات وأقاليم، وأن هناك من ولد ويعيش في هذه الأماكن ويعودون إليها خلال موسم الصيف، وحتى بعد تقاعدهم من أجل الاستمتاع بتلك المناطق الطبيعية، وقد أكد بعض المقيمين، أو مايعرفون باسم “العزابة”، أنهم يساهمون في حماية الغابات من خلال التبليغ عن كل الأخطار وكل الأفعال المريبة والأشخاص المشبوهين، متسائلين عن التناقض الذي يطرحه البعض عن إشعال “العزابة” للنيران في أماكن تواجد رزقهم، وهم المعروفون عند السلطات المحلية، و عن أسباب الحرائق، فقد أكد بعض المتحدثين لـ “أخبار الشرق” أن تساؤلات مهمة يجب أن تطرح حول المستفيدين من حرائق الغابات، وهو ما دعا أيضاً المقيمين في هذه الغابات إلى الكشف عن الأسباب الحقيقية للحرائق المفتعلة، والتي يستفيد منها آخرون  دون الكشف عن هويتهم، وفي سياق متصل،  وحسب مصادر موثوقة، فإن غابة بني صالح كان انتاجها من الفلين يقارب الـ 10 آلاف قنطار في الظروف المثالية وفي أحسنها، ولا يقل عن 5000 قنطار سنوياً في أسوء حالاتها، بسبب المناخ أو المشاكل المتعلقة بمؤسسات الجني، بينما أصبحت في السنوات الأخيرة تنتج أقل من ذلك بكثير، بسبب تلف الغطاء الغابي وكثرة الحرائق المقيدة ضد مجهول، والتي تبرئ المقيمين بالأوساط الغابية، كما أن عديد العوامل ساهمت في تندي انتاج هذا المورد الطبيعي الهام، كالاقبال على مثل هذه الجرائم ضد الطبيعة، وقطع وإستغلال الموارد الغابية بطرق غير شرعية، وهذا ما جعل تقديرات جني الفلين وقيمتها المالية تتراجع في السنوات الأخيرة على مستوى ولاية الطارف، و التي تؤثر بدورها على الاقتصاد الوطني، وحسب معلومات مؤكدة، فلا يزال مشكل تسيير الغابات بولاية الطارف في ظل النقص الفادح في الأعوان لمكافحة المخالفات الغابية، والقيام بالمهام الإدارية،  وكذا متابعة المشاريع القطاعية مغيب إلى حين، بينما تعتبر محاربة الصيد الغير شرعي و العشوائي للأيل البربري من المستحيلات في ظل التهاون واللامبالاة

مواضيع ذات صلة

الإطاحة بمروج خطير للمؤثرات العقلية بالبسباس في الطارف

akhbarachark

دراسة و إنجاز مشروع حماية مدينة زيغود يوسف من الفيضانات

akhbarachark

محافظه الغابات بالطارف تستعمل تقنية water box في تجربة أولى وتستفيد من 100وحدة

akhbarachark