عالجت، أمس الثلاثاء، محكمة الجنايات الاستئنافية، بمجلس قضاء عنابة، قضية خطيرة تتعلق بجناية الاختطاف، التي طالت “س.ف” الذي يعمل كسائق في حافلة من طرف أشخاص مجهولي الهوية، وطالبوا فدية لاسترجاعه.
تعود وقائع القضيّة لتاريخ 4 ماي 2022 عندما تقدم إلى مصالح الضبطية القضائية المسمى “م.ع” بغرض التبليغ عن تعرض شقيقه المسمى “س.ف” إلى الاختطاف من قبل أربعة أشخاص مجهولين كانوا على متن دراجات نارية على مستوى شارع الصديق بن يحي بالقرب من متوسطة خليج المرجان بعنابة، مؤكدا أنه على الساعة الثالثة و 30 دقيقة مساءا تلقى اتصال هاتفي من طرف قابض الحافلة التي يعمل على متنها شقيقه الضحية كسائق وتعلق الأمر بالمسمى “ب.ع” وأخطره بأن شقيقه تم اختطافه من قبل أشخاص مجهولين كانوا على متن دراجات نارية على مستوى شارع الصديق بن يحي بالقرب من متوسطة خليج المرجان أمام مرأى المسافرين الذين كانوا على متن الحافلة، وبعد حوالي 15 دقيقة اتصل به المشتبه فيهم وطالبوه بفدية مالية قدرها 50 مليون سنتيم مقابل إخلاء سبيل شقيقه .
الشاهد قابض الحافلة صرح أنه أثناء مزاولته لعمله كقابض بالحافلة رفقة السائق الضحية “م.ف” على الخط الرابط بين محطة المسافرين سوداني بوجمعة وشاطئ ريزي عمر ولدى توقف السائق بمحطة التوقف بجانب ثانوية واد القبة وبينما كان بصدد استلام تسعيرة التذاكر من الركاب من خلف الحافلة سمع صراخ وضجيج بمقدمة الحافلة فظن أنه هناك خلاف وقع بين شخصين ليتم إعلامه بعدها من قبل بعض الركاب بأن أشخاص مجهولين في الخارج قاموا بإرغام السائق على النزول مع تحويله خلف الحافلة ليترجل بدوره لتقصي الأمر إلا أنه لم يستطع اللحاق بهم وشاهد بعدها السائق المدعو “ف” على متن دراجة نارية من نوع “فيسبا” بيضاء اللون وسط شخصين، وتتبعه دراجتين ناريتين من نفس النوع كل واحدة على متنها شخص واحد سالكين نفس الشارع باتجاه المستشفى الجامعي ابن رشد، وأضاف أنه لا يملك أي معلومات على المشتبه فيهم وأن المدعو “ف” لم يقم بأي ردة فعل أو مقاومة للمشتبه فيهم تدل على تعرضه للإختطاف ولم يشاهد أي شخص على متن الدراجات النارية وهو حامل لسلاح أبيض، وقد اتصل بشقيقه “م.ع”.
تحريات مصالح الضبطية القضائية توصلت إلى تحديد موعد مع الخاطفين من أجل تسليم الفدية واستلام الضحية بوساطة صديق الضحية وتم تحديد مكان للمبادلة على مستوى حي سيدي عيسى وهي العملية التي كللت بالنجاح وتحرير الضحية وتوقيف الوسيط مع حجز دراجته النارية وتعلق الأمر بالمسمى “ع.س”، علما أن الضحية كشف أنه تعرض للاختطاف من قبل مجموعة من الأشخاص يجهلهم كانوا على متن دراجات نارية قاموا بتهديده بالأسلحة البيضاء فاستجاب لهم خوفا على سلامته الجسدية، ليتوجه بعدها معهم إلى حي بوخضرة البوني وبالضبط إلى البناءات الفوضوية وقاموا باحتجازه هناك، ولدى صوله إلى البناء الفوضوي وجد في انتظاره أربعة أشخاص آخرين من بينهم فتاة يجهلهم جميعا، وقد تم اخطاره من قبل أحدهم أنه سوف يبقى محتجزا لديهم إلى غاية قيام شقيقه “م.ع” بدفع ما عليه من مبالغ مالية بحوالي 50 مليون سنتيم، وأن طيلة فترة احتجازه كانت تلك المجموعة على تواصل مستمر مع شقيقه مضيفا أنه أثناء احتجازه تعرض إلى التعنيف الجسدي مع التهديد بالتصفية وكشف أنه حاول معهم في العديد من المرات معرفة سبب اختطافه وحجزه دون جدوى.
ن. إيـديـر