وسط استياء المواطنين
تشهد أرصفة بعض الطرق في ولاية قالمة، انتشار طوابير للمواطنين مصطفة أمام بعض محلات المواد الغذائية، ينتظرون وصول الشاحنة المحملة بالحليب، إذ يقف شيوخ كبار وأطفال لعدة ساعات، تحت أشعة الشمس الحارقة، للظفر بكيس أو كيسين بحسب العدد الذي يحدده الباعة لزبائنهم، وأحيانا قد لا تأتي الشاحنة فيعودون إلى بيوتهم بأياد فارغة.
وعبر سكان المنطقة في اتصال مع “أخبار الشرق”، عن غضبهم وسخطهم من هذه الأزمة التي أضحت تشكل منظرا غير لائق، وتزداد معاناتهم في ظل نقص نقاط البيع بالمنطقة لهذه المادة الضرورية، باعتبارها غذاء أساسيا لصحة أبنائهم، ما جعل بعضهم يضطر إلى قطع مسافات طويلة نحو المدن المجاورة، من أجل اقتناء كيس حليب مبستر، في حين فضل آخرون شراء حليب البودرة رغم غلاء سعره. كما تشتكي شرائح واسعة من المجتمع في ذات الولاية، قيام الكثير من التجار بفرض اقتناء مواد اخرى من مشتقات الحليب على الزبون، حيث تأسف الكثير من المواطنين من لجوء بعض التجار إلى ابتزاز الزبائن، بفرض شراء كيس من اللبن والحليب معا، وهو الأمر الذي اعتبره المواطنون ابتزازا. وفي ذات الصدد، عبر أحد المواطنين، إنه يضطر في غالبية الأحيان بعد انتهائه من عمله إلى التوجه نحو الطوابير، التي تتشكل من الساعة الرابعة مساء إلى غاية نفاذ كمية الحليب للظفر بكيس. وأضاف قائلا: “إنه من العيب أن يخرج الواحد من عمله فيجد نفسه في طابور ينتظر شراء كيس حليب”، متسائلا: إلى متى نستمر على هذا الحال؟ من جهة أخرى، عبر عبد الحميد وهو أب لأربعة أطفال، عن استيائه في انتظار اقتناء أكياس الحليب لأبنائه يوميا، وسط تدافع المواطنين، وإهدار لوقته وجهده، حيث قال: “إن أصحاب المعريفة وأقارب بائعي الحليب، هم من يظفرون بأكياس الحليب دون تكليف أنفسهم مشقة وعناء الوقوف في الطوابير، في ظل غياب أعوان المراقبة المسؤولين على التوزيع العادل والمنتظم لأكياس الحليب على المصطفين على حد تعبيره. وفي ظل هذا الوضع يطالب السكان بولاية قالمة، بتحرك السلطات المعنية، لوضع حدّ لهذه الأزمة الحادة وذلك عن طريق توفير هذه المادة الأساسية والهامة، بكميات معتبرة وكافية وتوزيعها على مستحقيها بشكل قانوني وعادل يرضي الجميع، وكذا تخليصهم من المعاناة اليومية وهم ينتظرون الظفر بكيس حليب تحت حرارة الشمس الحارقة