عدم جدوى طلبات العروض حال دون تجسيده
أطلقت مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء بعنابة يوم 29 نوفمبر 2018 طلب عروض لتهيئة ساحة الثورة (الكور)، بعد أن أعلنت في 15 فيفري 2018 عن استشارة للإنجاز الدراسة الخاصة بإعادة تهيئة ساحة الثورة، فالدراسة التي تم الموافقة عليها أعطت لمسة عصرية لساحة الثورة، مع عدم المساس بجوهرها التي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، حيث تم تقسيم المشروع إلى ثلاثة حصص، الحصة الأولى تشمل تهيئة ساحة بيار وماري كوري، الحصة الثانية خصصت لتهيئة ساحة الثورة من بدايتها عند ممر الراجلين الذي يربطها بساحة بيار وماري كوري ووصولا إلى الجزء المقابل للمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، أما الحصة الثالثة فحددت من أمام المسرح إلى غاية نهاية ساحة الثورة، حيث جاء هذا المشروع في وقت صليحة بن هناية المديرة السابقة للتعمير التي أعطت دفعة كبيرة للقطاع من خلال بعث العديد من المشاريع، قبل تحويلها إلى ولاية بومرداس، حيث عولت السلطات المحلية لولاية عنابة كثيرا على هذا المشروع من أجل تغيير وجه قلب مدينة عنابة، لكن ومنذ تاريخ إطلاق طلبات قبل حوالي أربعة سنوات لم يتغير حال ساحة الثورة بسبب عدم تجسيد المشروع، رغم توفر كل الظروف التي تسمح بإطلاقه وإعادة البريق الذي فقدته ساحة الثورة وفي هذا الإطار فقد كشفت مصادرنا أن طلبات العروض التي أعلنت عنها مديرية التعمير كانت بدون جدوى، بسبب عدم الأهلية التقنية للعروض المقدمة ورغم ذلك ضغط السلطات المحلية من أجل تجسيد المشروع وذلك من خلال التواصل مع شركات وطنية كبرى، غير أن ذلك لم يثمر عن نتائج ملموسة، قبل أن ينطلق الحراك الشعبي في فيفري 2019 ويتسبب في تجميد المشروع حتى إشعار آخر باعتبار أن ساحة الثورة كان نقطة تجمع المواطنين خلال الحراك وفي الإطار نفسه فقد كشفت مصادرنا أن منتخبين على مستوى المجلس الشعبي الوطني والمجلس الشعبي الولائي يضغطون من أجل إعادة بعث هذا المشروع الهام الذي قد يتم طرحه خلال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي، خاصة وأن جميع الظروف أصبحت مهيأة لتجسيد المشروع، حيث ستعمل مديرية التعمير على القيام بالإجراءات الإدارية اللازمة لإعادة المشروع إلى الواجهة، كما أن مديرية التعمير تعمل على إيجاد حل لمشكل التهيئة الداخلية للبنايات المحيطة بساحة الثورة، فرغم تقدم أشغال التهيئة الخارجية في البنايات، لم يتم إيجاد مقاولات تتكفل بأشغال التهيئة الخارجية منذ قرابة خمسة سنوات