أحييت السلطات المحلية بولاية عنابة، أمس، اليوم الوطني للشهيد المصادف للثامن عشر من شهر فيفري، تحت شعار”عهد جديد على درب الشهيد”، ببرنامج متميز خارج عن المعهود، أشرف عليه والي عنابة ” عبد القادر جلاوي” إنطلاقا من بلدية بالرحال التي إحتضنت المراسيم البرتوكولية، وامتدت فعالية في حضرة أهل العلم بجامعة الشهيد باجي مختار، بتكريم أساتذتها الذين تمت ترقيتهم في الدورتين 84 و49 للجنة الوطنية الجامعية إلى مصاف “الأستاذية” حيث تميز البرنامج الخاص بذكرى اليوم الوطني للشهيد بهذه السنة بتضمنه فعاليات ربطت الماضي المجيد بالحاضر الجديد بالتأكيد على أن رسالة الشهداء لجزائر قوية تبنى على خطاهم بالعلم وتقديس مكانته.
الإحتفاء الرسمي للمناسبة من بلدية الشهيد” مختار برحال”
اختار السلطات المحلية بعنابة وعلى رأسها المسؤول الأول بالجهاز التنفيذي، بلدية برحال المسماة نسبة إلى الشهيد “مختار بالرحال” لانطلاق فعاليات إحياء ذكرى اليوم الوطني لمن ضحوا بأرواحهم الزكية في سبيل افتكاك استقلال الوطن المفدى حتى تنعم أجيال الجزائر الأبية بالحرية وتتواصل المسيرة للبناء من مقبرة الشهداء بالبلدية، أين كانت البداية بالإستماع للنشيد الوطني ورفع العلم وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح الشهداء الأبرار وإستذكار مآثرهم الخالدة، لينتقل بعدها الوفد الرسمي ممثلا في والي عنابة مرفقا بممثلي الأسرة الثورية والسلطات المدنية والعسكرية والأمنية ونواب البرلمان بغرفتيه، وعضو المجلس الأعلى للشباب والمسؤولين المحليين إلى مقر بلدية برحال، أين ألقيت للحضور ندوة تاريخية حول شخصية الشهيد “بالرحال مختار”ومسيرته النضالية من تقديم الدكتور محمد الصغير سويسي، ويتم بعدها تكريم المجاهد غربي علي، وأرملة الشهيد قلال حسين السيدة سدراتي برنية، إضافة إلى عائلة المجاهد المتوفي “معنصري أمحمد”، فيما كانت المحطة الأخيرة من الفعاليات بذات البلدية على مستوى منطقة الشهيد “أحمد بوقصاص”، التي تم فيها تدشين المدرسة الإبتدائية وتسميتها باسم المجاهد المتوفى ” معنصري أحمد”.
تكريم النخبة من أساتذة الجامعة في يوم اليوم الوطني لآبائهم وأجدادهم الشهداء
في لفتة طيبة للسلطات المحلية بعنابة بالتنسيق مع الأسرة الجامعية تواصلت فعاليات اليوم الوطني للشهيد بجامعة الشهيد “باجي مختار”، للتجسيد الفعلي لشعار الإحتفالية لهذه السنة “عهد جديد على درب الشهيد” تواصلت الفعاليات بمسمع “أبوكر بالقايد” الذي أحتضن بعد السماع النشيد الوطني وكلمتي مدير الجامعة “محمد مانع” والوالي جلاوي وقصيدة شعرية للطالب جمال تواتين بعنوان “إلى إبن الشهيد : رسالة متأخرة جدا”، مداخلة علمية بعنوان “العبرة والتجديد في ذكرى يوم الشهيد الجزائر وفلسطين” للأستاذ والمؤرخ المجاهد “شرقي محمد”، تلتها تكريمات لـ 48 أستاذا تم ترقيتهم إلى مصاف الأستاذية ضمن الدورتين 48 و 49 للجنة الجامعية الوطنية، لتختتم الفعاليات بإلقاء قصيدة شعرية من طرف الأستاذ “محمد رضا بن طبولة” بعنوان “عهد الشهيد”، وفي كلمتهما مدير الجامعة و الوالي استذكرا تضحيات الرجال بأرواحهم الطاهرة لمحاربة المستدمر الغاشم وننعم نجحن بالحرية والإستقلال، وتتواصل مسيرتهم لبناء جزائر قوية أبية ناصرة للقضايا العادلة وداعمة للشعوب نحو الحرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
الوالي وأعضاء اللجنة الأمنية يقفون وقفة إجلال للمؤرخ الأستاذ “شرقي” بعد مداخلته الثرية
من بين اللحظات التي خطفت الأنظار وخفقت لها القلوب لما حملته من تأكيد على إحترام الجزائر بكافة مؤسساتها ومسؤوليها وفئات المجتمع لأهل العلم والمؤرخين وحامي الذاكرة الوطنية، وفقة الإحترام والتقديم التي قام بها الوالي وأعضاء اللجنة الأمنية من مسؤولي الأجهزة العسكرية والأمنية بعنابة للأستاذ والمؤرخ “شرقي محمد” بعد مداخلته العملية المدعمة بوثائق وإثباتات تاريخية نادرة تطرق فيها لكفاح الجزائر وتضحيات شعبها لإفتكاك الإستقلال، موازاة مع مراحل دعم الدولة الجزائرية بجميع مؤسساتها عبر عقود من الزمن للقضية الفلسطينية، وما قمت به من مواقف سياسية وعسكرية سجلها التاريخ وبقيت راسخة ومرصعة بدم الشهداء ضد الإحتلال، واختتم الأستاذ مداخلته العلمية بكلمات مؤثرة روى فيها بعضا مما عاشه ابان الثورة التحريرية المظفرة وجرائم المستدمر الفرنسي في حق الشعب الجزائري ، داعيا الشباب إلى مواصلة البناء ومواصلة الرسالة ومؤكدا على صلابة الجزائر ومؤسساتها في وجه كل المحاولات لضربها بسبب مواقفها ومبادئها الثابتة، ليقف له المسؤولين و الأستاذة وقفة تقدير تلاها تكريمه بتذكار وصورة للشهيد باجي مختار.
لطفي.ع