سيتعزز الموقع الأثري حلبة مصارعة الثيران بوهران، بخدمات من أجل تثمينه وتنشيطه أكثر وجلب المزيد من الزوار، حسبما استفيد لدى المؤسسة العمومية حظيرة التسلية المسيرة لهذا المعلم.
وتشمل العملية وضع شاشة تلفاز تبث صور وتاريخ هذا المعلم المصنف في ديسمبر من السنة الماضية، ضمن قائمة التراث الوطني، من طرف اللجنة المختصة لوزارة الثقافة والفنون، للتعريف به أكثر وإبراز جماليته، ما يسمح للزائر بأخذ صورة شاملة عن هذا الموقع قبل أن يقوم بجولته السياحية، مثلما أوضح مدير المؤسسة عبد الرحمان بلعباس.
كما ستجهز حلبة مصارعة الثيران بمقاعد ووسائل الأنترنت تشبه “ميدياتيك” بأروقة الفضاءات الفارغة، وفق نفس المصدر. وقال في هذا الصدد “نحن بصدد التفكير في إقامة استعراضات فلكلورية من نوع الفنطازيا، وسنوفر كل الإمكانيات البشرية والمادية، لكن يجب توفير مختصين لتنشيط هذا المعلم”.
كما اقترحت المؤسسة على مديرية الشباب والرياضة، تنظيم أنشطة رياضية ذات طابع وطني وإفريقي في الجيدو والملاكمة، بشرط عدم استعمال المدرجات، كما ذكره المسؤول، مشيرا إلى أنه تم مراسلة الهيئات العمومية ذات الصلة، من أجل استغلال هذا الموقع الأثري الذي يستقبل شهريا بين 20 ألف و30 ألف زائر من داخل وخارج الوطن.
وتتوفر حلبة مصارعة الثيران المعروفة عند الوهرانيين باسم “طورو”، على ورشات لفنانين تشكيليين معروفين بوهران وحرفيين مختصين في الصناعة التقليدية الفنية، لإبراز الموروث الثقافي الجزائري. وقد شيدت حلبة مصارعة الثيران بحي “محي الدين” (كميل سابقا) خلال فترة الاستعمار الفرنسي، بحجارة منحوتة و”التيف” استخرجت من منطقة “كوشة الجير”. وكانت الحلبة في الأصل تتسع لـ4 آلاف مقعد، ثم توسعت إلى 10 آلاف. وشهدت هذه الحلبة خلال الفترة الاستعمارية عدة عروض في مصارعة الثيران، لمصارعين مشهورين عالميا، استنادا إلى مصادر تاريخية.
بعد الاستقلال، احتضن هذا المعلم الذي يعد الوحيد من نوعه على المستوى الوطني، عدة تظاهرات ثقافية وفنية كبيرة، قبل أن يتم استغلاله كفضاء رياضي، حيث استفاد من أشغال ترميم.
ق.ث