قرابة 50 بالمائة من المساحة الفلاحية غير مستغلة بعنابة
الوالي يأمر بتذليل العراقيل أمام المستثمرين في قطاع الفلاحة
إستنكر، أمس والي عنابة جمال الدين بريمي عدم إستغلال قرابة 50 بالمئة من المساحة الفلاحية المتواجدة عبر تراب ولاية عنابة، وذلك خلال خرجته الميدانية لمعاينة مشاريع قطاع الفلاحة التي تعرف مشاكل وعراقيل إدارية
يعرف الإستثمار في القطاع الفلاحي بولاية عنابة حركية تعزز مسعى الإكتفاء الذاتي الذي تراهن عليه الجزائر، وتتطلع لتقليص التبعية للمحروقات وتجاوز تداعيات تراجع أسعار البترول، وهو ما يترجمه حجم الإستثمار في المجال وحجم الإنجازات والمشاريع التي إستفادت منها الولاية وتحرص على متابعة تجسيدها السلطات المحلية، حث تعهد الوالي محمد سلماني خلال خرجته الميدانية لمشاريع القطاع الفلاحي بتقديم كل التسهيلات والحلول لتجسيد المشاريع والبرامج في إطار مخطط التنمية الفلاحية وتسوية الوضعيات العالقة ورفع العراقيل أمام المستثمرين، وأعطى تعليمات صارمة لفسح المجال أمام القطاع الإنتاجي للمواد واسعة الإستهلاك، في إنتظار منح عقود الإمتياز المتأخرة المودعة لدى الديوان الوطني للأراضي الفلاحية، وهذا لإنعاش القطاع وتوفير مناصب شغل دائمة حسب المخطط الولائي الذي تم إعتماده في إطار سياسة تلبية الإحتياجات والتصدير
تتواجد معطيات واقع قطاع الفلاحة وموقعه ضمن إهتمامات السلطات المحلية بعنابة والمعنيين بتسييره، وخصوصية المنطقة وطبيعة مواردها البشرية، توحي بالتوجه إلى تفعيل الإستثمار الفلاحي وتطوير أساليبه وتحديث وسائله، التي ظلت في السنوات الأخيرة تقليدية بعيدة عن الإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها القطاع، حيث عاين الوالي سلماني مصنع تحويل الطماطم “SIPA” المتواجد بحي الشابية البوني والذي يعمل حاليا لتصدير مادة الهريسة إلى دولة النرويج ، فضلا عن زيارة المستثمرة الفلاحية الجماعية كبير بلقاسم بالشركة مع الإخوة بوزيد بغربي عيسى ببلدية البوني، والتي تتربع على مساحة 146.80 هكتار، وتنتج أجود أنواع الحمضيات على غرار البرتقال والليمون، غير أن مشكل الكهرباء الريفية يعرقل زيادة إنتاجيتها ، وهو الإشكال الذي تعهد والي عنابة بمعية مدير الطاقة بحله في أقرب الآجال، ناهيك عن معاينة مشروع إنجاز مخازن حبوب “البركة” ببلدية سيدي عمار، والوقوف على سير المستثمرة الفلاحية بورجيبة لزراعة السلجم الزيتي بالكرمة الحجار، فضلا عن زيارة وحدة تربية الدواجن وإنتاج البيض للمستثمر مرابط نبيل بحي عزيزي أحمد الشرفة، والتي توفر أزيد من 50 منصب شغل لشباب بلديتي العلمة والشرفة وتعتمد على تقنيات جد متطورة، بالإضافة إلى الوقوف على إنتاج وحدتي الحليب ومشتقاته ساحلي والمائدة المتواجدتان بالمنطقة الصناعية لبرحال
زيارة الوالي بريمي جمال الدين، لبعض مشاريع القطاع الفلاحي بولاية عنابة، كشفت عن العراقيل التي يواجهها المستثمرون الفلاحيون خاصة الراغبين في توسيع مشاريعهم، كما هو الحال لمؤسسة “SIPA”، إنعدام الأوعية العقارية لإقامة مصانع أو مؤسسات نشاط، إذ يلجأ أصحابها إلى تأجير مقرات وهو ما يكلفهم مصاريف باهظة، بالرغم من الإمكانيات التي تتوافر عليها الولاية والتي ظلت دون إستغلال عقلاني وتخطيط مبني على القدرات الطبيعية وأساليب الإنتاج وتطلع المستثمرين الذين لم يحظوا بالعناية اللازمة، وما أجمع عليه المنتجون والمستثمرون بالولاية الذي تلقى جملة من التعليمات والتوجيهات من طرف الوزارة الوصية والمسؤول الأول بالولاية تتضمن ضرورة التجنيد لإنعاش قطاع الفلاحة