لا تزال العديد من التجمعات السكانية الريفية بولاية الطارف، خاصة تلك المحاذية للشريط الحدودي والوسط الغابي، الرئيسية منها والفرعية، تعاني من وضعية مسالك صعبة وغير مهيأة، حيث تحولت بعض الطرقات إلى مجرد مسالك ترابية أو أوحال تعيق حركة السكان وتزيد من عزلتهم، خاصة خلال التقلبات الجوية. هذا ما أكده العديد من السكان في طرح انشغالهم عبر صفحات جريدة أخبار الشرق للمسؤولين، علهم يجدون آذانًا صاغية، بضرورة الإسراع في تهيئة المسالك غير المنجزة وإعادة تأهيل المسارات المتدهورة، باعتبارها شريانًا أساسيًا يربطهم بالطرقات الرئيسية والفرعية، ويضمن لهم الوصول إلى المرافق الحيوية والخدمات الأساسية. ويؤكد سكان هذه التجمعات أن غياب التهيئة ينعكس سلبًا على حياتهم اليومية، إذ يواجهون صعوبات كبيرة في التنقل إلى المدارس ومراكز الصحة والأسواق، فضلاً عن التأثير المباشر على نشاطاتهم الاقتصادية، وعلى رأسها الرعي والفلاحة التي تعد مصدر رزقهم الأساسي. كما يشددون على أن تحسين هذه المسالك يمثل حقًا مشروعًا يكفله توجه الدولة الهادف إلى ربط كل المناطق الريفية بالوسط الحضري وتعزيز التنمية المحلية في إطار توجيهات السلطات العليا. وقد دعا العديد من ممثلي المجتمع المحلي إلى ضرورة إدراج هذه المسالك ضمن البرامج التنموية ذات الأولوية، لما لها من دور كبير في المحافظة على بقاء السكان في مناطقهم ودعم الاستقرار بالمناطق الحدودية، إضافة إلى تشجيع النشاط الفلاحي والرعوي الذي تشتهر به هذه المناطق. وفي ظل الاهتمام المتزايد الذي توليه الدولة لتنمية الأرياف، يأمل المواطنون أن تعرف الملفات المتعلقة بتهيئة المسالك الريفية بولاية الطارف تسريعًا في وتيرة الإنجاز وبرمجة فعلية تعيد لهذه المناطق الحيوية حقها في التنمية وتحسن ظروف عيش ساكنتها.
دليله.ع