نظمت، مساء أول أمس، وزارة الثقافة والفنون، تظاهرة ثقافية وفنية، احتفالا بيوم العلم المصادف لـ 16 من كل سنة، احتضنها قصر الثقافة مفدي زكريا بالعاصمة، بإشراف وزير الثقافة والفنون زهير بللو، تخليدا لذكرى رائد النهضة الإصلاحية والفكرية في الجزائر العلامة عبد الحميد بن باديس، واستحضارا لإرثه الخالد في ترسيخ قيم العلم والمعرفة والهوية الوطنية.
التظاهرة التي عرفت حضور عدد كبير من تلميذ الأطوار الثلاثة “ابتدائي، متوسط، ثانوي”، والذين تم انتقاؤهم من بين التلاميذ المتفوقين، فضلا عن حضور وزير الثقافة والفنون زهير بللو، والمفوضة الوطنية لحماية الطفولة، مريم شرفي، جاءت في سياق ترسيخ رمزية هذا اليوم الذي يعبر عن عمق ارتباط الأمة الجزائرية بالعلم كمقوم أساسي من مقومات النهوض، حيث تميزت الفعالية ببرنامج متنوع مزج بين التثقيف والتربية والترفيه، وهدف إلى غرس روح الاعتزاز بالذاكرة الوطنية في نفوس الأجيال الصاعدة. وقد استهلت التظاهرة بعرض فيلم وثائقي حول سيرة العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس، من إنتاج وزارة الثقافة والفنون، سلط الضوء على مسيرته العلمية والنضالية، وأبرز محطات عطائه الفكري والدعوي، من خلال مشاهد مؤثرة تؤكد مكانته في تاريخ الجزائر الحديث.
عقب العرض، فُتح باب النقاش لتناول حياة العلامة بالدراسة والتحليل، بمشاركة أساتذة ومثقفين، على غرار “د.مَوْلُود قَرِين”، و”د. مُحَمَّد_خُوجَة”، حيث تناولت التدخلات أهمية المشروع الإصلاحي الذي قاده العلامة الشيخ بن باديس، والدور التاريخي الذي لعبته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في إحياء الوعي الوطني ومواجهة الاستعمار عبر بوابة التعليم واللغة والدين. من جهة أخرى، وضمن الفقرات الموجهة للأطفال، نُظمت مسابقة فكرية وأدبية لفائدة التلاميذ المشاركين، تمحورت أسئلتها حول سيرة الشيخ بن باديس ومبادئ النهضة التي دعا إليها.
س.حطاب