حققت الملاكمة الجزائرية إشراق شعيب فوزًا باهرًا في نزال قوي جمعها بالملاكمة الهندية بوجا بال، التي تُعد من أبرز الأسماء في الساحة الدولية لما تملكه من تجربة ثرية وسجل حافل بالإنجازات. وقد جرى هذا اللقاء المثير في سنغافورة، وهو ثاني نزال على هذا المستوى العالي تخوضه إشراق، إبنة مدينة قسنطينة ذات الـ24 ربيعًا، حيث أكدت مرة أخرى أنها قادرة على فرض اسمها بين الكبار في عالم الملاكمة. جاء فوز إشراق بطريقة واضحة ومقنعة، حيث لم تتمكن منافستها الهندية من مجاراتها، وبدت عاجزة أمام السرعة واللياقة والمهارات الفنية التي أبانت عنها الملاكمة الجزائرية، والتي أثارت إعجاب الحضور بفضل أسلوبها القتالي وروحها العالية داخل الحلبة. وتميز أداء إشراق خلال النزال بالنضج التكتيكي والتحكم الكبير في سير المواجهة، مما يعكس العمل المكثف الذي تقوم به رفقة مدربها الجديد ناصر يفصح، الذي يبدو أنه نجح في صقل موهبتها ومنحها الثقة اللازمة للتألق في هذا المستوى.بهذا الانتصار، تكون إشراق شعيب قد خطت خطوة جديدة ومهمة نحو تحقيق حلمها الأكبر المتمثل في التتويج بلقب عالمي وتمثيل الجزائر بأفضل صورة خلال أولمبياد لوس أنجلس 2028، وهو الهدف الذي تعمل لأجله منذ بداية مشوارها الاحترافي. فمنذ سنة 2022، بدأت البطلة في حصد التتويجات، انطلاقًا من الميدالية البرونزية التي أحرزتها خلال البطولة العالمية للهواة بإسطنبول، وهي أول ميدالية من نوعها في تاريخ الملاكمة الجزائرية، ثم الميدالية الفضية في الألعاب المتوسطية بوهران، مرورًا بتتويجين إفريقيين، وصولًا إلى الذهبية في الألعاب الإفريقية.ولا يمكن الحديث عن تألق إشراق دون الإشارة إلى دور مدربها ناصر يفصح، الذي سبق وأن قاد الملاكمة إيمان خليف من قرية بيبان مصباح ببلدية بوشقيف بولاية تيارت، نحو العالمية، حيث توجت بدورها في أولمبياد باريس الأخير. كما يبدو أن المدرب يفصح بصدد كتابة فصل جديد من النجاح مع إشراق شعيب، التي تمثل اليوم أحد أبرز الوجوه الصاعدة في سماء الملاكمة الجزائرية والعربية.
أحمد.ك