احتضنت، أمس، المدرسة العليا لعلوم التسيير بعنابة، فعاليات اليوم الدراسي بعنوان: “الصف الدراسي المقلوب- المبادئ والأدوات والتغذية الراجعة لطرق التدريس المبتكرة”،
وقد أقيم هذا اليوم الدراسي بحضور باحثين من المعهد الوطني للبحوث التربوية، حيث شكل في جل فعالياته فرصة هامة لتبادل الخبرات والتجارب، كذلك ركز في محاوره على أهداف هامة موجهة للطلبة بداية باكتشاف مبادئ ومزايا الصف المقلوب، ومشاركة تجارب الطالب وأفكاره حول ممارسات التدريس، كما كان اليوم الدراسي متميزا بالعروض التقديمية الثرية، التي يقودها الخبراء، بحيث يؤكد الموضوع المناقش بأن التطورات التكنولوجية الراهنة، وأمام جملة التحديات الحالية التي تواجه التدريس والتدريب، يبرز مقترح الصف المقلوب نفسه كمثال من بين أبرز القضايا عن طريق استغلال الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة، من خلال إشراك الطالب في إعداد تدريبه وتكوينه الخاص عكس الطريقة الكلاسيكية في التدريس، مع إضافة بعدا جديدا في التعليم العالي والبحث العلمي، بحيث يعمل هذا الأسلوب على الترويج لمحتوى جديد وتعديل العلاقة التعليمية بين الأستاذ والطالب، وتنويع أساليب العمل وأشكال التقييم، وهذا يضمن شفافية المعلومات ونوعيتها ونشاطا حيويا للعملية التعليمية. في هذا السياق، تضمن اليوم الدراسي تقديم مداخلات قيمة وهامة حول الموضوع المناقش، بداية بمداخلة حول الصف المقلوب كمقاربة للتحول الجذري في منظومة التعليم المعاصر دراسة تاريخية تحليلية، للدكتورة آمال بلحميتي، والدكتور زروقي رياض، والدكتورة بوعلي فلة، كذلك قدمت مداخلة حول تعليمية الظواهر النصية من خلال استراتيجية الصف المقلوب، للدكتور عبد الحق قاسمي، ومولود بلعباس. في هذا السياق أكد الأستاذ ريحان شريف مدير المدرسة العليا لعلوم التسيير بعنابة، أن اليوم الدراسي الذي خص بموضوع الصف المقلوب، قد ركز على دور الطالب خارج القسم بتلقي المعلومات بمواد مختلفة ليجد نفسه داخل قسمه مشاركا فعليا في الدرس وأيضا يخلق له جوا من التفاعل بينه وبين الأستاذ، بحيث أن الطالب هنا سيكون متحمسا لمثل هكذا تفاعلات مباشرة مع أساتذته في مواد مختلفة. في السياق أبرزت الدكتورة شريط نسرين، أستاذ محاضر أ، بالمدرسة العليا لعلوم التسيير عنابة، ورئيس اليوم الدراسي حول الصف المقلوب، أنه يندرج ضمن توجهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي نحو الجامعة من الجيل الرابع، التي تعتمد على الوسائل التكنولوجية والرقمية، معتبرة أن اختيار الموضوع جاء لتوضيح التعليم المزدوج الحضوري وعن بعد، حيث يقدم الأستاذ مواد “فيديو”، لمدة قصيرة عن المحاضرة ويتم ارسالهم للطالب، الأخير يقوم بتحضير المحاضرة وينظم استفساراته ويرتبها حتى يتم مناقشتها بين الطلبة والأستاذ، ما يضمن حيوية أكثر خلال الحصة وتوضح مدى استيعاب الطالب لمضمون درس الأستاذ، مشيرة إلى أنه وضمن تجسيد توجهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يتم بالمدرسة العليا لعلوم التسيير استهداف تطوير من طريق التعليم والتدريس وتوصيل المعلومة للطالب، موضحة أن اليوم الدراسي، شمل مداخلات لزملاء في الميدان، وباحثين من المعهد الوطني للبحث في التربية، خاصة مداخلة حول الصف المقلوب كمقاربة للتحول الجذري في منظومة التعليم المعاصر للأستاذ زروقي رياض. كما أكد الأستاذ الدكتور بن شطاح جابر شمس الدين، المدير المساعد المكلف بالشهادات والتعليم المتواصل، أن مداخلته تحت عنوان الصف المقلوب حيث أبرز ايجابياته والامكانيات المتاحة خلالها للأستاذ وللطالب، وكيفية الاستعانة بالصف المقلوب وأيضا أبرز أهمية استخلاص تجارب الدول الأخرى، وسط تجاوب من الطلبة والحاضرين. فيما يؤكد قروي عبد الرحمان، رئيس قسم الطور الثاني بالمدرسة العليا لعلوم التسيير عنابة، أن اليوم الدراسي، قد اشتمل على مداخلات قدمت الصف المقلوب، هادفين إلى جعل الطالب مشاركا فاعلا في العملية التعليمية بعيدا عن التعليم التقليد السابق، بحيث يصبح الأستاذ كموجه ومناقش للطالب، الأخير يتحول دوره من متلقي في العملية التعليمية إلى باحث ومناقش في الدرس. فيما يثمن ملاحظون ومختصون في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، أشغال ومخرجات هذا اليوم الدراسي، الذي ركز وقدم بل وكشف معالم تجسيد مبادئ وأدوات الصف المقلوب في طرق التدريس، التي تحول الطالب من متلقي فقط للمعلومة من طرف أستاذه إلى مشارك فعلي في المنظومة والعملية التعليمية على حد السواء، بغية الرقي بطرق التدريس، وفقا للأسلوب مبني على الترويج لمحتوى جديد وتعديل العلاقة التعليمية بين الأستاذ والطالب، وتنويع أساليب العمل وأشكال التقييم.
أمير قورماط