السبت 28 سبتمبر 2024
أخبار الشرق

الكاتبة الشابة أسماء مقراني تفتح قلبها لـ”أخبار الشرق” وتكشف:  “زورق من خريف”.. عصير من المعاناة ومحاكاة لتجارب الناس ومزيجا بين الألم والأمل” 

استضافت جريدة “أخبار الشرق”، الكاتبة الشابة أسماء مقراني، تحدثنا معها حول كتابها الصادر “زورق من خريف”. 

بداية نرحب بك الكاتبة الشابة أسماء مقراني.. مع جريدة “أخبار الشرق”، حيث نرافق المبدعين والمتألقين الشباب ذوي الاختصاص والطموح.

أسماء كاتبة شابة وافدة جديدة على عالم الأدب واللغة من عنابة، نريد أن نعرفك أكثر لمتابعي “أخبار الشرق” قدمي لنا نفسك؟  

سلام الله عليكم أسماء مقراني ناشطة جمعوية وعضو في اتحادية الكتاب الجزائريين فرع عنابة، عضوا في جمعية الضاد لنشاطات الشبانية والأدب الواعد، عضو في نادي الإبداع الأدبي في قصر الثقافة محمد بوضياف عنابة، عضو سابق في الكشافة الإسلامية فوج جميلة بوحيد، من طلبة القرآن الكريم في أكاديمية ثريا للأحكام التجويد والتلاوة، مجموعة الإجازة في مسجد الفرقان، كاتبة صاعدة للخاطرة والقصة شاركت في عدة ملتقيات أدبية وطنية، كما شاركت في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي ورشة سيناريو، بإشراف السينارست طاهر بوكلة، شاركت في مهرجان التميز والإبداع لملوك الوطن العربي، الذي أقيم في جمهورية مصر العربية، أقدم تحياتي للأستاذ الإعلامي مزان يسري ولكافة الشعب المصري كما أقدم تحية لشيخ احمد منصور وللمعهد أهل القرآن بأزهر وأشكره لأني استفدت كثيرا من برنامجه التعليمي “معلمين ومعلمات القرآن الكريم بمنهاج الصحابة الكرام ” الذي يعلمنا طريقة التعامل من أشبال القرآن وتحية خاصة للأستاذتي “ثريا طوابشية” التي تعلمت على يدها أصول التجويد وتحية لأستاذي الشاعر محمد صالح بن يغلى ولكل من علمني حرفا ولكل من دعمني أيضا لا أنسى عائلتي وعائلتي الأدبية.

كيف كانت بدايتك مع عالم الأدب والكتابة والمطالعة؟ وبالنسبة لك ما المهم في هذا المجال التجربة فيه أم الاكتفاء بالمتابعة؟ 

بدايتي كانت كأي طائر محلقا في سماء الأدب اقطف من كل بستان وردة، كنت شغوفة جدا بالمطالعة خاصة الروايات والقصص، كما كنت مهووسة بكتب التنمية البشرية، والكتب الدينية بدايتي كانت خربشة على الورق وصراع مع بياضه، كنت أخط على الورق كلمات ولا أعرف كلماتي تصنف كإبداع أم هي أضغاث الأقلام فاضت بحبرها ترسم حكايات وخواطر فشاركت في كتاب جامع اسمه بين البوح والكتمان وكان لي فيه “جرعة من الأمل” هكذا اكتشفت موهبتي، والمهم في هذا المجال التجربة واحتكاك بالأدباء الكبار والأخذ من خبرتهم وتعلم أساليب وأدوات الكتابة والأهم المتابعة والاستمرارية.

* أي أنواع الأدب تفضلين الشعر أكثر أم النثر!؟ ولماذا؟

بما أنني كاتبة فأنا أفضل النثر عن الشعر لأن النثر هو الوضوح وتصريح هو كلام فني جميل منثور بأسلوب جيد لا يتحكم فيه نظم إيقاعي فقد تزين الأدب العربي بنوعين مميزين السابق ذكرهما ولكل نوع منهما ما يميزه من خصائص، ويحمل كل واحد منهما كتلة من المشاعر الإنسانية والفرق بينهما في التركيب وطريقة العرض والعديد من الأشياء الأخرى فالشعر فن والنثر إبداع.

في هذا السياق لمن تقرئين باستمرار؟

أقرأ للكاتب أدهم الشرقاوي جبران خليل جبران، أحمد عبد اللطيف، أحلام مستغانمي، عمر ال عوضه، إبراهيم الفقي ولأدباء عنابة طبعا كالشاعرة نادية نواصر، والكاتبة وحيدة الرجيمي، وزينب قماز، نسيمة بن سالم، والشاعر محمد صالح بن يغلى وأم البنين وسميرة بوركبة والكثير من أدباء “بونة”.

إذ وماهي الروايات والكتب التي تفضلينها؟ وتنصحين متابعينا بقراءتها 

كتب التنمية البشرية ” المفاتيح الـ 10 للنجاح”

” حياة بلا توتر ” “سيطر على حياتك” “ابق قوي 365 يوم، وفي الروايات: “هيبتا” “ما لا نبوح به” “احتاج قلبا” “فوضى الحواس” “الأسود يليق بك” “إلى المنكسرة قلوبهم” “حصن التراب” “مدينة الحب لا يسكنها العقلاء” “فتاة من ورق” “امرأة من عنب”.

حدثينا على كتابك، الذي قدمته في جلسة مناقشة بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية سليمان بركات ؟

حينما تخونك كلاماتك وتبقى عالقا بين الثنايا حين تجد نفسك تسير في فلاة مقفرة لا تدري أتكمل المسير أم تتوقف وتتخطى كل أحلامك، قبل أن تولد فتتبعثر من جديد كرماد تماما لا تجزع أغمض عينيك لوهلة تنفس بعمق وافتح عيناك ببطء وسترى رسالة الله، تضيء لك عتمة الطريق أمسك قلمك وخط طريق النجاة إمتطي جواد أحلامك وأحمل سيف طموحك واقطع كل ما يعيقك فيزهر أملك يقينا بغد أفضل ومن هنا تبدأ رحلة كتاب زورق من خريف يحكي واقعا بطبع أدبي هو عبارة عن مجموعة من الخواطر كل خاطرة تتكلم عن فئة من المجتمع للوهلة الأولى عندنا تتصفح كتابي تقول أن نصوصي حزينة، ويمكن أن يجول في خاطرك سؤال لما نصوصها حزينة؟ ببساطة لأنها مستوحات من واقع أليم وبين الألم والأمل نعيش أفق الحياة ولأنني كاتبة أعيش حياة مختلفة أغوص في أعماق كل شخصية سردها الكتاب أشعر بمعاناتها وأعيش شعورها لأترجمه بخاطرة لأنقل للقارئ معاناتهم وتجاربهم، ولأزرع فسيلة الأمل في قلوبهم أيضا لتزهر بانبثاق لأحلامهم المعلقة، فحتما ستشرق شمسهم بعد الغروب فخذ لك من البحر عنوان وابدأ مع كل فجر جديد.

 كتابك “زورق من خريف” عنوان يثير الفضول والتمعن.. هل من توضيح بشأنه؟ 

اخترت زورق من خريف كعنوان لكتابي لأن الخريف فصل الموت والحياة لأنه فصل الذبول والوفرة فصل النهاية والبداية نهاية كل شيء ذابل، ومحزن وإعلان عن بداية جديدة مفعمة بالحياة ولولا الذبول لما اخضرت البساتين، وكذلك هي الحياة وفصل التغير أيضا ففي فصل الخريف، تتساقط الأوراق عن الشجر إعلان عن بداية جديدة، ولو تمسكت الشجرة بأوراقها الذابلة لكان مصيرها الزوال القطع أو الحرق، اخترت هذا العنوان لأن نصوصي مبنية على شخصيات حقيقية تهب بها رياح الحياة فترميها حينا على سجادة الأحلام المشرقة وأحيانا على الأشواك وتبقى على أمل تبحر وينجيها زورق من خريف.

قدمي لنا “زورق من خريف” ! وكم استغرقتي من الوقت لإعداده؟ 

وقت إنجازه عام وأنا أغير في مفردات كل كلمة أجملها انتقي الكلمات الصعبة ليخرج هذا الأنيق، غلاف الكاتب يقدم محتواه فإخترت كل شيء في الكتاب بدراسة ودقة ففي علم الطاقة والألوان يصنف اللون البرتقالي الموجود في غلاف الكتاب من الألوان الدافئة، ويمكن أن يؤثر على المشاعر فيبعث في النفس التفاؤل ويمدك بالطاقة الايجابية، والضوء البارز من بعيد يعني أن الغد مشرق فلا تنطفؤا، أما الزورق فهو وسيلة لكسب قوت الصيادين، وكذلك وسيلة للتنزه والرحلات البحرية في الصيف ووسيلة موت للأسف يستخدمه الشباب في الهجرة غير الشرعيه “الحرقة” للهروب من الوقع ومعاناة الأمهات أكثر ألما من الغرق خاصة لمن لا توجد جثثهم ولو تدقق تجد أنني استخدمت زورق من ورق فنحن نبحر في رحلة الحياة على متن زورق من ورق ونتخبط في دوامة الأزمات، وتأخذنا عواصف الحياة فنرتطم بصخرة اليأس وينجينا يقيننا بالله، أما عن الورقة الذابلة المتساقطة فهي رمز لتغير وهي شراع الزورق أيضا وهل للورق أن يبحر في بحر الحياة وهل تلك الأشرعة الهشة أن تجره لبر الأمان!! أما عن المرأة الموجودة في صورة الغلاف فهي رمز لتحمل والصبر فقد أثبتت الدراسات أن المرأة أكثر تحمل من الرجل وليس استخفاف بقدرات الرجل فالرجال قوامون على النساء ونحن وصية الرسول عليه الصلاة والسلام لرجل “استوصوا بالنساء خيرا” ولكن الله سبحانه وتعالى جعل المرأة أكثر تحملا من الرجل والدليل على هذا أن سبحانه رزقها بالحمل والولادة “، وألم الولادة يعادل ألم كسر 42 عظمة ويعادل ألم البتر دون تخدير وفضلت أن تكون المرأة محتشمة، لأنه دلالة على العفة عند المرأة الشرقية والجزائرية، وقد عرف نساء الجزائر وقت الاستعمار بالعفة والطهارة، والدليل على ذلك أنهم كانوا يضعون وشما على وجههم وأجسادهم لكي لا يقترب منهم المستعمر خوفا من اللعنة.

هل الكتاب له علاقة بحياتك الشخصية أو رؤية خاصة تعكس واقعا أو ترجمة لمشاعر مكنونة؟ 

كتابي ليس له علاقة بحياتي الشخصية بل هو تجارب مختلف فئات المجتمع.

“زورق من خريف”.. به الكثير من الدلالات إذ ما فكرته العامة؟ ومن خاطبته بحروفه؟

زورق من خريف هو عصير من المعاناة وخليط من تجارب الناس ومزيجا بين الألم والأمل، تحدثت فيه عن فقد الأحبة عن من دفناهم تحت الترب ولا تزال رائحتهم في المكان تحدثت فيه عن معاناة المرضى في المستشفيات عن المرض عن الغدر والخيانة عن الاكتئاب الذي يخيم على الروح فتفقد طعم الحياة ولونها البهي تحدثت عن الوطن والانتماء عن الشهيد وعن فلسطين والقضية تحدثت أيضا عن الحب ووضعت له قانونا عن التخطي وعن الهجرة غير الشريعة وألم الأمهات الذي يفوق ألم الموت خاصة لمن لم توجد جثتهم، خاطبت من فقد الأمل، رسالتي لكل من فقد الحياة وهو على قيدها.

هل فكرتي بجزء ثان للكتاب؟

لما لا فبعد خريف دامع وأمل يتخبط لينجو حتما سيأتي الربيع مزهرا بأشعة الحب الدافئ والأمان، ترقبوا جديدي في جنس أدبي آخر، وما زورق من خريف إلا بداية والقادم أجمل.

 يقال أن لكل كاتب رسالة خاصة في مضمون روايته أو كتابه.. إذا ماذا عن “زورق من خريف”..؟  

رسالتي إلى كل من تجرع أصناف الألم : “صبرا فقط سيمر كل مر وستأتي غيوم السماء بأمطار السعادة وتشرق الحياة من جديد.”

أكيد في كل مرحلة من مراحل إنجاز وتحرير كتابك كانت هناك صعوبات أليس كذلك؟ حدثينا عنها؟

ككل كاتب يواجه صعوبة في تحرير النص وانتقاء الكلمات المناسبة والمعبرة فالنص مثل العروس يتجمل بالكلمات، والمعاني خاصة أن الكتابة ليست سهلة إطلاقا فيجب الشعور بكل كلمة تكتبها وأن تغوص في أعماق كل شخصية وتشعر بمعاناتها وفرحها لكي تصل كلماتك للقارئ.

 رغم الصعوبات فحلاوة النجاح لها طعم خاص ؟ ما رأيك في هذا الطرح؟ وكيف كان شعور أسماء بمناقشة كتابها؟ 

كان شعوري لا يوصف حينها فقد كانت تجربة كالحلم لأول جلسة لكتابي بمعرض الكتاب الدولي “سيلا” وبعدها تمت مناقشة كتابي في مكتب اتحاد الكتاب الجزائريين بعنابة مناقشة وحوار الأجيال وبعد ذلك في المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية سليمان بركات عنابة، شكرا للناقد جمال فوغالي هو من قدم قراءة نقدية لكتابي والشكر موصول للأستاذ الشاعر محمد صالح بن يغلى، هو من قام بإدارة النشاط ونشط جلسة المناقشة شكرا لكل من شاركني فرحتي بمولودي الأدبي الأول.

برأيك أي صعاب يواجهها الكتاب الشباب المبتدئين حاليا!  

الكتابة الإبداعية أمر صعب ليست نزهة، أولا صعوبة اختيار الموضوع وانتقاء الكلمات وإختيار المفردات والاشتغال على النص، ليقدم للقراء في أحسن حلة وثانيا الضغوط النفسية التي تعيشها في كتابة كل نص فالكتابة مخاض.

ماذا تقولين عن الكتاب الشباب حاليا في الجزائر؟ من حيث مضمونهم ومن حيث أسلوبهم؟ 

أقول لهم تحلو بالشجاعة وقاتلوا لتحقيق أحلامكم فطريق الكتابة ليس منثورا بالورود، أما عن الأسلوب فلكل كاتب طريقته الخاصة في الإبداع، فقط عليكم بالمطالعة الجادة والاشتغال على النص عدة مرات وانتقاء كل مفردة واختيار لغة راقية والصبر لا تستعجلوا في النشر.

هل هناك مولود أدبي جديد لك؟ ربما لن يكون “زورق من خريف” آخر إبداعاتك؟  

أكيد ستكون هناك إصدارات جديدة، ولن يكون زورق من خريف آخر ما كتبت بل هو بداية فقط.

 بما أنك ابنة مدينة عنابة، هل ستحظى عنابة بكتاب منك ؟ 

نعم لما لا

 ببصمة رائعة لك تركتها فور إطلاقك المولود الأدبي، ولنعد قليلا بالذاكرة معك، هل من مشاركات دولية ومحلية في ميدان الأدب؟ سواء سابقة أو مرتقبة؟ 

أول مشاركة لي كانت في مهرجان دولي لملوك الإبداع والتميز لمواهب الوطن العربي، الذي أقيم بمصر في 2021، بعدها شاركت في عدت ملتقيات أدبية في ولاية عنابة والولايات المجاورة منها الملتقى الأدبي الوطني حول الأدب الجزائري، وقضايا التحرر والملتقى الأدبي ومنتدى الكتاب في معرض سيلا الدولي، وشهر التراث وحوار أجيال الأدب وغيرها من الملتقيات الأدبية.

  تحدثي لنا عن أجواء جلسة المناقشة أسماء من شارك فيها وكيف كانت وأي انطباع تركته فيك؟ 

شاركني في الجلسة كل من الأستاذ محمد صالح بن يغلى والأديب الناقد جمال فوغالي والعديد من أدباء عنابة ومديرة الثقافة لولاية عنابة صليحة برقوق ورئيسة اتحاد الكتاب الجزائريين الكاتبة سميرة بوركبة والشاعر الفلسطيني مصطفى حمدان والشاعرة نادية نواصر والكاتبة زينب قماز والكاتبة المتألقة أم البنين ووحيدة الريجمي ميرا، والكاتبة نسيمة بن سالم والعديد من الأسماء اللامعة أصدقاء الحرف صديقاتي وزملائي في النادي والجمعية والعائلة كان شعوري لا يوصف حينها تجربة رائعة جدا.

ختام لقائنا الشيق اليوم معك، كلمة أخيرة أسماء ورسالتك لكل قارئ لك؟ 

عليكم بالمطالعة فهي زاد معرفي وأيضا لا تقنطوا ولا تنطفؤا مهما كانت العراقيل ومهما كان طريق الحلم طويل تحلو بصمود وجاهدوا فإن مع العسر يسرا وفي الأخير نحن نزهر رغم كل شيء يدعو لذبول نقاوم خريف الأيام لأن الروح لا تليق بها سوى السعادة.

حاورها : أمير قورماط

مواضيع ذات صلة

صليحة برقوق مديرة الثقافة والفنون لولاية عنابة تكشف لـ “أخبار الشرق”: “نحو تنظيم أيام دراسية حول فني الشارع والرقمنة وهذا هو جديد الموسم الثقافي”

akhbarachark

افتتاح الموسم الثقافي والفني 2024-2025 السبت المقبل بعنابة

akhbarachark

وزارة الثقافة تعلن عن برنامجها المكثف للاحتفالات بالذكرى الـ 70 للثورة التحريرية

akhbarachark