السبت 5 أكتوبر 2024
أخبار الشرق

عنابة العريقة تحيي عيد الاستقلال وتستذكر محطات تاريخية كسرت “شوكة” العدو 

تحيي ولاية عنابة على غرار باقي ولايات الوطن، الذكرى الـ62 لعيدي الاستقلال والشباب المصادف لـ5 جويلية، حيث يستذكر العنابيون المحطات والمعارك التاريخية والشهداء الذين سقطوا بميدان الشرف، خلال مواجهتهم المستعمر الفرنسي، ولقد كان لولاية عنابة نصيب الأسد من الأحداث التاريخية العسكرية إبّان الثورة التحريرية الكبرى المباركة، وكانت المدينة سندا وحصنا منيعا للثوار في سبيل نيل الاستقلال من المستعمر الغاشم.
إنّ الحديث عن مجمل الأحداث العسكرية التي دارت راحاها بمختلف بلديات ولاية عنابة، إبان الثورة التحريرية المباركة، ليس بالأمر البسيط أو الهين، نظرا لتشعّب الأحداث العسكرية، أمر دفع “أخبار الشرق”، إلى تسليط الضوء على أهم المعارك والهجومات والكمائن التي تم وضعها للعدو الفرنسي، واستنادا إلى مصادر تاريخية بحثة صادقة موثوقة، نقلت عن أعضاء جيش التحرير الوطني الذين شاركوا مشاركة فعالةل في هذه الأحداث، بحيث تبين أنه قد وقع ما يقارب 1200 عملية في ولاية عنابة، منذ الفاتح نوفمبر 1954، إلى غاية 19 مارس1962 تاريخ وقف القتال، بحيث تنوعت هذه الأحداث ما بين هجومات ومعارك وأعمال تخريبية، واشتباكات، كذلك كمائن واغتيالات ووضع ألغام.
معركة “الميزان” ببلدية شطايبي.. درس للعدو بناحية جبل الإيدوغ
في ربيع سنة 1955 وبالمكان المسمى “الميزان” الذي يقع بين بلديتي شطايبي والتريعات، وقع الحادث حيث انطلق من مرور حافلة نقل المسافرين بهذه قادمة من مدينة عنابة، تحمل ركابا جزائريين وأجانب تحت حراسة جد مشددة لجنود العدو الفرنسي، عملت مجموعة من المجاهدين على نصب كمين دارت من خلاله معركة ضاربة، هذه المعركة تكبد فيها العدو خسائر كبيرة، بتسجيل هلاك جميع جنود المستعمر، كما تحصل المجاهدون على 25 قطعة من الأسلحة الحربية المختلفة ورشاش آلي من نوع 24، وذخائر حربية أخرى، وفيما يخص ركاب الحافلة الجزائريين، فبعد أن انتابهم فزع كبير، بدا أنهم مرتاحين ومطمئنين فور علمهم أن هذه العملية من تدبير قوات جيش التحرير الوطني، بحيث استطاعوا مغادرة المكان موزعين على مشتة عين عبد الله القريبة من مكان وقوع المعركة، وبخصوص الركاب الأجانب فقد تم إعدامهم برصاص جيش التحرير الوطني، وهنا يمكن القول أن هذه المعركة التي تعتبر من أولى عمليات جيش التحرير الوطني بناحية جبال الإيدوغ، استطاعت من إعطاء دفعا وحافزا قويا للثورة الجزائرية، من خلال ما حققته من نجاح، إذ أظهرت للعدو شجاعة الثوار في تحقيق الحرية والاستقلال، وكانت درسا للعدو في البطولة والتضحية حبا للوطن، وخلال اليوم الموالي من المعركة، وصلت قوات المستعمر مدعمة بحوالي 700 شاحنة عسكرية مدججة بمختلف الأسلحة، نقلت جثث القتلى، مع القيام بسمح ومراقبة المكان واقتحام منازل السكان بغرض التفتيش.
معركة “الخوالد” ببرحال.. بسالة شجعان تتحدى رصاصة عدو جبان
في جانفي سنة 1956 وعلى إثر معلومات حصل عليها العدو من طرف أحد عملائه، قامت قواته بمحاصرة دشرة “الخوالد”، على الساعة 5 صباحا في الوقت الذي كانت فيه مجموعة تتكون من 25 مجاهدا معظمهم مسحلين ببنادق صيد متمركزين في كوخين بنفس الدشرة، وعند تفطن الحراسة في الصباح الباكر بالحصار، الذي أقامته قوات العدو، استعدت المجموعة لمقاومته، حينها بدأ الاشتباك مع قوات الاستعمار التي باغتتهم بهذا الحصار، الأخير أبلى فيه الثوار البلاء الحسن بقيادة أحسن المجاهدين من أبناء المنطقة، وانتهت المعركة عند منتصف النهار، لتتحول إلى اشتباكات أخرى مع نفس المجموعة بعد هروبها، لكن هذه المرة في بلدية التريعات، وذلك حتى غروب الشمس، بعدها أضرم العدو النار في كل أكواخ الدشرة، انتقاما من سكانها على احتضان الثورة ومساعدتهم المجاهدين، كما أسفرت هذه المعركة على فقدان 5 مجاهدين سقطوا شهداء في ميدان الشرف، كما ألحقت خسائرا هامة في صفوف العدو أدت إلى قتل 7 عساكر وسقوط بعض الجرحى حسب شهادة سكان المنطقة، ومن أبرز الشهداء الذين سقطوا في هذه المعركة بوجمعة القسنطيني، بلعيد الشاوي، عبد اللاوي علي ابن موسى، بن سالم ميلود، زيراوي ميهوب.
معركة “بوقنطاس” بسيرايدي.. ارتقاء 17 مجاهدا 
بتاريخ 27 جانفي 1957 وعلى الساعة 6 صباحا، وبالمكان المسمى “بوقنطاس” بجبل إيدوغ، وجدت مجموعة من إطارات الثورة نفسها مطوقة من طرف العدو، وذلك على إثر معلومات أفشى بها أحد المجاهدين الذي وقع أسيرا في قبضة العدو قبل أيام، وعند تفطن المجاهدين إلى أنهم محاصرون من جميع الجهات بعد الهجوم المفاجئ على مركز قيادتهم، وهذا بعد إن قامت القوات الفرنسية بالقضاء على المجاهد المكلف بالحراسة، بدأت المعركة على التو من طرف المجاهدين لفك الحصار عليهم، وكان عددهم لا يفوق 25 مجاهدا، ورغم قلتهم فقد استبسلوا وأبدعوا في القتال، بفضل ايمانهم الكبير بالله والثورة، أمام القوات الاستعمارية التي كانت تفوقهم عددا وعدة، هذه المعركة تعتبر خسارة كبيرة بالنسبة لجيش التحرير الوطني في المنطقة، لأنه فقد أثنائها 17 مجاهدا من خيرة أعضائه، حتى أن أحداث هذه المعركة نشرت حينها بجرائد المستعمر، حيث اعترف الأخير بالخسائر التي ألحقت بصفوفه، وحسب شهادة سكان المنطقة فقد قتل قرابة 27 من عساكر العدو وجرح عدد آخر، ومن أبرز أسماء الشهداء الذين سقطوا بتلك المعركة مرابط مسعود، غضبان مسعود، براري الخميسي، خلفة رابح، بوعزيز عبد الكريم، ويشاوي عمار، وعلى رأس هؤلاء قائد الناحية بعيد بلقاسم.
معركة “مشوارب عرب” بشطايبي.. درس قاس للمستعمر الفرنسي 
في يوم 8 فيفري 1958 وعلى الساعة 4 صباحا، ترصدت كتيبة من المجاهدين بقيادة الشهيد بوشامة محمد المدعو “محمد السكيكدي”، لقافلة عسكرية قادمة من وادي العنب تجاه بلدية شطايبي، مرورا بالمكان المسمى “مشوار عرب”، أين نصب كمين لها، بحيث تكونت القافلة من شاحنتين محملتين ببراميل من البنزين وسيارة عسكرية من نوع 4_4 وأخرى يركبها ضابطا فرنسيا برتبة نقيب، وبمجرد أن دخلت هذه القافلة حيز الكمين، حتى فاجأها المجاهدون بوابل من الرصاص، إذ تم إطلاق النار عليها من كل الاتجاهات، وهكذا تحول هذا الكمين إلى اشتباك مع قوات العدو دام حتى غروب الشمس، فقضى أثناءه على القافلة بأكملها وأحرقت جميع معداتها بالبنزين، ثم انسحب المجاهدون بعد هذه المعركة سالمين غانمين، بعد أن فقدوا خلالها مجاهدا واحدا هو بلعمري يوسف، الذي سقط شهيدا في ميدان الشرف نظرا لشدة الاشتباك والقتال، وكانت ردة فعل العدو بشعة ومسلطة على السكان العزل كعادتها، حيث قامت جيوشه بعمليات تفتيش واسعة ألقي فيها القبض على عدد كبير من المناضلين ببلدية شطايبي ومن بينهم الشهيد العايب صالح صاحب مركز جيش التحرير الموجود بعين الرومان، الذي أعدم.
معركة “طبة فرس” ببلدية التريعات..درس قاس لن تنساه فرنسا  
حرت هذه المعركة خلال سنة 1958، حيث اجتمع عدد من إطارات الثورة بالمركز المسمى “طبة فرس”، الكائن ببلدية التريعات، وذلك تحت إشراف مسؤول المنطقة، بغرض تدارس حالة الثورة وشؤونها المختلفة، وعند اكتشاف العدو لهذا المركز، جمع قواته المتواجدة بالناحية من حركة وقومية وغيرها وحاصر المكان ليلا بعساكره المزودة بالأسلحة الحديثة وما إن حل الفجر حتى وجد المسؤولون أنفسهم محاصرون من طرف العدو، باشروا عندها القتال محاولة منهم فك الحصار، ودامت المعركة يوما كاملا، خرجوا منها منتصرين وألحقوا بالعدو الفرنسي أضرار معتبرة منها إسقاط طائرة حربية من نوع “موشارة”، وعدد من القتلى والجرحى، وقد استشهد في هذه المعركة المجاهد بوزيتون علاوة، وجرح اثنان آخران، أما في صفوف العدو فقد خلفت المعركة 6 قتلى وجريحين، وكانت هذه المعركة بمثابة حافزا كبيرا في نشاط المجاهدين والمناضلين زادت في ايمانهم باستمرارية الثورة حتة استقلال الوطن، وكان رد فعل القوات الفرنسية محصورا بين العمليات التخريبية الواسعة وحرق الغابات ومنازل المواطنين والقيام باعتقالات واسعة في صفوف المناضلين والمشبوهين بمساندتهم الثورة الجزائرية.
معركة” شعاب القصب” بوادي العنب.. ثبات على النصر أو الشهادة
في سنة 1959 بينما كانت فرقة من المجاهدين متمركزة في “بوربعية”، بأشعاب القصب الواقعة بين بلديتي وادي العنب وبرحال، اكتشف أمرها من طرف العدو، فاشتبكت مع قواته المزودة بأحدث الأسلحة والآليات الحربية، بحيث بدأ الاشتباك من 9 صباحا وتواصل إلى غاية غروب الشمس، واستمر الحال على فترات متقطعة يسترد خلالها العدو أنفاسه ويتزود بالذخيرة الحية، بينما كان المجاهدون مستميتين بأماكنهم، إلى أن انسحبوا في نفس الليلة متعبين منهكين، وحسب شهادة سكان المنطقة فقد قتل حوالي 17 عسكريا وجرح عدد آخر في صفوف العدو، ومن أبرز الشهداء الذين سقطوا في هذه المعركة بولقرون احمد، موساوي لخميسي، عميرات حسين، داودي بشير .
مواجهة “جنان العناب” بالبوني.. معركة عنيفة مع العدو
وقعت خلال سنة 1959 حيث كانت مجموعتان من المجاهدين متمركزين قرب الشابية ببلدية البوني، الأولى تابعة لناحية الإيدوغ وتتكون من 13 مجاهدا مكلفين بتموين جيش التحرير، والثانية من 25 مجاهدا محملة بالأسلحة والذخائر الحربية، قدمت من القاعدة الشرقية ومتوجهة إلى الولاية الثالثة، وقد علم العدو بذلك عن طريق وشاية أحد عملائه، فجمع قواته المتواجدة عبر ضواحي عنابة وحاصر مكان الجماعتين ليلا، وبدأ الاشتباك في ساعة مبكرة من نهار اليوم التالي مع الجماعة القادمة من القاعدة الشرقية، حينها تدخلت جماعة الإيدوغ لفك الحصار عنها ومؤازرتها، وبذلك تكون قد تدخلت مجموعتان في معركة عنيفة مع العدو الذي كان يفوقها عددا وعدة، أمر جعل الاشتباك يدوم يوما كاملا تكبد فيه الاستعمار خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وانتهى الاشتباك بحرق معظم الغابات القريبة من مكان المعركة وترحيل السكان القاطنين بالمنطقة واعتقال عدد آخر من المشبوهين والمتعاطفين مع الثورة، واستشهد في المعركة هاشمي راشدي عبد الحميد وهو قائد مجموعة جبل الإيدوغ، والشريف جيجلي، لخميسي بشيبوني، بلال لخميسي المدعو الجودي، وعدد آخر من مجاهدي الولاية الثالثة.
معركة “حجر الديس” بسيدي عمار.. التفاف حول الثورة الجزائرية
وقعت خلال سنة 1959 بينما كانت مجموعة من المجاهدين متمركزة بالمكان المسمى حجر الديس قرب سيدي عمار، تراقب الممر الذي تسلكه قوافل جيش التحرير والذاهبة والآتية من القاعدة الشرقية حاملة الأسلحة والذخائر الحربية إلى الولايات الأخرى، خاصة منها الثانية والثالثة، وإذا بالعدو يكشفهم بعدما قبض على مناضل كانت له دراية جيدة بمكان تمركزهم، وعندها بدأ الاشتباك بين الطرفين استعمل أثناءه العدو القنابل الحارقة و”النبالم” و”الروكات” وغيرها من الأسلحة المتطورة، فاستشهد خلال هذا الاشتباك قائد المعركة “عميرات الباهي”، ورفقائه جميعا، الذين يبلغ عددهم 9، مخلفين خسائر معتبرة في صفوف العدو وصدى كبير لدى الفرنسيين، كما رفعت من معنويات سكان المنطقة وزادتهم حماسا ونشاطا والتفافا حول الثورة الجزائرية.
معركة سيدي سالم.. الكوموندوس في مواجهة طائرات فرنسا
لقد كان يوم الأربعاء 24 جوان 1959، وكان الموقع مطار “لي سالين”، ومركز سيدي سالم العسكري، الذي يقع عند مدخل المدينة، وحسب شهود عيان فإن وقائع المعركة انطلقت من قدوم فرقة كوموندوس من جيش التحرير الوطني، من القاعدة الشرقية ومحملة بالذخيرة الحربية والأسلحة متجهة ليلا نحو جبل الإيدوغ، لكن قبل أن تصل إلى هدفها، أشرقت الشمس عليها فاضطرت إلى التمركز بمزرعة صغيرة بسيدي سالم تحديدا بعين خروف بالمدخل الشرقي لمدينة عنابة وكانت الساعة آنذاك السابعة والربع بالضبط وبمجرد أن اكتشفت القوات الفرنسية هذه الفرقة بعد وشاية من صاحب المزرعة أحد المستعمرين، راحوا يضربون حولها حصارا محكما شارك فيه عدد هائل من الجنود المتواجدين بالمراكز العسكرية لولاية عنابة والمدعمين بأحدث الأسلحة، إضافة إلى الطائرات الحربية والدبابات المصفحة، وعند الساعة السادسة صباحا بدأت المعركة على مرأى من سكان المدينة وبعد أن تأكدت القوات الفرنسية من موقع الكوموندوس راحت تقذفه بقنابل المدفعية الثقيلة على اختلاف أنواعها واستمر القذف من 8 صباحا إلى 10 صباحا، وآنذاك تأكد الفرنسيون من عدم جدوى مواصلة هذه العملية، فاستعدوا لقصف الفرقة بقنابل الطائرات، فراحت القنابل الفرنسية تدك الأرض دكا، ورغم ذلك استطاع الجنود الجزائريين من اصابة 3 طائرات، ولما تأكدت القيادة الفرنسية أن الفشل قد دب في صفوف الجنود، وأنها لم تستطع ارغامهم على الاستسلام عاودت القذف الجوي واستعملت الغازات الخانقة، فبلغ مجموع من استشهد من جنود جيش التحرير الوطني 33 جنديا، ويؤكد المدنيون الجزائريون الذي ن أجبروا على نقل الجثث أن عدد القتلى الفرنسية كان معتبرا، عدا الطائرات الثلاث التي أسقطت ودبابة أصابها عطب، وما يؤكد ضخامة الخسائر الفرنسية سيارات الاسعاف التي خصصت لنقل الجرحى، والتي بلغ عددها 14 سيارة منها العسكرية والمدنية، مع تخصيص 3 طائرات عمومية لنقل الجرحى من الضباط.
معركة “مركز 5” بالعلمة.. تبيان لخداع وغدر فرنسا 
في 19 مارس 1962 وعلى الساعة 9 صباحا كان المجاهدون متواجدون بالمعسكر رقم 5 باعتباره نقطة اتصال ومراقبة لتحركات المواطنين القاطنين بتلك الناحية وجيش التحرير، وذلك بعد أن انسحبت منه قوات العدو، وكانت الفرحة تغمرهم بانتصار الثورة ووقف القتال عند منتصف النهار من ذلك اليوم، وقد كانوا يتأهبون لدخول القرى والمدن للاحتفال بعيد النصر، وإذ بقوات فرنسا من “حركى”، و”قومية” تباغتهم بطائراتها الحربية والمروحية، فوجد المجاهدون أنفسهم في معركة فجائية دامت 3 ساعات قاوموا خلالها بكل بسالة وشجاعة ثم انسحبوا إلى الجبال، وقد أدركوا خداع وغدر العدو الذي أفقدهم 5 من زملائهم سقطوا شهداء بميدان الشرف، من بينهم رابح خاشة، قائد المجموعة وجرحوا 2 منهم، أما ا القوات الفرنسية فقد فقدت 16 عسكريا قتلوا في ميدان المعركة، وكعادة فرنسا الخادعة فقد أغارت على السكان العزل، حيث قامت باعتقال 17 مناضلا وحرق عدة منازل وقصفتهم عشوائيا بمدفعيتها وطائراتها مما نتج عنهم عدد معتبر من القتلى والجرحى.
معركة وادي الغنم بشطايبي
في تاريخ 18 ديسمبر 1959 بجبل الإيدوغ بالمكان المسمى وادي الغنم الذي يقع على بعد 4 كيلومترات جنوب شرق شطايبي وبمركز قيادة المنطقة الرابعة التي كانت محروسة من طرف فوج مجاهدي قسمة شطايبي، دارت وقائع هذه المعركة بقيادة القائد عباسي مسعود، حيث كانت تحت قيادته فرقة مكونة من 35 مجاهدا في صفوفهم مجاهدتين استطاعوا أن يلقنوا العدو دراسا في الاستمالة والذود عن الوطن، وفي هذا اليوم وعلى الساعة 9 والنصف صباحا، بينما كان المجاهدون مارين بالقرب من القيادة تعرضوا للتطويق والهجوم الشرس من طرف القوات الفرنسية المدعمة بقوات الحركة التي كانت تتقدم الصفوف كستائر بشري، فكان الرد عنيفا من مجاهدي جيش التحرير الوطني، واشتد لهيب هذه المعركة خاصة بعد تدخل الطيران الفرنسي وقصف البطاريات البحرية المرابطة بساحل البلدية فكان قصفا عشوائيا غير مركز ولدون تحديد الأهداف، وتمكن المجاهدون من الافلات عبر أحد الممرات وتغيير الاتجاه نحو منطقة الولجة مقر القسمة الرابعة حاملين معهم ثلاثة جرحى. هذه المعركة التي تجند خلاها المواطنون للدفاع عن قضيتهم ورفعت من معنوياتهم ودرجة حماسهم للثورة، كان لها صدى كبير خصوصا عند سماع أخبار سقوط موتى في صفوف العدو، الذي فقد 17 جنديا وأصيب 7 جرحى، فكانت هذه العملية إحدى مفاخر وانجازات جيش التحرير الوطني، ومن أبرز شهداء هذه المنطقة وهم 3 فقط، عباسي مسعود، مليص علي المدعو قيدة وخليل محمد المدعو الجبهي.
أمير قورماط

مواضيع ذات صلة

تحديد احتياجات النقل بواسطة سيارات الأجرة بعدّة بلديات بعنابة

akhbarachark

وفاة المجاهد والمؤرخ محمد العربي الزبيري عن عمر ناهز 83 عاما

akhbarachark

مولوجي خلال إفتتاح ورشة وطنية لتحيين الممتلكات الثقافية المادية وتصنيفها في قائمة اليونسكو تكشف: “نسعى لإدراج أكبر عدد من الممتلكات الثقافية ضمن قائمة التراث العالمي”

akhbarachark