يعـــدّ واحـدا من أبـــرز رجـالات الحركـة الوطنيّـة فكــرا وجهــادا ، ويعــدّ رمــزا مــن رمــوز النّضـال السّيــاسي والفكـري والدّعــوي ، وأحـد أهــمّ رجـالات النّهضــة والإصـلاح فـي الجـزائر الشّيخ الثّـائر والمصلح الشّهيدالعربي التّبسـي ” ، إطلالــة على حياتــه ، وظروف إعتقالــه وخبـايا إستشهـاده ، وإضــاءة زوايا مــن نضالاتـه وفكــره وأفكــاره ، وجــوانب مـن فصــول جهـــاده وإسهاماتـــه فـي إنتــــاج الوعــي الجمعــي ، وفـــي إستقطـــاب الدّعــم السّياســي للثّــورة التّحرريّـــة المظفـــرة ، إحيــاء للذّكــرى الــ ” 67 ” لإستشهــاده ، مـــن خـــلال فعــاليّـات الطّبعــة التّـاسعـة مـن الملتقــى الوطنـي للفكـر الإصلاحـي فـي الجزائـر ، الموسوم بــ ” فكـر الشّيـخ العربـي التّبسّـي وأثـره علـى الحركـة الإصلاحيّـة والثّوريّـة ” الـذي تنظّمـه ” الجمعيّـة الثّقافيّـــة الشّيـخ العربـي التّبسّـي ” ، بالتّنسيق مـع ” جامعــة تبسّــة ” ، بعـد إحتجـاب لعشـر سنـوات النّسخـة التّـاسعة مـن الملتقــى الوطنـي للفكـر الإصلاحي في الجزائـر ، إحتضـنت فعاليّاتـها قاعـة المحاضرات الكبـرى بجامعـة تبسّـة ، وأشـرف علـى إفتتـاحـها صبـاح هــذا السّبــت الخـامس والعشرين مـن الجــاري ، والـي ولايـة تبسّـة السّيــد ” سعيـد خليل ” ، بمعيّـة رئيس المجلس الشّعبي الولائي ، والسّلطـات الإداريّـة ، وبمرافقـة مدير جامعـة تبسّـة وإطاراتـها ، بحضور حفيدة الشّيخ ” العربي التّبسّي” ، ممثلو الأسرة الثّوريّة ، نخبـة مـن الأساتـذة والمهتمّيـن ، وجمع مـن الطّلبـة ، والفواعــل المجتمعيّـة ونشطـاء الحركـة الجمعويّـة.
فعاليّـات اليــوم الأوّل مـــن الملتقـــى ، تميّـــزت بتنظيـم جلســات علميّــة ، أطّرهـــا ونشّطهــا أساتــذة تاريخ وإجتمـاع ودكاترة وبحّاثـة في تاريخ الحركـة الوطنيّـة وتاريخ ثورة أوّل نوفميـر ، من عـدّة جامعـات جزائريّـة ” العاصمـة ، تبسّــة ، باتنــة ، البليـدة ، قسنطينـة ، عنّابـة ، قالمـة ، سطيـف ، المسيلة ، بسكـرة ، غردايـة ، خنشلـة ، جيجـل ، بـرج بوعريريج ، البويرة ، أدرار ، ورقلـة ، الـوادي ” ، تنـاولوا من خـلال مداخلاتهم ومقارباتهــم المفاهميّـة ، سيــرة الشّيــخ الشّهيـــد وفلسفتـه الإصلاحيّـــــة ، وفصّلـوا فــي نمــاذج مــن أنشطــة ” جمعيّـة العلماء المسلميـن الجزائريّيـــن ” ، وعــدّدوا أبعـادها السّياسيّــة والدّعويّــة والنّضاليّــة ، وذكّــروا بسيّـرّ ومناقــب ومواقــف ونضـالات أقطابهــا ومؤسّسيهـا والــي ولايــة تبسّـة وفــي كلمتـــه الإفتتاحيـــة ، جــدّد التّرحيـب بضيــوف ولايـــة تبسّـــة ، مشيـدا بالحضـور النّـــوعي والنّخبـــوي للأساتـذة والدّكاترة والمهتمّيـن بتاريــخ الحركــة الوطنيّــــة ، منـوّه بجهــود الجهـات المنظّمـة ، مباركـا عـودة مثل هذه الفعاليّـات الأكاديميّـة والتّاريخيّـة والعلميّــة ، والتي مــن شـأنهــا – يضيـف – ، إنصاف هــذه الولايـة المجاهدة والعريقـة ، والتّعريـف بزخمـها الجهـادي ومكنونـها الحضاري ، وتسليـط الضّـوء على رجـالاتها وأعلامـها وأمجـادها ، وإبـراز إسهاماتهـم وتثمينـها. وعـرّج والــي الولايــة علــى الأسـس الإصلاحيّــة فـي الجزائــر ، مترحّمـا على أرواح مؤسّسيــها وأقطابهـــا ، مثنيـــا علـى مواقــف الشّيـخ الشّهيـد ” العربـي التّبسّــي” ، الــذي – يضيـف – ، كــرّس حياتــه فــي خدمــة القضيّـة الأساسيّــة للجزائــر حينــهـا ، والإستماتـة فــي الدّفــاع عنهــا ، أينمــا حــلّ وإرتحــلّ ، وسخّـــر لهــا كــلّ وقتـــه وأوقاتــه ، ومواهبــه وقدراتــه البلاغيّــة والخطابيّـــة ، وتحمّــل لأجلـهـا متــاعب الحيــاة وإغترابهـــا ، علـى نحـو جعــل المستدمـر الفرنســي يهابــه ، ويخــشى قلمــه ولسانــه ، ويخــاف تــأثيــره على عامّــة الشّعــب ، فلـم يستطع حيـــــال سطـــوع نجمــه وزيــادة تـأثيــره الجمعـي والمجتمعـي ، ســـوى مـــدّ أيــــادي الغـــدر نحــــو شخصــه ، وإعتقالــه فـي ظـروف غامضـة ، والإقـدام على تصفيّتــه بطريقــة بشعــة ، لتنهــي حيـــاة رجـــل ثـائـــر فــــذّ ، لا ينتهــي تاريخـــه بالمـــوت ، بـل صنــــع البدايـــات ووقّـــع علـــى النّهايـــات ، بـــأنّ كـــلّ شبــر مـن أرض الجزائـــر الطّاهـــرة هـو قبـــر لــه.
ع.عبد المالك