شهدت أسعار القهوة بالأسواق المحلية بولاية عنابة على غرار باقي ولايات الوطن ارتفاعا محسوسا يتراوح بين 200 و300 دج جزائري للكيلو غرام الواحد، حيث ارتفاع سعر عبوات ربع كليلو غرام من القهوة بصفتها العبوات الأكثر استعمالا ارتفاعا بين 50 و70 دج، ورغم أن ظاهر ارتفاع أسعار البن عالمية وليست محلية فقط، وبدأت منذ أشهر، لتبلغ أعلى مستوياتها خلال هذه الفترة، إلا أنها ألقت بضلالها على المستهلك العنابي والجزائري عموما الذي يصنف من أكثر الشعوب استهلاكا للقهوة.
وبحسب بعض تجار الجملة والمنتجين المعلبين في تصريحات متطابقة، فإن أسعار ارتفاع البن “القهوة” راجع إلى ارتفاع أسعارها في السوق الدولية، نتيجة تراجع الإنتاج في الدول المنتجة لها”، إلى جانب ارتفاع أسعار شحن البضائع البحري عموما في الآونة الأخيرة، وللتأكد من هذه التصريحات قامت أخبار الشرق” بتفحص العديد من المواقع الالكترونية الخاصة بالبورصة العالمية وأسواق المواد الغذائية ببعض القارات على غرار أوروبا وإفريقيا واسيا، ليتأكد فعليا بحسب الدراسات المنشور عبر هذه المواقع أن أسعار البن بلغت في السوق العالمية أعلى مستوياتها بنسبة ارتفاع 100 بالمائة منذ أواخر شهر مارس الماضي مقارنة بسعرها قبل نهاية السنة الجارية، إلى جانب تدرج أخر في الارتفاع منذ السنة الماضية ليبلغ ذروتها بداية من شهر ماي الجاري، مع تسجيل توقعات بتواصل الارتفاع في أسعار هذه المادة في السوق الدولية، وتضيف دراسات المواقع العالمية المتخصصة أن أسباب ارتفاع أسعار البن في السوق الدولية يعود إلى تراجع الظروف المناخية في البلدان المنتجة على غرار البرازيل، الولايات المتحدة،غرب إفريقيا والفيليبين وبلدان آسيوية أخرى، ما أثر على مستويات الإنتاج العالمي من هذه المادة الحيوية المطلوبة بكثرة عبر العديد من دول العام ومن بينها الجزائر.
ويرى بعض التجار أن الارتفاع مبرر عبر سلسلة الإنتاج من البلدان المصدر ووصولا المعلبين المحليين ومنه إلى تجار الجملة والتجزئة، إلا أنه لا يجب استغلال الفرصة من قبل بعض الانتهازيين لرفع الأسعار بمستويات لا تتطابق مع حجم الزيادات العالمية، يضيف ذات التجار، ومن جهتها المصالح الرقابية ممثلة في وزارة التجارة وترقية الصادرات ومن خلال مديرياتها عبر التراب الوطني على غرار مديرية التجارة بولاية عنابة، وعلى الرغم من أن البن ليس من المواد المسقفة السعر وتخضع لسوق العرض والطلب عالميا ووطنيا، إلا أنها وضعت برنامجا رقابيا يشمل مراقبة التموين وضبط السوق لمختلف أنواع المواد الغذائية ومنها القهوة من خلال تتبع الفواتير وسلسلة البيع لمنع أي زيادات استغلالييه أو مضاربة، وعن أسعار البن غير المعلب المستعمل في المقاهي فقد أكد أصحابها أن سعر القهوة شهد ارتفاعا واضحا من 650 دج للكيلوغرام الواحد إلى 1700 دج أي بمعدل يقارب 3 أضعاف خلال سنتين تقريبا، وهو ما أجبرهم على بعض الزيادات في السنتين الماضيتين مستبعدين ارتفاع سعر كوب القهوة في بسبب الزيادات الأخيرة لعدة أسباب من بينها أنها ستؤدي إلى تراجع الإقبال عليها من قبل المستهلكين من جهة ومن جهة أخرى خوفا من الرقابة المفروضة من الهيئات الرقابية المختصة، كما أكد العديد من المستهلكين في تصريحات متطابقة أنهم شرعوا منذ الزيادة الأخيرة التي فاقت 200 دج في 1 كغ في تخفيض استهلاكهم للقهوة بأنواعها سواء المحمصة غير المعالجة أو العبوات، خاصة وأن أغلب العائلات تستهلك بين 1 و2 كغ من القهوة في الشهر الواحد حسب عدد الأفراد، في تواصل ارتفاع أسعارها على المستوى الوطني نتيجة الارتفاع في السوق الدولية.
لطفي.ع