انطلق معسكر المنتخب الوطني الجزائري تحسبًا للمشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025، وسط أجواء من الإنضباط والصرامة، وذلك قبل يومين فقط من موعد السفر إلى المغرب لبدء المنافسة القارية التي تمتد من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 جانفي 2026. ويخوض “الخضر” هذه البطولة ضمن المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبات بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية والسودان، حيث تُجرى مباريات المجموعة على ملعب مولاي الحسن بالعاصمة الرباط. ويسعى زملاء القائد رياض محرز خلال النسخة الخامسة والثلاثين من كأس الأمم الأفريقية إلى استعادة هيبة المنتخب الوطني ومحو خيبتي الخروج المبكر من الدور الأول في النسختين السابقتين بالكاميرون عام 2022 وكوت ديفوار عام 2024، وهو ما يفسر التركيز الكبير والانضباط الصارم منذ اليوم الأول للمعسكر.
من جهته المدرب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش وجّه الدعوة إلى 28 لاعبًا، في قائمة حملت بعض المفاجآت من حيث الأسماء الجديدة والغيابات البارزة، أبرزها تواجد الثنائي المتألق في كأس العرب عادل بولبينة ورضوان بركان، مقابل غياب لاعبين مثل نبيل بن طالب وحيماد عبدلي، إضافة إلى الثنائي المصاب أمين غويري ويوسف بلايلي. وحسب مصادر إعلامية، فقد فرض بيتكوفيتش تعليمات صارمة منذ انطلاق المعسكر، على رأسها الالتزام التام بمواعيد الالتحاق واحترام البرنامج التحضيري دون أي استثناءات. المدرب السويسري شدد على ضرورة التحاق جميع اللاعبين في الموعد المحدد أول أمس، رافضًا أي تأخير غير مبرر، في خطوة تعكس صرامته ورغبته في استغلال كل دقيقة قبل انطلاق المنافسة. ورغم تسجيل تأخر طفيف لبعض اللاعبين بسبب اضطرابات في الرحلات الجوية الناتجة عن الأحوال الجوية، إلا أن جميع العناصر التحقت بالمعسكر في اليوم نفسه، وهو ما اعتُبر مؤشرًا إيجابيًا على التزام المجموعة. كما سبق لبيتكوفيتش أن رفض ضغوط بعض الأندية الأوروبية التي حاولت تأخير انضمام لاعبيها الدوليين، مؤكدًا بذلك دعم الاتحاد الجزائري لكرة القدم لقراراته وحرصه على إنجاح التحضيرات.
وبمجرد التحاق اللاعبين بمركز تحضير المنتخبات الوطنية بسيدي موسى، خضع الجميع لفحوصات طبية شاملة تحت إشراف الطاقم الطبي للمنتخب، بهدف التأكد من الجاهزية البدنية والصحية قبل الشروع في العمل الميداني. وقد جاءت نتائج الفحوص مطمئنة في مجملها، حيث لم تُسجل أي إصابات مقلقة، باستثناء المدافع سمير شرقي الذي لا يزال يعاني من إصابة على مستوى أوتار الركبة ويخضع لبرنامج علاجي خاص.وكان بيتكوفيتش قد عبّر في وقت سابق عن تخوفه الكبير من شبح الإصابات، خاصة بعد تجربته في المعسكر الأخير الذي شهد غياب سبعة لاعبين دفعة واحدة، وهو ما جعله يولي الجانب الطبي أهمية قصوى خلال هذه المرحلة الحساسة. وأجرى المنتخب الوطني أول حصة تدريبية له بحضور جميع اللاعبين باستثناء سمير شرقي، الذي فضّل الطاقمان الفني والطبي إعفاءه مؤقتًا إلى غاية تعافيه الكامل، مع ترجيحات بعودته إلى التدريبات خلال الأيام القليلة المقبلة. ومن أجل الوصول إلى أعلى مستوى من الجاهزية قبل السفر إلى المغرب، اعتمد بيتكوفيتش برنامج عمل خاصًا في الأيام الأولى من المعسكر، يقوم على تقسيم اللاعبين إلى مجموعتين؛ الأولى تضم العناصر التي لم تشارك كثيرًا في المباريات مؤخرًا، والثانية تشمل اللاعبين الذين خاضوا عددًا كبيرًا من اللقاءات، وذلك بهدف توحيد المستوى البدني والفني للمجموعة كاملة قبل الدخول في غمار كأس أمم أفريقيا.
أحمد.ك
