الإثنين 16 سبتمبر 2024
أخبار الشرق

42 سنة من التصنيف ضمن لائحة اليونسكو

تحتفل منطقة سهل وادي ميزاب بولاية غرداية المصنفة ضمن لائحة التراث العالمي الإنساني لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) سنة 1982 هذه السنة (2024) بالذكرى الـ 42 لتصنيف هذا الفضاء الحضري من قبل منظمة اليونسكو أيضا ثمرة عدة تدابير إعادة التأهيل والترميم التي تقوم بها السلطات العمومية للمحافظة عليه وكذلك لتمسك الساكنة والجهات الفاعلة المحلية بتراثهم المادي.


يعود تكريس تصنيف منطقة سهل وادي ميزاب بغرداية الثرية بتاريخها وعاداتها الإجتماعية إلى جهود الأسلاف الذين تمكنوا من مواجهة الظروف المناخية القاسية التي تميز هذه المنطقة القاحلة من خلال استحداث مراكز حضرية متجانسة فريدة من نوعها في هندستها المعمارية بالإضافة إلى ذلك فقد أصبح الغنى التراثي والطابع المعماري المميز للمنطقة بمثابة مدرسة عالمية للهندسة المعمارية وفضاء يستقطب العديد من الباحثين والسياح كما تمكنت منطقة سهل وادي ميزاب التي تشتهر بقصورها (غرداية ومليكة وبني يزقن والعطف وبونورة) أن تحافظ على طرازها الحضري وأن تصبح محل اهتمام المنظمة الأممية وعليه أصبح هذا التراث المعماري ومنشآت الري التقليدية والنظام التقليدي لتوزيع المياه الذي يراعي الفضاء الواحاتي مركز استقطاب المهندسين المعماريين والباحثين الجامعيين وغيرهم من السياح.

إجراءات لتدعيم حركية الجاذبية السياحية

ومنذ تصنيف السهل سنة 1982 باشرت السلطات العمومية عدة إجراءات لتدعيم حركية الجاذبية السياحية للمنطقة والمحافظة على تراثها المعماري والثقافي وتثمينه بالإضافة إلى ترقية شروط الوصول إلى الفضاءات التراثية حيث وفي هذا الصدد فقد نفذت أشغال الترميم وإعادة إحياء التراث المعماري الأصيل وغيرها من المعالم التاريخية القديمة التي تأثرت بفعل عوامل الزمن بالمنطقة كما تمت جميع عمليات ترميم وتأهيل الآثار والمواقع والمساكن المهددة بالانهيار من قبل السلطات العمومية بقصور وادي ميزاب بالتعاون الوثيق مع النسيج الجمعوي المتشبث بالتراث المحلي. واستهدفت تلك الأشغال أزيد من 3000 سكن قديم وساحة سوق القصور والمعالم الجنائزية وفضاءات العبادة على غرار المحاضر والمساجد وذلك بغية استدامة هذا التراث الفريد من نوعه كما يشهد تراث سهل وادي ميزاب بقصوره على حضارة ذكية أبدع فيها الأسلاف منذ قرون كما أشارت اليه مؤسسة أميدول المبادرة بمشروع بناء قصر تافيلالت الذي شيد بالقرب من قصر بني يزقن مع التأكيد بأن ذات المؤسسة أميدول تهدف من خلال تشييد قصر تافيلالت الجديد المتكون من 1050 سكنا بتعداد يفوق 5000 نسمة وكما فعله الأسلاف إلى المحافظة على تاريخ المنطقة من خلال استعمال مواد البناء المحلية والجمع بين الهندسة المعمارية والتنمية المستدامة مع مراعاة حماية البيئة والعيش معا كما شرح رئيسها.

تهديد البنايات العشوائية

لم يخف عدد من المهتمين بالتراث المادي بالمنطقة تخوفهم من آثار وتيرة التعمير المتسارعة خلال السنوات الأخيرة والتي تتجلى في البنايات غير القانونية والفوضوية والاستيلاء على العقار والمساحات الخضراء لاسيما ببساتين النخيل الذي زحف عليها الإسمنت فضلا عن تزييف الفضاء الحضري لسهل وادي ميزاب وعليه تتطلع السلطات العمومية إلى إعطاء نفس جديد لمنطقة غرداية التي تضررت بشكل كبير من أزمة السياحة العالمية على غرار مناطق أخرى من خلال الحفاظ على تراثها المعماري وتثمينه.

وفي هذا الصدد أعلن مسؤولو قطاع الثقافة والفنون عن تنفيذ نظام المعلومات الجغرافية قريبا لجرد ورقمنة الرصيد الحضاري لهذه المنطقة وتراثها الذي يعد متميزا واستثنائيا وأيضا في نفس الوقت توحيد الجهود من أجل الحفاظ على تراث الأجداد وتثمينه الذي يعد محركا للتنمية المستدامة بغرداية كما يسمح النظام المعلوماتي بحصر جميع المعطيات حول مختلف الجوانب الموضوعاتية لسهل وادي ميزاب بهدف ضمان تحكم في تطور فضاءه العمراني ورصد جميع الصعوبات بالقطاع المحمي. ويرى عدة جامعيين أن المنطقة تزخر بمواقع أثرية مهددة بالتوسع الحضري المتسارع والفوضوي وانعدام جرد دقيق لهذا الكنز الثقافي غير المتجدد مع الإلحاح على تثمين التراث ومكافحة تهريب الممتلكات الثقافية كما يدعو هؤلاء الأكاديميين من جهة أخرى إلى استكمال مخطط المحافظة على القطاع المحمي بسهل وادي ميزاب الجاري إعداده من أجل تمكين السلطات العمومية من إطلاق برامج تنموية طبقا للقانون 04/98 الصادر في 15 جويلية 1998 حول التراث وتسليط الضوء على القيمة العالمية للتراث الثقافي للمنطقة.

ق.ث

مواضيع ذات صلة

الشهيد علي معاشي.. الرصاص باللحن والكلمة أوصل صوت

akhbarachark

على خشبة دار الثقافة “الطاهر وطار” عرض مسرحية “صندوق الحقيقة المطلقة” اليوم بسوق أهراس

akhbarachark

مواصلة استقبال المشاركات في الطبعة الـ5 لجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية

akhbarachark