انطلقت أمس أيام الأسبوع الوطني للقرآن الكريم بولاية عنابة في طبعته الخامسة والعشرين تحت عنوان “القرآن الكريم وحماية الأسرة والمجتمع” من تنظيم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وتحت رعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، تدوم أربعة أيام.
وجرت فعاليات اليوم الافتتاحي بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي ووالي ولاية عنابة عبد القادر جلاوي، بالإضافة إلى إطارات الوزارة، أمناء المجالس العلمية لولايات الوطن، مدراء الشؤون الدينية والأوقاف لمختلف الولايات المجاورة، موظفي الإدارة المركزية الذين سيشرفون على مختلف فعاليات التظاهرة، ولجنة التحكيم في مسابقة القرآن الكريم.
وأثنى وزير الشؤون الدينية والأوقاف على تنظيم أيام القرآن الكريم والتي أبرزت قراء عالميين. كما ثمن الوزير قرارات رئيس الجمهورية فيما يخص الأئمة، وقال بلمهدي: “إن الرئيس تبون خص الأئمة بيوم وطني كبير وهو اليوم الوطني للإمام”، وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى أكرم الأئمة وشيوخ الزوايا والمساجد بقرارات تاريخية تعزز دور الإمام الديني والاجتماعي، مضيفا أن هذه القرارات تحفظ للإمام دوره الروحي في المجتمع مع الشعب. وجدد الوزير التأكيد على موقف الجزائر في نصرة القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مضيفا: “لقد شرفنا بيان وزارة الشؤون الخارجية أمس وندعو كل العالم لحماية الشعب الفلسطيني الأعزل من رعونة الاحتلال الصهيوني”.
ومن جهة أخرى أشار والي ولاية عنابة عبد القادر جلاوي في كلمة ألقاها هو بدوره إلى أن هذه الأيام للقرآن الكريم جاءت والأمة العربية والإسلامية تعيش أسعد أيامها وهي تحتفل بذكرى ميلاد خير خلق الله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذي كانت بعثته رحمة للعالمين. كما أثنى جلاوي على فتح ملف السلك الديني في مجلس الوزراء الأخير من طرف رئيس الجمهورية والذي أمر بتصنيف الأئمة والمساجد، لتنظيم القطاع بشكل أكبر، كما أمر بإعداد القانون الأساسي للأئمة والذي سيضمن إعادة النظر في رواتبهم بشكل أساسي.
كما شهد اليوم الأول من هذه الفعاليات حضور المتسابقين الستين الذين سيجرون مسابقة في حفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره، بالإضافة إلى 200 شيخ زاوية من مختلف زوايا ربوع الوطن، كما حضر أيضا نخبة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والأئمة، سيقومون على مدار أيام القرآن الكريم بتقديم ما يزيد عن 25 مداخلة يتطرقون من خلالها لإبراز أهمية ومكانة القرآن الكريم في حماية الأسرة والمجتمع من جوانب القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وكذلك من جانب علم النفس وعلم الاجتماع، والتي من شأنها أن تسهم في الارتقاء بالأسر وبالمجتمع وتحافظ على الهوية وعلى القيم، والمقصد الأساس منها هو التشبث بهذه القيم بعيدا عن الانسلاخ عنها.
حيث تمحورت إشكالية الجلسة العلمية الأولى حول حماية الأسرة في القرآن الكريم عرضها الأستاذ محند عزوق مدير التوجيه الديني وإدارة المساجد، يرؤسها الأستاذ عبد القادر قطشة مدير فرعي للتوجيه الديني والإرشاد، تخللتها خمس محاور، محور مقاصد بناء الأسرة في المنظور القرآني لكمال لدرع من جامعة قسنطينة، ومحور منظومة القيم الأسرية في القرآن الكريم من تقديم عبدالفتاح حمادي من جامعة المسيلة، وأيضا محور الثقافة الأسرية وتأثيرها على القيم المجتمعية قدمها بوعبد الله زبار إمام أستاذ رئيسي في جامعة وهران، وخص المحور الرابع الأدوار الأسرية في الخطاب القرآني، لمداخلة من لخضر لزرق أمام أستاذ رئيسي بجامعة قسنطينة، أما المحور الخامس والأخير من الجلسة العلمية الأولى لأولى أيام الأسبوع الوطني للقرآن الكريم تعلقت بمهارات التواصل الأسري مع عرض نماذج تطبيقية من القرآن الكريم، من تقديم رقية بوسنان من جامعة قسنطينة.
وتتميز هذه الطبعة بالاستمرار فيما استحدثته الطبعة السابقة، إذ أثنى عليها الوزير بلمهدي كثيرا ولاقت استحسانا ونجاحا كببرين، حيث تم استحداث ثلاثة فروع في المسابقة الوطنية لحفظ القرآن الكريم تضاف إلى الفروع الثلاثة المعتادة، وهي الحفظ الكامل بالقراءات القرآنية السبع، مع حفظ متن الشاطبية والمسابقة النسوية للحفظ الكامل مع التجويد ممن تزيد أعمارهن عن 15 سنة، بالإضافة إلى حفظة كتاب الله تعالى من منتسبي أقسام محو الأمية التابعة للوزارة والذين تتجاوز أعمارهم 50 سنة وتمكنوا من حفظ 10 أحزاب.
يوسف مطياف