أسدى، أمس، وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، تعليمات للإسراع في انطلاق إنجاز مشروع المسجد القطب بمنطقة بوخضرة ببلدية البوني.
وخلال اطلاعه على كافة جوانب مشروع المسجد القطب، قدم وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، تصوره الكامل ورؤيته المعمقة لعملية إنجاز المشروع بولاية عنابة، حيث صرح بالقول: “أذكر أنني مع النواب وكافة أعضاء الحكومة المتعاقبين دافعنا عن رفع التجميد عن مشروع المسجد القطب ببوخضرة في البوني، كونه تأخر في التجسيد الميداني منذ سنوات، والحكومة استجابت لطلبنا ورفعت التجميد عن المشروع، وهو طلب كافة العنابيين”.
وعن آليات وتقنيات إنجاز المشروع المسجد القطب قال الوزير الدكتور بلمهدي :”إنه لابد من انتهاج البساطة الصانعة للجمال بما بتوافق مع قيمته وخصوصيته، حتى يكون المسجد مميزا”. كما قدم وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي توجيهات، حول الجانب الهندسي والشكل الخارجي للمشروع، من خلال تعليماته الرامية إلى التقليل من كثافة وثقل الزخارف، التي تتسبب في تعطل المشروع، عن طريق استغلال تطور مواد البناء الموفرة للجهد والوقت.
كما حث الوزير بلمهدي على تقليل تكلفة بعض الجوانب المتعلقة بالمشروع، وانتهاج أسلوب البساطة الصانع للجمال، حتى يكون المشروع مميزا جدا، على غرار جامع الأمير عبد القادر، وجامع وهران، ومساجد أخرى بالتراب الجزائري”. مع التأكيد على استخدام تقنيات الاستغلال الأمثل للمياه الوضوء، وكذا انتهاج آلية بناء، مرافقة للتنمية المستدامة ومرافقة للبيئة، مثمنا خيار التوجه نحو إنشاء لجنة مرافقة ومتابعة المشروع برئاسة والي عنابة.
ويشار إلى أن المسجد القطب، يتربع على مساحة قدرها 7 هكتار ، ويقع بمنطقة بوخضرة في بلدية البوني، كما يحتوي على طابق سفلي مخصص لقاعات الوضوء للرجال وللنساء وغرف تقنية، إلى جانب طابق أرضي يضم قاعة صلاة، ومأذنة، والمحراب، فيما يضم الطابق الأول قاعة صلاة رجال، والطابق الثاني يضم قاعة صلاة للنساء، على أن يتسع لإجمالي 12 ألف مصلي داخل قاعة صلاة، كما يحتوي على فناء يمكن أن يجمع ما بين 3 أو 4 آلاف مصلي، إلى جانب قاعة محاضرات بسعة 300 مقعد، ومكتبة وفضاء تجاري، وسكنات وظيفية، وأيضا مواقف للسيارات.
والي عنابة: “تكلفة 100 مليار سنتيم لا تكفي لإتمام مشروع المسجد الكبير نهائيا”
وخلال جلسة موسعة بمقر ولاية عنابة، تم تقديم لمشروع المسجد القطب، على مستوى قاعة الإجتماعات، بحضور وزير الشؤون الدينية الدكتور يوسف بلمهدي، وعبد القادر جلاوي والي الولاية، والسلطات العسكرية والمدنية، إلى جانب نواب البرلمان بغرفتيه، أين قدم مدير التعمير عرضا شاملا حول المشروع المرتقب، الذي يتربع على مساحة قدرها 7 هكتار ، ويقع بمنطقة بوخضرة – بلدية البوني.
في سياق متصل، وفي تصريحات له، كشف المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي لولاية عنابة، على أن الغلاف المالي 100 مليار سنتيم، قد لا يكفي لإتمام المشروع نهائيا، غير أنه تبلغ تكلفته الإجمالية 600 مليار سنتيم، خاصة وأن السلطات المحلية بالتنسيق مع مصالح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، قد إرتأت إلى إعادة تقييم العملية، والكشف بالتحديد عن إجمالية غلافها المالي الكلي، وتحديد آجال الإنطلاق الفعلي والميداني في المشروع القطب.
في ذات الصلة، كشف والي عنابة، أنه قد تمت مناقشة كل حيثيات المشروع المرتقب بجوهرة الشرق الجزائري، مع وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، حيث أكد الوالي أن تكلفة 100 مليار سنتيم، لا تكفي حتى إتمام أشغال إنجاز المشروع، مشيرا إلى أن المنارة لابد أن تكون مبرزة لقيمة المشروع، وأن لا يتم تفضيل المحراب، على الرغم من أنه يمكن أن يكون بسيطا جدا، دون نسيان أهمية انتهاج النهج العربي في عملية إنجاز الأقواس، في صورة تلك المطبقة بمسجد أبو مروان. كما يشار إلى أن مكتب الدراسات عن ولاية بجاية، مرشحا بقوة للحصول على متابعة واستكمال المشروع.
وركز والي عنابة في سياق تصريحاته، على أهمية إجراء بعض التصحيحات، على أن يبقى المسجد القطب مهم جدا. كما طالب الوالي من مكتب الدراسات الحفاظ على النهج الأصيل المؤسس بالمساجد الجزائرية والعربية، إلى جانب أهمية إدراج الإدارة مرفقة ضمن الهياكل الداخلية للمسجد القطب ببلدية البوني.
كما حث والي عنابة، مكتب الدراسة فور الانطلاق في مهمته، على الإسراع في عملية الكشف عن دفتر الشروط الخاص به، مع الأخذ بعين الاعتبار بالتصحيحات المشار إليها والموافق عليها من طرف مصالح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، من أجل نقص الفاتورة المالية، مع الاستغلال الأمثل للمواد المتوفرة بالسوق الجزائرية. كما يشار إلى أن والي عنابة، أكد على التوجه نحو إعادة تقييم العملية الخاصة بالمشروع، معتبرا أن المسجد القطب مهم جدا، بالنسبة لساكنة بلدية البوني، ولكافة مواطني ولاية عنابة.
كما تحدث الوالي عن مجمل الإجراءات الإدارية والإسراع، في عملية تعيين مقاولات الإنجاز لاستلام هذا الصرح الديني في أقرب الآجال، الذي سيستفيد كذلك من إنشاء، وتأسيس لجنة مرافقة يترأسها والي الولاية، تضم مختلف القطاعات المختصة بالمجال، بغية الوقوف الفوري والدائم للمشروع، ومتابعة كافة مراحله من خلال التأكيد على انتهاج آلية 8×3 للعمل والإنجاز، كما من المرتقب أن يتم الإعلان، خلال شهر نوفمبر المقبل، عن المناقصة الخاصة بالمشروع.
أمير قورماط