تتجه أنظار الجماهير ابتداءً من يوم أمس، نحو دولة قطر، التي تحتضن نسخة جديدة من بطولة كأس العرب 2025. وتترقب الجماهير من المحيط إلى الخليج منافسة شرسة بين المنتخبات العربية، في بطولة تُعدُّ من أبرز المواعيد الكروية الإقليمية، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته نسخة 2021 التي أعادت للواجهة روح المنافسة العربية في ثوب عالمي وتنظيم احترافي. وتدخل الجزائر المنافسة بثوب البطل وحامل اللقب، بعدما توّج “الخضر” بالنسخة الماضية التي أقيمت أيضًا في قطر عام 2021. وسيكون الهدف هذا العام هو الحفاظ على التاج العربي وتعزيز رصيد الألقاب، لاسيما أن المنتخب يدخل بنَفَس تنافسي مرتفع ورغبة في تأكيد هيمنته على البطولة. ورغم قوة بعض المنتخبات المنافسة، يبقى الفريق الجزائري مرشحًا فوق العادة بالنظر إلى الأداء الجماعي والتناغم التكتيكي اللذين رافقاه في السنوات الأخيرة. وتحمل هذه النسخة نكهة خاصة بالنظر إلى المستوى الذي أظهرته التصفيات، والتي عرفت مباريات قوية بين منتخبات تسعى بكل ما لديها للظفر بمقعد في دور المجموعات. فقد شهدت المباريات التمهيدية لحظات حاسمة، أين ستفتتح الجزائر مبارياتها يوم غد بمواجهة السودان. قطر من جهتها تواصل تأكيد مكانتها كعاصمة رياضية للمنطقة، بفضل منشآتها العالمية، وعلى رأسها استاد لوسيل الذي دخل التاريخ كأول ملعب عربي يستضيف نهائي كأس العالم عام 2022. وسيكون هذا الصرح الرياضي أحد أبرز الملاعب التي تحتضن مباريات كأس العرب، مما يمنح البطولة بعدًا جماهيريًا وتنظيميًا استثنائيًا.
وعلى مستوى السجل التاريخي للبطولة، لا يزال المنتخب العراقي يتربع على عرش أكثر الفرق تتويجًا بكأس العرب، بعدما نال اللقب أربع مرات كاملة في سنوات 1964 و1966 و1985 و1988. ويليه المنتخب السعودي بتتويجين في نسختي 1998 و2002، فيما توزّعت باقي الألقاب على عدة منتخبات، من بينها تونس المتوجة عام 1963، ومصر التي فازت بلقب نسخة 1992، إضافة إلى المغرب المتوج سنة 2012.وتُظهر هذه الأرقام أن البطولة لطالما كانت منصة لصعود أبطال جدد وعودة أمجاد قديمة، ما يجعل نسخة 2025 على موعد مع الإثارة والندية حتى آخر لحظة. وبين رغبة الجزائر في تأكيد زعامتها، وطموح منتخبات أخرى في كتابة تاريخ جديد، يتوقع المتابعون أن تكون المنافسة على أشدّها في كل مراحل البطولة.
ومع تصاعد الحماس الجماهيري واتساع رقعة المتابعة الإعلامية، يبدو أن كأس العرب 2025 ستكون حدثًا كرويًا عربيًا جامعًا، يجمع بين جودة الأداء وروح الانتماء، ويعكس المكانة المتقدمة التي بلغتها كرة القدم العربية على جميع المستويات.
صالح ب