اختتمت، أمس، بجامعة باجي مختار عنابة، فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية 2025، في حفل اختتام مميز احتضنه مدرج قلايلي عبد الصمد، بالقطب الجامعي سيدي عمار، إذ تمت مراسيم الاختتام بعد أسبوع حافل بالنشاطات والدورات التكوينية التي احتضنتها مختلف الأقطاب الجامعية، وهذا بحضور مدير الجامعة الأستاذ الدكتور مانع محمد، وأساتذة باحثين، إضافة إلى مجموعة من خبراء المؤسسات الاقتصادية، وإطارات من مختلف الهيئات العمومية، حيث تم استعراض حصيلة النشاطات الديناميكية الطلابية برؤية أكاديمية واضحة. وفي بداية مراسيم الاختتام قدّم الأستاذ عبد الرحمان بن وارث، مدير مركز تطوير المقاولاتية بجامعة باجي مختار عنابة، عرضًا شاملًا لأهم النشاطات التي أُقيمت خلال الأسبوع، حيث تطرق بالتفصيل إلى الورشات، اللقاءات، المحاضرات، والمقاهي العلمية التي استهدفت تعزيز قدرات الطلبة في مجال الريادة وتطوير مشاريع مبتكرة قابلة للتجسيد، إذ عرف الأسبوع حضورًا مميزًا للطلبة، مع تقديم مداخلات نوعية من خبراء ومؤسسات اقتصادية، كما شهد الحفل تدخلات قيّمة لمجموعة من الكفاءات، من بينهم كلمة مختصرة للأستاذة باسي إلهام من كلية العلوم الاقتصادية والتجارية وعلوم التسيير، التي تناولت في مداخلتها دور الجامعة في تدعيم ثقافة المقاولاتية وربطها بالبحث العلمي، كلمة لوحي حسين، مسؤول قسم البيئة بمؤسسة الجزائرية للصلب، الذي تحدّث عن مشاريع الاقتصاد الأخضر ودور المؤسسات الصناعية في دعم المبادرات البيئية. إضافة إلى كلمة بوحـرور سميرة، رئيسة مصلحة بمديرية البيئة، التي عرضت برامج دعم المشاريع الخضراء ومرافقة الشباب فيها، جمال مصباح، الأمين العام للغرفة الفلاحية، الذي أبرز فرص الاستثمار الفلاحي المستدام، مروانة محمد ممثل مجمع أسمدال، الذي تطرق لأهمية البحث التطبيقي في تطوير قطاع الأسمدة والمنتجات الزراعية. وقد نشّط بن وارث عبد الرحمان مدير مركز تطوير المقاولاتية بجامعة باجي مختار عنابة مقهى الأعمال في نقاش مفتوح.
توقيع اتفاقيتي تعاون جديدتين بين الجامعة وهيئات محلية
شهد حفل الاختتام الخاص بالأسبوع العالمي للمقاولاتية، توقيع اتفاقيتين مهمتين تعززان انفتاح الجامعة على محيطها الثقافي والاجتماعي والاقتصادي، وبخصوص الاتفاقية الأولى فهي أبرمت بين جامعة باجي مختار عنابة ومديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، بهدف دعم المبادرات الطلابية ذات البعد الثقافي، وتشجيع الابتكار والإبداع في المجالين الفني والثقافي. وبخصوص الاتفاقية الثانية فهي أبرمت بين الجامعة والوكالة الوطنية للتشغيل، وتهدف إلى تعزيز فرص الإدماج المهني للطلبة، وتنظيم برامج مرافقة وتوجيه تخص التشغيل وإنشاء المؤسسات المصغّرة. وفي تصريح خص به “أخبار الشرق” أوضح الأستاذ محمد مانع مدير جامعة باجي مختار عنابة، أنه وعقب الحدث الذي تم تنظيمه الخاص بأسبوع عالمي للمقاولاتية، فقد تم أمس، إبرام اتفاقيات مع الوكالة الولائية للشغل، ومديرية الثقافة والفنون، بحيث تأتي هذه الخطوة في إطار انفتاح الجامعة على محيطها الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، ومحاولة جادة من مصالح الجامعة تفعيل هذه الاتفاقيات، حتى يستفيد الطالب الجامعي وكل الفاعلين على مستوى المؤسسة الجامعية من هذه الاتفاقيات، ومن الامتيازات التي تمنحها، مضيفا أنه وباختتام الأسبوع العالمي للمقاولاتية، تخلله عدة تظاهرات علمية وبحثية هامة مفيدة للطلبة والباحثين على حد السواء، مع تنظيم مسابقات للطلبة، مع إمكانية استمرار هذه التظاهرات طيلة السنة الدراسية الجارية، لزرع ثقافة المقاولاتية لدى الطالب الجامعي. هذا وطالبت جامعة عنابة ممثلة في مديرها الأستاذ محمد مانع، افتتاح مكتب للوكالة الولائية للتشغيل بجامعة عنابة، في حين تستهدف جامعة باجي مختار عنابة، خلال الموسم الجامعي الحالي بعنوان 2025-2026، استقبال ما بين 500 و600 طالب من حاملي المشاريع والأفكار في إطار القرار 75-12 المتعلق بالمؤسسات الناشئة الاقتصادية. كما أوضحت مديرة الثقافة والفنون لولاية عنابة صليحة برقوق، أنه وفيما يخص الاتفاقية الممضاة مع جامعة باجي مختار عنابة، فهي تعتمد على التشارك بين قطاعي الثقافة والتعليم العالي، بحيث سيتم العمل على تنصيب لجان تخص توثيق ورقمنة الموروث الثقافي المسرحي، والموروث الثقافي السينمائي والموسيقي لولاية عنابة، مع فتح مخبر يتعلق بدراسة التراث اللامادي لهذه المدينة العريقة، وتمكين الطلبة من هذه العملية، بحيث ستقوم الجامعة بمشاركة القطاع الثقافي ومختلف الفاعلين الثقافيين في الميدان الثقافي اللامادي والممارسين لهذه الثقافات الشعبية، للبحث في إعداد دراسة أكاديمية في هذا الموضوع، مع تنظيم أيام دراسية مشتركة في مجال الأدب، والفنون، والثقافة، وأهم الشخصيات وأعلام المدينة، مع فتح الباب أمام مشاركة كلية الهندسة في تحضير ملفات التصنيف المحلي أو الوطني، ما يضمن توسيع البحث في المجال، بحيث تأتي هذه الاتفاقية لتأكيد انخراط الجامعة في محيطها الخارجي، مع الإشارة إلى تثمين فعالية وبرنامج المسرح في رحاب الجامعة، لتشجيع الطلبة على الإنتاج المسرحي وخلق مؤسسات ناشئة في المجال ذاته، مع تنصيب لجنة لمتابعة مدى تنفيذ بنود هذه الاتفاقية.
“الجامعة شريك فعّال في بناء اقتصاد المعرفة وترسيخ ثقافة المبادرة لدى الشباب”
هذا وتم في خضم فعاليات الاختتام الإعلان عن جائزة أحسن محتوى رقمي للمقاولاتية، حيث تم الإعلان عن نتائج مسابقة أحسن محتوى رقمي للمقاولاتية، حيث تم تكريم الفائزين الثلاثة الأوائل نظير أعمالهم الإبداعية التي أسهمت في نشر ثقافة الريادة وتوعية الطلبة بفرص إنشاء المشاريع، واعتبر الختام مناسبًا لأسبوع زخم ومثمر، بحيث أسدل الستار عن فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية برسالة واضحة، تؤكد أن الجامعة تبقى شريكًا فعّالًا في بناء اقتصاد المعرفة، وترسيخ ثقافة المبادرة لدى الشباب. وقد أكدت هذه الفعاليات مكانة جامعة باجي مختار عنابة، باعتبارها فضاءً داعمًا للابتكار، ومختبرًا حقيقيًا لإعداد جيل قادر على تحويل الأفكار إلى مشاريع واعدة، إذ إن الحدث العالمي أكد اعتبار الجامعة كونها ليست فضاء للتعليم العالي والبحث العلمي فحسب، بل تعد قاطرة للتنمية وفاعلًا اقتصاديًا ومحركًا للابتكار، كما تعد كونها شريكًا أساسيًا في بناء مجتمع المعرفة، بحيث إن مشاركتها السنوية في هذا الحدث العالمي، جاءت ثمرة رؤية واضحة وجهود متواصلة تجسد قناعة الجامعة، بأن روح المبادرة والابتكار هما عنوان الجامعة الحديثة، وهما أساس بناء اقتصاد معرفي متجدد ومستدام، من خلال مرافقة الطلبة في مشاريعهم الريادية، التي بإمكانها أن تتحول إلى مؤسسات ناشئة قادرة على خلق الثروة وإحداث فرص حقيقية للشغل والمساهمة بذلك في الاقتصاد الوطني. ويؤكد مختصون أن جامعة عنابة، عمدت خلال السنوات الأخيرة، إلى بناء منظومة ريادية متكاملة داخل الحرم الجامعي، تضم حاضنة الأعمال الجامعية، مركز الابتكار، الذي يوفر مواكبة تقنية ومعرفية لحاملي المشاريع، إضافة إلى مركز تطوير ريادة الأعمال، دار الذكاء الاصطناعي للجامعة، بحيث إن هذه الهياكل تأسست لتكون رافعة للابتكار وريادة الأعمال، لتساهم بذلك في تكوين جيل قادر على حل المشكلات مهما اختلفت، وصناعة مستقبل أكثر تنافسية، وهنا يتجسد جوهر شعار الأسبوع العالمي للمقاولاتية.
أمير قورماط
