أكدت مجلة الجيش في عددها الصادر لشهر نوفمبر أن الوحدة الوطنية تظل الركيزة الصلبة والضمانة الأكيدة للحفاظ على الوطن وتوطيد دعائم أمنه واستقراره ونهضته، مبرزة أن الانتصار التاريخي الذي تحقق خلال الثورة التحريرية المجيدة كان ثمرة التلاحم والتضامن والانسجام بين أبناء الشعب الجزائري. وفي افتتاحيتها التي حملت عنوان “وحدتنا مصدر قوتنا”، ذكّرت المجلة بأن تاريخ الجزائر زاخر بالمحطات المشرقة والأيام الخالدة التي صنعت مجد الوطن ورسخت مكانته بين الأمم، مشيرة إلى أن ثورة أول نوفمبر 1954 كانت الحدث الأبرز الذي غيّر مجرى التاريخ، وخلّد اسم الجزائر في سجل الثورات التحررية الكبرى عبر العالم. وأوضحت أن هذه الملحمة التي كتب فصولها الشعب الجزائري المكافح بأحرف من ذهب ستبقى خالدة في الذاكرة الإنسانية، لما جسدته من شجاعة نادرة وإيمان راسخ بالحرية والاستقلال مهما كانت التضحيات. وأضافت المجلة أن الله حبى الجزائر برجال أوفياء مخلصين، ضحّوا بكل غالٍ ونفيس في سبيل الوطن، فكتبوا التاريخ بأنفسهم وعبّدوا طريق الحرية للأجيال المتعاقبة، متحدّين غطرسة الاستعمار وبطشه. وأشارت إلى أن هؤلاء الأبطال من عظماء نوفمبر أشعلوا جذوة التحرر في قلوب الجزائريين، وظلت تضحياتهم نبراسًا يهتدي به أبناء الوطن عبر العصور.
وفي سياق الحديث عن الذكرى الـ71 لاندلاع الثورة، دعت المجلة الجزائريين إلى الاقتداء بروح الوحدة والتماسك التي جمعت الأسلاف، مؤكدة أن النصر لم يكن ليتحقق لولا تلاحم الصفوف وتوحد الهدف لاسترجاع السيادة الوطنية. وأشادت المجلة بمظاهر التضامن والتآزر التي ما تزال تميز الشعب الجزائري اليوم، لاسيما من خلال حملة التشجير الوطنية التي شهدتها مختلف ولايات الوطن في 25 أكتوبر المنصرم، والتي عكست صورة الجزائر الموحدة والمتماسكة في مواجهة التحديات.
وذكّرت الافتتاحية بما جاء في رسالة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون بمناسبة ذكرى اندلاع الثورة التحريرية، حين أكد أن الوفاء لتضحيات الأجداد هو مصدر قوة الأمة ومنبع عزيمتها، وأن الوعي الوطني المتجذر في تاريخ الجزائر المجيد هو البوصلة التي توجه الدولة نحو بناء جزائر جديدة قوية وآمنة، قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
كما شددت المجلة على أن الانتصارات العظيمة التي حققتها الجزائر منذ الاستقلال إلى اليوم، كانت ثمرة عزيمة شعبها الأصيل وجيشها الباسل، اللذين ظلا على العهد أوفياء لمبادئ نوفمبر. وأكدت أن الوحدة الوطنية تمثل بوتقة الوطنية الحقة التي انصهر فيها الشعب وجيشه الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الذي صان الأمانة وحافظ على الوديعة، مجسّدًا أسمى معاني التلاحم والتضحية.
وفي هذا السياق، ذكّرت مجلة الجيش بتصريحات الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الذي شدد على أن ترسيخ الطابع الشعبي للجيش وتعزيز الثقة المتبادلة بينه وبين الشعب يمثلان الأساس المتين الذي تكتسب منه الجزائر مناعتها وهيبتها، وتجعلها عصية على كل محاولات الاستهداف والمناورات الخارجية.واختتمت المجلة افتتاحيتها بالتأكيد على أن الجزائر ستظل شامخة وقوية بفضل وطنييها الأوفياء وأبناء جيشها المرابطين على حدود الوطن، الذين يواصلون أداء مهامهم بكل تفانٍ وإخلاص، محافظين على العهد الذي قطعه الشهداء في سبيل الحرية والسيادة، ليبقى الوطن حصينًا وآمنًا، ماضيًا بثقة نحو مستقبل أفضل.
ر.مراد
