الأحد 2 نوفمبر 2025
أخبار الشرق

سيلا 2025: باحثون موريتانيون يبرزون أهم محطات التواصل الثقافي والروحي بين الجزائر وموريتانيا

أبرز باحثون في مجال التاريخ الثقافي والتصوف من موريتانيا, اليوم السبت بالجزائر العاصمة, أهم محطات التواصل الثقافي بين الجزائر وموريتانيا والتأثيرات العلمية والروحية وحركيتها بين البلدين الشقيقين عبر التاريخ.

وفي هذا الإطار, أكد الباحث في التراث الثقافي والتصوف, يحيى ولد البراء, في ندوة نظمت ضمن البرنامج الثقافي والأدبي للطبعة ال 28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب “عمق الترابط الثقافي والروحي بين الجزائر وموريتانيا عبر التاريخ”, لافتا إلى أن “العلاقات الثقافية والتراث المشترك بين الشعبين متجذرة ومستمرة منذ قرون طويلة, بحكم الجوار الجغرافي ورحلات الحج وطلب العلم والدراسة والمراسلات العلمية والرحلات الصوفية”.

وأوضح ذات المتحدث أن “الجزائر باعتبارها مركز حضاريا للعالم الإسلامي كانت حاضرة للتصوف والثقافة والعلم وتعج مكتباتها الضخمة بأمهات الكتب والمخطوطات في شتى التخصصات العلمية والفقهية”, حيث “أضاءت بعلمائها وحركتها العلمية على جنوب الصحراء بما في ذلك موريتانيا”.

وأردف الباحث أن “تجارة القوافل العابرة للصحراء كانت واسعة عبر التاريخ وقد زادها انتشار الاسلام في الصحراء الكبرى قوة وانتعاشا, ما ساهم في الارتباط العلمي والروحي والفكري بين الجزائر وموريتانيا”.

وتطرق يحيى ولد البراء أيضا إلى دور وإسهامات علماء الجزائر في تفعيل الحركية العلمية في منطقة جنوب الصحراء عموما وفي بلاد شنقيط على وجه الخصوص, على غرار “أبو عبد الله الشريف التلمساني, أبو يعلى الزواوي, عبد الرحمان الأخضري البسكري, أبو العباس الونشريسي, وكذا عبد الرحمان الثعالبي”.

وأضاف في هذا السياق أنه “بعد القرن الخامس الهجري شمل الإسلام السني أغلب مناطق الجزائر وموريتانيا”, ما “شجع على تقريب الصلة بين سكانها فكان السفر حجا أو طلبا للعلم والمال معينا للاستزادة من العلم دراسة وكتبا وإجازات فنشأ عن ذلك تراكم معرفي وروحي”.

كما أشار إلى “أهم نصوص المنطق الرائجة في موريتانيا والمتداولة بين العلماء”, موضحا أنها مؤلفات لعلماء من الجزائر مثل محمد بن يوسف السنوسي صاحب كتاب “المختصر في المنطق”, وعبد الرحمان الأخضري البسكري صاحب “الموجز”, مضيفا أن “مساهمتهم كانت أيضا في مجال اللغة وعلم النحو وغيرها من أهم المتون الفقهية والعقائدية واللغوية التي تدرس في موريتانيا”.

ومن جهة أخرى, استعرض المتحدث حركية التصوف بين الجزائر وموريتانيا وأهم طرقها وروادها وإشعاعها العلمي والروحي والإجتماعي, موضحا أن “الجزائر كانت من أهم المنافذ التي دخل منها التصوف إلى بلاد شنقيط, فانتشرت نتيجة لذلك الطرق الشاذلية والقادرية والتيجانية”, مضيفا أن “القادرية كانت أول طريقة صوفية دخلت موريتانيا”.

ومن جانبه, تناول الباحث في التاريخ, عبد الودود عبد الله, التأثير المتبادل بين الجزائر وموريتانيا استنادا لمحطات التواصل الثقافي والروحي الممتدة عبر حواضر بسكرة وتيهرت وتلمسان وتوات وتندوف والأغواط وغيرها.

وذكر المتحدث, في هذا الإطار, ب “الدور الجوهري” للعالم والفقيه الجزائري الشيخ عبد الكريم المغيلي و”تأثيره الكبير” على منطقة الغرب الافريقي وموريتانيا في مجال علم الكلام والعقائد والفتاوى السياسية, بالإضافة إلى مساهمته في نقل الطريقة القادرية إلى الصحراء الكبرى والساحل الإفريقي, كما تناول أيضا حضور ودور زوايا أخرى على غرار الكنتية والرقانية والتيجانية.

ومن جهته, أوضح المختص في التراث, خليل النحوي, أن “العوامل العلمية-الفكرية والثقافية والصوفية شكلت إحدى مظاهر العلاقات التاريخية العميقة بين موريتانيا والجزائر, ومن دعائم تعزيز الاخذ والعطاء بين الشعبين”, مستعرضا مجموعة من أشكال التواصل والترابط بين حواضر بلاد شنقيط والحواضر الجزائرية وخاصة منها التجارة الصحراوية والروابط الطرقية والمخطوطات الجزائرية في موريتانيا وتأثير العلماء الجزائريين.

مواضيع ذات صلة

تتويج مصعب زواري فرحات بالعرجون الذهبي

akhbarachark

الهوية الوطنية الجامعة والموحدة موضوع ندوة فكرية 

akhbarachark

تكريم عدد من نجوم الفن السابع العرب في افتتاح الدورة الـ13

akhbarachark