افتتحت، أول أمس، فعاليات الطبعة الثالثة عشرة من المهرجان الثقافي المحلي “القراءة في احتفال” بعنابة، تحت شعار: “جيل الغد يقرأ بعيون التكنولوجيا”، في أجواء احتفالية مفعمة بالإبداع، جمعت بين الفن، المعرفة، والتكنولوجيا.
جرت مراسم الافتتاح بساحة الثورة بحضور المفتش العام للولاية ممثلا عن الأمين العام المكلف بتسيير شؤون الولاية، إلى جانب مديرة الثقافة والفنون صليحة برقوق، وممثلين عن المجلس الشعبي الولائي، الأمن الوطني، الجمارك، والحماية المدنية، إضافة إلى حضور واسع من المثقفين، الجمعيات الثقافية، والأطفال برفقة عائلاتهم. وشهدت الساحة تدشين جناح المعارض الذي ضم عددًا من دور النشر والمكتبات المحلية على غرار دار القيصر، دار العوسجي، دار نوهى، ومكتبة نزار، إلى جانب جمعية هواة جمع الطوابع وفرقة بسمة لعرائس الأراكوز، التي قدمت عروضًا مميزة للأطفال، بينما أضفى عرض “الأرجل الطويلة” طابعًا استعراضيًا مشوقًا على الأجواء. وعقب ذلك، احتضن المسرح الجهوي عز الدين مجوبي الحفل الرسمي للانطلاق، الذي استهل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، ثم ألقى محافظ المهرجان شوشاني محمد كلمة رحب فيها بالحضور واستعرض أبرز محطات البرنامج الثقافي والفني للتظاهرة، تلتها كلمة مديرة الثقافة والفنون التي أكدت فيها أهمية المهرجان في ترسيخ ثقافة المطالعة لدى الأطفال والشباب، وجعل القراءة سلوكًا يوميًا ممتعًا يواكب التحولات الرقمية. وخلال الحفل، تم تكريم الطفل المبدع عبد الرحمان مهيبل، الفائز بالمرتبة الأولى في المسابقة الدولية FIBDA المنظمة من طرف وزارة الثقافة والفنون، إلى جانب الطفل حمزة خراط الذي نال لقب “الطفل الأكثر قراءة”، في لفتة رمزية لتشجيع روح الإبداع وحب المطالعة بين الناشئة. وتواصلت الفعاليات بعروض مسرحية وترفيهية، من بينها المسرحية “ذات الأوراق” وأداءات فنية من جمعية بسمة الثقافية، إلى جانب عروض عرائس الكاراكوز وفرقة عمو رفيق التي أضفت أجواء من البهجة على وجوه الأطفال. وعلى هامش التظاهرة، أقيم معرض للفنون التشكيلية من إبداعات طلبة المدرسة الجهوية للفنون الجميلة – ملحقة عنابة، بإشراف الأستاذ لمو السعيد، حيث عكست الأعمال المعروضة تزاوج الفن بالقراءة في مشهد فني يعبر عن خيال الشباب وحسهم الجمالي.
ويعد مهرجان “القراءة في احتفال” من أبرز المواعيد الثقافية السنوية التي تشرف عليها وزارة الثقافة والفنون، ويهدف إلى غرس حب الكتاب في نفوس الأجيال الصاعدة، وتشجيع الإبداع في زمن التكنولوجيا، من خلال أنشطة تربوية وفنية تجمع بين التسلية والمعرفة، وتجعل من القراءة احتفالًا متجددًا بالوعي والجمال.
سلمى حطاب