تشارك الكاتبة سلمى ضيف من ولاية أم البواقي، في الطبعة 28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب، سيلا 2025، عبر رواية “جدار إفريقي”، حيث تتحدّى الجغرافيا وتخترق حدود المسافات في مغامرة فريدة، تغوص بالقارئ في خضمّ التساؤلات الفلسفية، وقد تغيّر مفاهيمه حول عدة قضايا، وتفتح أمامه نوافذ يطل منها على مختلف الحضارات، يتذوّق عبر سطورها معاني الفرح والحزن والحيرة بنكهة أدبية لاذعة، وهي بمثابة تجربة إجتماعية تلخّص اعترافات كُتبت على أرصفة الاغتراب، واختفت بين ملامح اللّيل لتصوّر جزءا من الحقيقة الغائبة في قالب سردي متداخل بين الخيال والواقع، حيث تعيش الشخصيات حالة من الضياع والخوف في المهجر، منهم من يبحث عن الاستقرار والحب، وآخرون يحاولون الهرب من شبح الفقر. وفي إجابتها عن تساءل البعض لماذا اختارت الكاتبة كلمة “جدار ” في العنوان، فهي ترى أن للجدار عدّة دلالات ويتجسّد المعنى بحسب خلفية وشخصية كلّ منا، فهناك من يراه حاجزا يحجب عنه الرؤية، وهناك من يراه تعبيرا عن الوحدة والخوف، وهناك من يذكره بالبيت والعائلة، وتركت الكاتبة للقارئ مهمّة البحث عن إجابات مقنعة، كذلك صورة الغلاف لرواية” جدار إفريقي” للفنان السوداني معتز مختار علي. وللكاتبة الشابة، إصدارها الأول بعنوان “خريف في ضباب الشتاء”، وفي هذا الإصدار نصوص نثرية شعرية قد تبدو للقارئ عبثية المعنى أو ينقصها بعض الترتيب، لكنّ الكاتبة آثرت أن تنشرها بعذريتها، ومن رعشة الحواس الأولى خوفا عليها من فقدان جمالية الفن، تحت قوانين الأدب، ولأن هذا الكتاب هو ملخّص لحياتها منذ سنوات الطفولة إلى مراحل النضج بين عوالم الإندماج و العزلة، كما سيكون الكتاب حاضرا في الصالون الدولي للكتاب سيلا 2025، العنوان من معالم الطبيعة لأزيد جاذبية الفضول والفوضى، فالخريف كان رمزا للتقلّبات ومحاولة التأقلم مع التغيير المفاجئ، الذي قد يصيب الإنسان ولأنه أيضا فصل البدايات فبعد كل صدمة نحن نخلق من جديد ولكن بولادة من الخاصرة، والشتاء يرمز لقسوة الظروف وبرودة الأيّام في المنفى، كما غنّت فيروز:” أنا يا عصفورة الشجنِ مثل عينيك بلا وطني”، وكما كتب واسيني الأعرج:” إلّي مضيّع ذهب ..في سوق الذهب يلقاه، وللوطن إذن مدن أخرى ربّما لم نعرف بعد أزقّة شوارعها، تقول الكاتبة، هنا تترك الكاتبة للقارئ مهمّة الغوص في ضباب الشعر والنثر والبحث عن إجابات مقنعة تجيز المعنى.
أمير قورماط