يحتاج التلميذ الى سلامة قدراته المعرفية والعقلية حتى يتمكن من تحقيق محصول دراسي جيد, فمن غير المنطقي أن نحكم على طفل يمتلك قدرات مثله مثل باقي الأطفال على أنه طفل غير عادي ومريض ونغلق حوله جدران اليأس ليتخبط حتى ينهشه التسرب المدرسي. تشتكي الأمهات وتدخل في دوامة الحيرة حين تلاحظ تدني مستوى ابنها داخل المدرسة مقارنة بأقرانه فلا تعرف الأسباب, فتشتكي من جهة حول التحصيل الدراسي المتدني, وعدم تفهم الأساتذة لفروق قدرات ابنها من جهة أخرى. فبعض الأستاذة سامحهم الله يقومون بعرقلة مسار الطفل الدراسي وعدم تقبله داخل قاعه الدراسة وتهميشه وبهذا يعيد السنة فتذهب سنوات من حياته هباء منثورا فيجد نفسه في نهاية المطاف عرضة للتسرب المدرسي بسبب عدم الاكتراث لوضعه الخاص مما يؤثر على حالته النفسية لاحقا. فلو تلقى الرعاية اللازمة سيحصل بدون شك على نتائج مرضية. فمن واجبات المعلم اخبار أولياء التلميذ في حين لاحظ أي صعوبات في اكتساب الطفل داخل الصف الدراسي لإيجاد حلول لنوع الصعوبات التي يعانيها بدلا من وضعه آخر الصف فيتفاقم وضعه الى الاسوء. أول خطوة يقوم بها الأولياء بعد علمهم بتخلف طفلهم في الدراسة هو وضع مرافق مدرسي كحق من حقوقه. فالمرافق المدرسي هو المربي الذي يعمل على توفير المساعدة للطفل داخل القسم بغرض مساعدته على تنظيم مكتسباته وتوظيفها وتعزيز العلاقة البيداغوجية بين التلميذ والمعلم. دور المرافق جد مهم فهو يقوم بإرشاد وتوجيه الطفل اثناء شرح الأستاذ وتبسيط المعلومات قدر المستطاع حتى يستوعب المادة التعليمية على أكمل وجه, وبالتالي يستطيع توظيفها لاحقا في الاختبارات. ويمكن أن يرافق الطفل حتى في فترة الاختبارات لتسهيل طريقة توظيف مكتسباته؛ كالأطفال الذين يعانون من التخلف الذهني البسيط. أو عسر القراءة حيث لا يستطيع الطفل قراءة النص والأسئلة بمفرده فيحتاج الى مساعدة المرافق الذي يقوم بالقراءة والطفل يكتب ويجيب بكل أريحية. أما الطفل الذي يعاني من عسر الكتابة فلا يتمكن من الإجابة على أسئلة الامتحان على الرغم من معرفته لها. وهذا ما تشتكي منه اغلبية الأمهات حيث تؤكد أن ابنها هضم جيدا الدروس لكن يوم الامتحان لا يكتب شيئا. وعند اخبار المعلمة أنها تريد وضع مرافق دراسي لابنها ترفض رفضا قطعيا لأسباب واهية, وللأسف اغلبية الأمهات لا يعلمن أن ذلك لا يتم بموافقة المعلمة بل بموافقة فريق طبي متخصص مع التنسيق مع الجهات المعنية. فأي طفل يعاني من صعوبات التعلم أو صعوبات في الاكتساب له الحق في مرافق مدرسي. فقط يقوم بالإجراءات اللازمة وكأول خطوة لابد أن يشخص الطفل من طرف أخصائي أرطوفوني أو طبيب مختص في الطب العقلي والنفسي للأطفال ثم التوجه الى مديرية التربية و” لاداس “, وسيتم الموافقة بدون عراقيل, فادا كان القانون يسمح للطفل بمرافق مدرسي فلا داعي للجدال والنقاش حول ذلك. فمن يدري فربما من وجدناه يعاني من صعوبات التعلم في المرحلة الابتدائية سيكون له شأن عظيم في المستقبل. لهذا لا بد من احترام الفروق الفردية بين التلاميذ ومد يد العون لمن يحتاج لها فلو مددناها فنحن لن نمدها للطفل فحسب بل لأسرة بأكملها.
بقلم الأخصائية الأرطوفونية بوعزيز صونيا
