يستعد المنتخب الوطني الجزائري لخوض مواجهة حاسمة أمام نظيره الصومالي مساء اليوم الخميس بملعب ميلود هدفي بوهران، ضمن الجولة التاسعة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، حيث يتصدر الخضر المجموعة السابعة برصيد 19 نقطة بعد ثماني جولات، ما يضعهم على أعتاب التأهل للمونديال للمرة الخامسة في تاريخهم. ي
ودخل أشبال المدرب فلاديمير بيتكوفيتش هذه المباراة بعزيمة كبيرة ورغبة واضحة في حسم بطاقة التأهل قبل الجولة الأخيرة أمام أوغندا، إذ يدرك اللاعبون أن الفوز أمام الصومال سيمنحهم رسميا بطاقة العبور إلى نهائيات كأس العالم، ويتيح لهم خوض اللقاء الختامي بمعنويات مرتفعة وأريحية كبيرة.
الخضر يسعون لتأكيد تفوقهم القاري وتثبيت أقدامهم في المونديال المقبل
مشوار المنتخب الجزائري في التصفيات اتسم بالثبات والتوازن، حيث افتتح المنافسة بفوز مقنع على الصومال بثلاثة أهداف لهدف، قبل أن يعود من الموزمبيق بانتصار ثمين بهدفين دون رد. ورغم الخسارة الوحيدة التي تلقاها أمام غينيا في الجولة الثالثة بنتيجة (2-1)، إلا أن الخضر تمكنوا من استعادة توازنهم بسرعة من خلال الفوز على أوغندا (2-1). وفي شهر مارس الماضي، واصل المنتخب عروضه القوية بانتصارين متتاليين على بوتسوانا (3-1) والموزمبيق (5-1)، قبل أن يؤكد تفوقه مجدداً على بوتسوانا في لقاء الإياب بنفس النتيجة (3-1)، ليُختتم مشواره الأخير بتعادل سلبي أمام غينيا في كوناكري. وقدّم المنتخب الجزائري أداء هجومياً لافتاً خلال التصفيات بتسجيله 19 هدفاً في 8 مباريات، عن طريق 10 لاعبين مختلفين، ما يعكس ثراء الخيارات الهجومية وتنوع الحلول في الخط الأمامي. في المقابل، أظهر الخضر صلابة دفاعية مقبولة بعدما استقبلت شباكهم 7 أهداف فقط، وهو ما يؤكد التوازن بين الفعالية الهجومية والانضباط الدفاعي.
عمورة يقود كتيبة الخضر نحو المونديال.. والأنظار تتجه إلى وهران
وفي الجانب الفردي، تألق عدد من النجوم في صفوف المنتخب، يتصدرهم محمد أمين عمورة الذي يتربع على صدارة هدافي الجزائر في التصفيات برصيد 6 أهداف، يليه بغداد بونجاح بثلاثة أهداف، بينما ساهم كل من غويري، عوار، ماندي، بن سبعيني، زروقي، بن رحمة، سليماني، شايبي، وحجام بهدف لكل واحد منهم. ويحتل عمورة المركز الثالث في سباق هدافي القارة الإفريقية برصيد 6 أهداف، خلف المصري محمد صلاح (7 أهداف) والغابوني بوانغا (8 أهداف)، ما يعكس تطوره اللافت وقدرته على تقديم الإضافة في المواعيد الكبرى.في خط الحراسة، تقاسم كل من أنطوني ماندريا وقندوز الدفاع عن العرين الجزائري، حيث لعب كل واحد منهما أربع مباريات. استقبل ماندريا أربعة أهداف في مبارياته، مقابل ثلاثة لقندوز، ليبرزا سوياً مستوى جيداً منح الطمأنينة للجهاز الفني. أما في الدفاع، فقد شكّل عيسى ماندي صمام الأمان وقائد الخط الخلفي إلى جانب توغاي وبن سبعيني ومداني، مع انسجام واضح بين عناصر الخط الخلفي رغم بعض الغيابات الاضطرارية خلال الجولات السابقة.
الجماهير الجزائرية تراهن على شباب المنتخب في مباراة الحسم أمام الصومال
من جهة أخرى، تنتظر الجماهير الجزائرية أن يمنح المدرب الفرصة لعدد من اللاعبين الشبان، على غرار مازة، بوعناني، وحاج موسى، الذين أبانوا عن إمكانيات كبيرة مع أنديتهم، غير أنهم لم ينالوا بعد فرصتهم الكاملة مع المنتخب. وقد عبّر الكثير من الأنصار عن استيائهم من الأداء الباهت في المباراة الماضية، ومن اعتماد المدرب السويسري على نفس تشكيلة سلفه جمال بلماضي، قبل أن يبدي استعداداً لتغيير إستراتيجيته في هذا التربص، من خلال استدعاء الوجوه الجديدة وإتاحة الفرصة لها لإثبات الذات في مواجهة الصومال.بهذه الأجواء المفعمة بالأمل والثقة، يدخل المنتخب الجزائري لقاءه المرتقب، مدفوعاً بعزيمة لاعبيه، ودعم جماهيره الوفية، وإصراره على كتابة فصل جديد من فصول المجد الكروي الجزائري.
كل الطرق تؤدي إلى ملعب هدفي بوهران.. والقلوب معلقة في المونديال
من جهته، أعد المدرب فلاديمير بيتكوفيتش العدة جيداً لهذه المواجهة، مستفيداً من كامل أوراقه المتاحة ومن عودة عدد من العناصر الأساسية، حيث ركّز خلال التحضيرات الأخيرة على الجوانب التكتيكية والفعالية أمام المرمى، فضلاً عن تحسين الارتداد الدفاعي وتجنب الأخطاء في منطقة العمليات. ويأمل المدرب السويسري في أن يكلل مجهود المجموعة بنتيجة إيجابية تضمن التأهل الرسمي، وتمنح الجماهير الجزائرية فرحة جديدة تُضاف إلى سجل الإنجازات الكروية الوطنية. في ذات الجانب سيكون ملعب ميلود هدفي بوهران هذا المساء على موعد مع أجواء جماهيرية استثنائية، إذ ينتظر حضور الآلاف من المناصرين لدعم “الخضر” في هذه المحطة المفصلية من التصفيات. وسيكون الهدف واضحاً تحقيق الفوز، رفع العلم الوطني عالياً، وكتابة فصل جديد في مسيرة المنتخب نحو المونديال القادم.
صالح.ب