تتواصل فعاليات “أكتوبر الوردي” للسنة الجارية 2025، المنظمة من طرف عديد الهيئات المحلية وفاعلي المجتمع المدني بولاية عنابة، حرصًا على إرساء ثقافة الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وانتهاج أساليب وقائية لدى السيدات.
فقد كان خلال الأسبوع الجاري، قطاع النشاط الاجتماعي والتضامن نموذجًا عن هذه الهيئات التنفيذية المحلية المواكبة للحدث، بمعية المؤسسات الاستشفائية وفاعلين في المجتمع المدني.
وفي إطار تجسيد تعليمات وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، وتحت إشراف مدير النشاط الاجتماعي والتضامن لولاية عنابة ومدير الفرع الجهوي لوكالة التنمية الاجتماعية، قامت الخلية الجوارية للتضامن بالعلمة، بالمشاركة رفقة كلٍّ من المؤسسة العمومية الاستشفائية “عرابي السبتي” بعين الباردة، والجمعية الوطنية للتضامن والتكافل مع المرضى – مكتب عنابة – بالقافلة الطبية التحسيسية التوعوية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وذلك بدار الشباب ببلدية العلمة.
استفادت النساء من الفحص المجاني، بالإضافة إلى فحوصات الأشعة “إيكوغرافيا”، بمشاركة طبيبة الخلية، وتقديم توجيهاتٍ نفسيةٍ من طرف الأخصائيتين النفسانيّتين للخلية والمستشفى، خاصة ما يتعلق بإجراء الفحوصات الدورية.
وبعد مساعي الجمعية، تم التعاقد مع مصحة الخليج من أجل التخفيض في أسعار الكشوفات الطبية، عبر دفع مبلغٍ رمزي فقط من طرف المرضى.
وقد لاقت العملية استحسانًا كبيرًا من طرف سكان بلدية العلمة والمناطق التي تمت برمجة الزيارات الطبية فيها.
ويجدر التنويه إلى أن هذه النشاطات الميدانية تأتي في سياق الحملة الوطنية للكشف المبكر والتوعية حول سرطان الثدي وعنق الرحم، في ظل التأكيد على التزام الدولة بمواصلة تحسين التكفل بالمرضى وتوسيع الاستفادة من العلاج المبكر.
كما تستهدف هذه الحملة تعزيز العمل التنسيقي والتشاركي بين مختلف الفاعلين، لرفع الوعي لدى النساء بضرورة الكشف المبكر عن هذا المرض، تجنبًا لاستفحاله، وتأكيدًا على أن الوقاية كانت وستظل خيرًا من العلاج.
وتؤكد الجهات المنظمة على أهمية تكثيف العمل التطوعي والتوعوي طوال أيام السنة، عبر مختلف وسائل الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي، مع إشراك النساء اللائي شفين من سرطان الثدي في مثل هذه الحملات، لعرض تجاربهن في مواجهة المرض والوقاية منه.
فعلاوة على النشاطات التوعوية المتواصلة طيلة شهر أكتوبر، يتم التأكيد على أن الهدف من كل هذه الجهود هو جعل “أكتوبر الوردي” أكثر من مجرد حملة ظرفية، بل محطة لترسيخ ثقافة الوقاية والكشف المبكر، كجزءٍ من السلوك الصحي اليومي للمرأة الجزائرية، مع التشديد على أهمية الفحص المبكر وتوسيع الحملات التحسيسية الرامية إلى التوعية بهذا المرض، بمشاركة جميع الفاعلين في الميدان.
أمير قورماط