احتضن، أمس، القطب الجامعي سيدي عاشور، بجامعة باجي مختار عنابة، فعاليات الملتقى الوطني الأول المفتوح للروبوت والذكاء الاصطناعي، الذي سلط الضوء على الاهتمام البالغ من السلطات العليا للبلاد، والمحلية بولاية عنابة، باستغلال الطاقات الكامنة للشباب الجزائري، وتمكينهم من اكتساب مهارات جديدة تخص التكنولوجيات الحديثة، وقد تم عقد هذا الملتقى بإشراف من ممثل والي ولاية عنابة، إلى جانب مديرية الشباب والرياضة لولاية عنابة، وعميد كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير بجامعة عنابة، ومركز المهارات لاتصالات الجزائر عنابة، حيث وبحضور أكاديميين وباحثين ومهتمين بالمجال، وطلبة نادي شباب عنابة للروبوتيك، ومؤسسة البحث والابتكار عيساوي، سلط الدكتور والخبير فؤاد بوسطوان الضوء في مداخلته على أهمية الاستكشاف والاطلاع على تقنيات الذكاء الاصطناعي والآليات والإمكانيات، التي توفرها وتتيحها السلطات العليا في البلاد ضمن هذا المجال، مستطردا في تصريح خص به “أخبار الشرق”، أنّه وخلال تواجده بمدينة عنابة، تم إلقاء محاضرة حول الذكاء الاصطناعي والروبوتيك، تزامنا مع اليوم الوطني للروبوتيك، مع إبراز الآفاق المستقبلية للذكاء الاصطناعي، مستعرضا أيضا خارطة الطريق التي سطرها المجلس الأعلى للذكاء الاصطناعي، والتي ترتكز على 6 محاور هامة وأساسية، البداية مع محور الجانب القانوني للذكاء الاصطناعي، ومن ثم المحور المتعلق بالبنية الأساسية في الذكاء الصناعي وآليات تطوير ذكاء اصطناعي جزائري بطبعة جزائرية تحترم العرف والعادات والتقاليد الجزائرية، وفي مداخلته سلط عضو المجلس الأعلى للذكاء الاصطناعي، على أهمية الاطلاع على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والعمل على مواكبة تطوراته، مبرزا مستقبل الذكاء الاصطناعي في ظل التطور الرهيب من الخوارزميات إلى الأثر الاجتماعي، مع تطور نماذجه خلال السنوات الأخيرة. في سياق آخر، قال الدكتور والخبير فؤاد بوسطوان أنّ الجزائر تمتلك ميزة فردية لقيادة عصر الذكاء الاصطناعي، مع التوجه إلى وضع إستراتيجية لإنجاز مؤسسة ذكاء اصطناعي جزائري. وفي سياق المداخلات النوعية والقيمة التي قدّمت في بداية فعاليات الملتقى، أكد ممثل والي عنابة على اهتمام وحرص السلطات المحلية لولاية عنابة، على دعم هذه الإمكانيات والطاقات الشبانية، معتبرا أنّ الملتقى يشكّل فرصة هامة بل وخطوة مهمة في مسار تطوير القدرات بميدان التكنولوجيا، كما يعدّ منبرا للأفكار وتوفير فرص جديدة للشباب وخريجي الجامعات الجزائرية في المستقبل، وفرصة أيضا لشركات مثمرة في الذكاء الاصطناعي. وعرّج عميد كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير بجامعة عنابة على اعتبار الملتقى كمحطة بارزة في الحياة العلمية والأكاديمية للجامعة، لكونه يشكل خطوة في تطوير البحث العلمي والتكنولوجي، ويمكّن من فتح آفاق جديدة لمواجهة تحديات المستقبل. وعملت فعاليات الملقى على تقديم محاورا للمهتمين بالروبوت والذكاء الاصطناعي، من خلال توحيد القواعد الفنية والتحكيمية لبطولات Sumo Line Follower وابتكار الذكاء الاصطناعي وغيرها، وإعداد رزنامة بطولات وطنية مفتوحة وخارطة اشتراكات، تشكيل لجان وطنية تضم التحكيم والتنظيم والإعلام والسلامة، تبادل الخبرات ونماذج الملفات في صورة دليل المنظم، استمارات التسجيل، بطاقة التحكيم، وكان الملتقى الوطني الأول لمنظمي البطولات المفتوحة للروبوت والذكاء الاصطناعي مفتوحا أمام المنظمون ورؤساء الجمعيات والمدربين وممثلي الهيئات الشريكة والرعاة، وعرفت فعالياته تنظيم جلسة تفاعلية لطرح الأسئلة وتبادل الخبرات حول تنظيم البطولات المفتوحة للروبوت والذكاء الاصطناعي مع الأستاذ الدكتور فؤاد بوسطوان. وتأتي جملة الفعاليات والملتقيات المنظمة في سبيل التعريف بآليات تمكين الشباب والمجتمع باختلاف شرائحه العمرية، من التطورات التكنولوجية الحديثة، والروبوت، والذكاء الاصطناعي، لتؤكد مدى انخراط الجزائر الفعّال في الجهود الدولية لتنظيم الذكاء الاصطناعي، كما تؤكد الفعالية على جهود السلطات العليا بالبلاد والدوائر الوزارية المعنية، في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي وبناء منظومة رقمية متكاملة، مع تعزيز الابتكار والمؤسسات الناشئة، ويجذر التذكير، بالتجربة الجزائرية الرائدة في المنطقة من خلال إطلاق المدارس العليا المتخصصة، المجلس العلمي للذكاء الاصطناعي، والتزام الجزائر بلعب دور محوري على المستويين الإفريقي والدولي.
أمير قورماط