عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، جلسة طارئة بطلب من إيران، لبحث التدهور الخطير في الوضع بين الكيان الصهيوني والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في أعقاب التصعيد العسكري المتبادل الذي يهدد الأمن والسلم الدوليين. وقد حظي الطلب الإيراني بدعم كل من الجزائر، الصين، باكستان وروسيا.وخلال الجلسة، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعوته إلى وقف فوري للتصعيد، مؤكدًا أن الحلول الدبلوماسية تظل السبيل الوحيد لمعالجة المخاوف المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني وكذا التوترات الإقليمية المتزايدة. وأعرب غوتيريش عن قلقه البالغ من الانزلاق نحو حرب شاملة قد تمتد آثارها خارج المنطقة.وفي كلمته أمام المجلس، عبّر ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، عن التزام الجزائر الثابت بالعمل من أجل السلام والأمن الدوليين، مشددًا على ضرورة احترام سيادة الدول ورفض منطق القوة. وأكد بن جامع أن الجزائر تؤيد كل المساعي السلمية التي تهدف إلى احتواء الأزمات بالحوار، بعيدًا عن التصعيد العسكري الذي لا يخدم سوى الفوضى والدمار.وتأتي هذه الجلسة في ظل توتر بالغ عقب العدوان الجوي الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية، والذي وقع فجر الثالث عشر من الشهر الجاري، واستهدف منشآت حساسة من بينها مواقع نووية وقواعد صاروخية، بالإضافة إلى اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء، ما خلّف مئات القتلى والجرحى من المدنيين. وردت طهران على هذا الهجوم بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة نحو مواقع إسرائيلية، ما زاد من حدة التصعيد.ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا الوضع إلى تفجير حرب شاملة في الشرق الأوسط، ما لم يتدخل المجتمع الدولي بحزم لفرض التهدئة وفتح قنوات حوار جادة.
ر.م