سلطت، أمس محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء عنابة، عقوبة الإعدام في حق المتهم “ب.ف” عن جناية وضع النار عمدا في مسكن أدى إلى موت الأشخاص، وجناية الاغتيال وجناية محاولة القتل العمدي، التي طالت زوجته الضحية “ق.ح” و بناته الثلاثة “ب.أ” و “ب.آ” و “ب.ش”، وهي القضية التي هزت الرأي العام العنابي و كانت ضحيتها عائلة بطلة الكاراتيه “آمال بوشارب” بحي بوشارب إسماعيل بالبوني.
حيث تعود وقائع القضية إلى تاريخ 2 جويلية 2021 في حدود الساعة الثالثة صباحا، أين تلقى عناصر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالبركة الزرقاء مكالمة هاتفية من طرف أعوان الحماية المدنية بالوحدة الثانوية واد زياد، مفادها نشوب حريق بمنزل كائن بحي بوشارب اسماعيل ببلدية البوني، على إثرها تم تشكيل دورية من طرف أفراد الفرقة والتنقل إلى عين المكان بالتنسيق مع أفراد الحماية المدنية، أين تم التدخل لإخماد الحريق على جناح السرعة وتحويل جثة الضحية “ر.ح”، وكذا الجرحى على متن سيارات الحماية المدنية إلى مستشفى ابن سينا بعنابة من أجل تلقي العلاج، حيث أسفر الحريق على اشتعال كلي لرواق المنزل، وذوبان الجزء الداخلي لمكيفين هوائيين جوالين، واحتراق حاملة الأحذية، وكذا مدفأة الغاز موجودة برواق المنزل، وتحطم سقف المطبخ، وأيضا السقف الأمامي لأبواب الغرف، ولدى سماع المتهم “ب.ف” أكد في أقواله أنه سمع ابنته “ب.ش” تناديه وعند فتحه لباب الغرفة تفاجأ بأاسنة النيران تلتهم كل أرجاء الرواق، مباشرة أقفل الباب واتجه إلى نافذة الغرفة من أجل التنفس، وقام بمساعدة زوجته للتوجه إلى النافذة لمساعدتها من أجل النفس لأنها كانت تعاني من مرض الربو، طالبا النجدة من الجيران بالصراخ بأعلى صوته، وبعد مدة قصيرة فقدت زوجته الوعي، كما وجه شكوكه إلى المسماة “ف.ج” التي كانت لها مشاكل سابقة مع زوجته الضحية منذ حوالي عام ونصف وحدثت بينهم مناوشات كلامية، ولدى سماع المسماة “ف.ج” نفت التهم المنسوبة إليها،مؤكدة أنها ليلة الوقائع كانت بمنزلها ولم تخرج إلى أن سمعت الصراخ، وأضافت أن سبب الخلاف بينهما هو خزان الماء الخاص بها وطالبتها بنزعه أين نشبت مناوشات بينهما، كما صرح المسمى “ب.ش” لدى سماعه للمرة الثانية، أنه في حدود الساعة العاشرة ليلا كانت عنده حصة تدريبية كونه مدرب “كاراتيه” وغادر بعد نصف ساعة رفقة “ج” على متن دراجة نارية وتوجه إلى مسكنه بحي بوشارب إسماعيل، إذ أنه وجد زوجته وابنته “ب.ش” و”ب.أ” قد عادوا من البحر أما فيما يخص ابنته “ب.أ” فقد وصلت متأخرة رفقة ابنة خالتها “أ.س”، بعدها قام بتوصيل ابنة خالتها إلى منزلها بحجر الديس، وعندما عاد أغلق الأبواب جيدا ثم دخل غرفته ليسمع صراخ ابنتيه “ش” و”أ” تصرخان وعند فتحه لباب غرفته شاهد النار في رواق المنزل ولم يستطع الخروج، فتوجه إلى نافذة الغرفة التحقت به ابنته “أ” مسرعة، وقام بحملها وإخراجها وأعوان الحماية المدنية قاموا بإسعافها .
فيما صرحت الضحية “ب.أ” لدى تواجدها بالمستشفى وقبل وفاتها أنها كانت رفقة والدتها وشقيقتيها وابنة خالتها في البحر، ولدى عودتها قام والدها المتهم بتوصيل ابنة خالتها إلى منزلها بحجر الديس، ولدى عودته كانت بغرفتها أين سمعت صراخ اخواتها “ش” و”أ”، خرجت من الغرفة وتوجهت إلى غرفة والديها وصعدت رفقة والديها إلى نافذة الغرفة أما عن أختها فبقيتا في غرفة الضيوف، قبل أن يتم إسعافهم من قبل الحماية المدنية، فيما وجهت بعض الشكوك إلى كل من المسماة “ف.ج” الساكنة معهم بنفس العمارة بسبب خلاف حول اتهامات بالشعوذة والمسماة “ش” الساكنة بوسط بلدية البوني، التي كانت على علاقة حميمية مع والدها ومنذ حوالي شهرين تقدمت إلى منزلهم العائلي ونشب خلاف ومناوشات كلامية بينها وبين والدتها.
من جهته الأب المتهم “ب.ف” الذي أنكر الوقائع المنسوبة له خلال جلسة المحاكمة، وبمواجهته بالتقرير الطبي بنتائج تقرير الطب الشرعي والذي خلص إلى وجود آثار عنف داخلي موجود على مستوى الرقبة سببه عنف خارجي احتمال استعمال وسيلة أو وسائل أخرى ضاغطة على مستوى المجاري التنفسية العلوية التي نتج عنها صعوبة حادة في التنفس و التي نتج عنها الاختناق، كما خلص أيضا إلى أن المرحومة زوجته “ق.ح”، لم تستنشق غاز أحادي الكربون وأنها توفيت قبل اندلاع الحريق وأن طريقة الموت عنيفة وأن الاختناق من المرجح جدا يعود إلى ضغط خارجي على مستوى المجاري التنفسية العلوية، وأنه على حسب علمه أن زوجته تعاني من مرض الربو الحاد وتعاني أيضا من مرض ضغط الدم وأن اندلاع الحريق أدى إلى اختناقها ومن ثمة الوفاة.
ن. إيـديـر