شرعت السلطات الجزائرية في تنفيذ عملية استيراد رؤوس الأغنام تحسبًا لعيد الأضحى المبارك، حيث من المنتظر أن ترسو أربع بواخر محملة بهذه المواشي قادمة من دولة رومانيا، بدءًا من اليوم السبت. وتندرج هذه الخطوة في إطار المساعي الحكومية الرامية إلى ضمان وفرة الأضاحي في الأسواق الوطنية بأسعار معقولة، وفقًا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أمر باستيراد ما مجموعه مليون رأس غنم بهدف تخفيف الضغط على السوق المحلي وضمان التوازن في الأسعار. وحسب ما كشفت عنه مصادر مطلعة، فإن أول باخرة ستصل إلى ميناء الجزائر العاصمة مساء اليوم السبت، وهي محملة بخمسة عشر ألف رأس غنم استوردها المجمع العمومي “أغرولوغ” التابع لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية. وستتبع هذه الباخرة ثلاث أخرى ستصل تباعًا إلى ميناء العاصمة، في حين سترسو الرابعة على مستوى الجهة الشرقية للوطن، وتحديدًا بميناء عنابة، حيث تحمل كل باخرة نفس الشحنة المقدرة بخمسة عشر ألف رأس، ما يشير إلى أن العدد الإجمالي ضمن هذه الدفعة الأولى يصل إلى ستين ألف رأس غنم. وسيتم توجيه هذه الشحنات من المواشي مباشرة بعد وصولها إلى مراكز مخصصة للحجر الصحي، موزعة على عدة مناطق، من أجل التأكد من سلامتها البيطرية وخلوها من أي أمراض، قبل أن يتم توزيعها لاحقًا على نقاط البيع المعتمدة، قصد تسويقها للمواطنين. ويأتي هذا الإجراء في سياق خطة متكاملة وضعتها وزارة الفلاحة لضمان سير العملية في أفضل الظروف، حيث تم خلال اجتماع ترأسه المسؤول الأول عن القطاع، وبحضور ممثلين عن مختلف الجهات المعنية، استعراض الخطوط العريضة للمخطط التنظيمي والتدابير اللوجستية المرتبطة بعملية الاستيراد والتوزيع. وتؤكد السلطات أن هذه العملية ستُنفذ وفق معايير دقيقة لضمان جودة المواشي وتوفيرها بالكميات والأسعار المطلوبة للمستهلك الجزائري، خصوصًا في ظل اقتراب موسم الأضاحي، الذي يشهد عادة ارتفاعًا في الطلب وأسعار المواشي. وتُعد هذه الخطوة غير مسبوقة من حيث الحجم والتنظيم، ما يعكس حرص الحكومة على الاستجابة لانشغالات المواطنين بشأن غلاء الأضاحي، ويبرز في الوقت ذاته الجهود المبذولة لمواجهة أي اضطراب محتمل في السوق الوطنية.
مراد.م