مواصلة لحصد المشاريع الإستراتيجية ذات البعد الاقتصادي والوطني من خلال استجابة الوصايات المركزية لجهود وملفات السلطات المحلية بقيادة الوالي “عبد القادر جلاوي” لتحقيق تنمية محلية فعلية، استفادت ولاية عنابة من عملية ضخمة في قطاع الموارد المائية بغلاف مالي مقدر بأزيد من 600 مليار سنتيم تتضمن إنجاز 3 مشاريع هامة لإعادة استعمال المياه المصفاة عبر محطة تصفية المياه المستعملة بلعلاليق وتوجيهها للاستعمال الصناعي والفلاحي لتزويد مركب الصلب “سيدار الحجار سابقا” بالمياه، وسقي الأراضي الفلاحية، ضمن التدابير المتخذة بهدف الحفاظ على صحة الولاية من المياه الصالحة للشرب التي تمون بها من السدود ومحطة تحلية مياه البحر لتعزيز برنامج التوزيع للمواطنين.
وفي هذا الصدد كشفت مديرة الري لولاية عنابة “جميلة بريكي” لـ “أخبار الشرق” أن الوزارة الوصية خصت غلاف مالي مقدر بـ 620 مليار سنتيم، لإنجاز 3 مشاريع تتعلق بإعادة استعمال المياه المستعملة من محطة التصفية بمنطقة لعلاليق ببلدية البوني للاستعمال الصناعي والفلاحي، من بينها مشروعين انطلقت أشغالهما مؤخرا بعد استكمال الإجراءات الإدارية الدراسات التقنية، وهما حاليا في مرحلة القياسات الطوبوغرافية والتسطيح، يتعلق الأول منهما بإنجاز وحدة تصفية حديثة وبمعايير علمية عالية الدقة لإنتاج مياه مصفاة توجه لتموين مركب سيدار الحجار بحاجياته في نشاطه الصناعي، بنظام المعالجة الثلاثية وتحويل المياه على طول 13 كم وبقطر 800 مم، مع محطة ضخ خاصة بالمركب، فيما يتعلق المشروع الثاني بتحسين مجمعات المياه المستعملة لسقي الأراضي الفلاحية عبر العديد من بلديات الولاية، من خلال مشروع تحسين مجمعات المياه المستعملة ومنشآت التحويل للمياه المصفاة وتوجيهها نحو المحيط الفلاحي بوناموسة، أما المشروع الثالث والمتعلق بإعادة تأهيل وتحديث محطة التصفية بعلاليق في حد ذاتها وهو حاليا في مرحلة اختيار المقاولات المكلفة بالانجاز بعد أن تم الإعلان عن الصفقة، كما أضافت مديرة الموارد المائية أن مدة انجاز المشروعين مقدرة بـ 14 شهرا، في إشارة إلى استلام المشروع في حال تواصل الأشغال وفق البرنامج المسطر أواخر سنة 2026.
وفي ذات السياق فإن هذه المشاريع الهامة، كانت محل زيارة معاينة أمس الأول من قبل المسؤول على رأس الجهاز التنفيذي بعنابة، والذي أسدى في إطار التخطيط الاستشرافي كما جرت عليه العادة، تتعلق بتوجيه المياه المصفاة للاستعمال من قبل البلديات في عمليات التنظيف وسقي المساحات الخضراء، بعد تقيم مديرة القطاع للمعطيات حول الإنتاج الحالي لمصفاة لعلاليق، التي تعتبر من بين أهم منشآت التطهير بولاية عنابة في إطار حماية المحيط، كما أكد الوالي على ضرورة احترام آجال التنفيذ للمشاريع الثلاثة، ومن خلال هذه المعطيات يمكن إلى أن عهد تزويد مركب سيدار الحجار بحاجياته من المياه لنشاطه الصناعي، سينتهي مع بداية سنة 2027 بعد انتهاء هذه المشاريع، خاصة وأن المركب كان يستفيد من كميات معتبرة من حصة الولاية اليومية من المياه، كما سيكون لهذه المشاريع في ذات السياق انعكاس إيجابي على حماية المحيط من التلوث من خلال معالجة المياه المستعملة والحد من مخطرها، إضافة إلى خلق موارد أخرى لإنتاج المياه الخاصة بالقطاع الصناعي والفلاحي وخلق استقلالية في تزودها بالمياه وبالتالي توفير حصة معتبرة لتدعيم الحصة الموجهة لاستهلاك المواطنين، لتكون بذلك ولاية عنابة ومن خلال الملفات المؤسسة المقدمة من قبل السلطات المحلية ضمن مساعيها للتنمية المحلية، قد افتكت عملية أخرى ذات أهمية بالغة تعكس حجم المشاريع الإستراتيجية التي تستفيد منها الولاية مؤخرا ضمن برامج الدولة القطاعية، ما يجعل عنابة واحدة من الشواهد على ديناميكية التخطيط لتجسيد التنمية المستدامة بالوطن.
لطفي. ع