احتضنت قاعة سينيماتيك بالجزائر العاصمة، مساء أول أمس في أجواء فنية وإنسانية متميزة العرض الشرفي للفيلم الجزائري “طيور السلام” للمخرج “خَالد بَعُوش”، بحضور وزير الثقافة والفنون “زُهَير بَللُّوْ” ورئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة “مَريَم شَرَفِيٍّ”، إلى جانب نخبة من الفنانين والمبدعين والمربين، ومُمثلين عن الأسرة الإعلامية.
وقد عرف العرض حضورًا لافتًا للأطفال الذين اكتظت بهم قاعة السينماتيك حيث تفاعلوا مع مشاهد الفيلم ورسائله الوجدانية، وقد نجح العمل في تقديم قصة مؤثرة تُجسد أواصر الأخوة والتضامن الإنساني بين طفل جزائري يُدعى صلاح الدين، وصديقه الفلسطيني جهاد، اللذين تربطهما علاقة افتراضية تنقطع فجأة بفعل العدوان الصهيوني، لينطلق صلاح الدين في مغامرة بحث شجاعة عنه وقام بتجنيد أصدقائه لعملية تضامنية مع أطفال فلسطين الجريحة، مستخدمين طائرة قاموا بتصميمها بأنفسهم.
يندرج الفيلم الذي تم عرضه في إطار البرنامج السينمائي الذي سطرته وزارة الثقافة والفنون، عن طريق المركز الجزائري لتطوير السينما، في خانة أفلام التحريك، ويزاوج بين البعد الدرامي والتربوي، من خلال تسليطه الضوء على معاناة الطفولة تحت الاحتلال الصهيوني، مجسدًا بذلك قيَم الصداقة، والتآزر، وروح النضال، في قالب بصري جذّاب، يراعي مختلف الفئات العمرية.ويأتي هذا العمل تعبيرًا عن التزام السينما الجزائرية بدورها التوعوي والإنساني، وتأكيدًا على وقوف الجزائر، رسميًا وشعبيًا، إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في مواجهة الاحتلال الصهيوني الاستيطاني، من خلال استثمار الفن والإبداع في نشر قيم السلم، والنضال، والكرامة وعقب العرض، دارت نقاشات ثرية شارك فيها عدد من الحاضرين ولاسيما الأطفال، تناولت أهمية الرسوم المتحركة، في توجيه رسائل نبيلة للأطفال، وترسيخ مفاهيم التضامن الإنساني. كما عبّر الوزير عن إعجابه بفكرة الفيلم، مشيدًا بجهود الطاقم المنتج، ومؤكدًا على حرص الوزارة على دعم مثل هذه الأعمال التي تخدم القيم الإنسانية وتُعلي من دور الفن في الدفاع عن القضايا العادلة، وقد اختتم الحدث بالتقاط صور جماعية مع الأطفال وتبادل الحديث معهم، معبرين عن إعجابهم بمشاركتهم في هذا العرض الشرفي الذي جرى في أجواء مفعمة بالتأثر والتضامن.
إسحاق.ن