أعلنت، أمس، مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، عن طلب عروض وطني مفتوح مع اشتراط قدرات دنيا يتعلق بدراسة ومتابعة ترميم الموقع الأثري حصن المعدومين بعنابة، كخطوة هامة لإعادة الاعتبار لأبرز معلم من المعالم التاريخية والثقافية لجوهرة الشرق الجزائري عبر التاريخ. وجاء في بيان الاعلان الثاني عن طلب عروض وطني مفتوح الذي يشترط فيه قدرات دنيا رقم 1/2025 أنه يسمح فقط لمكاتب الدراسات أو مجمع مكاتب المعتمدة ومكاتب الدراسات العمومية الذين تتوفر فيهم عدّة شروط، أبرزها شهادة اعتماد الممارسة المهنية لمهندس معماري للسنة الجارية “في حالة مجمع مكتب الدراسات تقديم الاعتماد الخاص بكل أعضاء المجمع”، كذلك وجب أن يكون مكتب الدراسات مؤهلا من طرف وزارة الثقافة والفنون في ميدان ترميم المعالم والمواقع أو يكون لديها مدير مشروع مختصّا في مجال حفظ التراث الثقافي ومؤهل من طرف وزارة الثقافة والفنون، حسب المادة السادسة من المرسوم التنفيذي رقم 3/322 بتاريخ الـ5 ماي من سنة 2023، المتعلق بتنفيذ ادارة المشاريع المتعلقة بالممتلكات الثقافية المحمية، كما يجب تقديم شهادة حسن التنفيذ واحدة على الأقل خاصّة بالأعمال العامة المتعلقة بأشغال منفذة على الممتلكات الثقافية المحمية، كذلك وجب تقديم محضر زيارة الموقع إجباري تحت طائلة رفض العرض، فيما يتضمن الجدول الزمني لتنفيذ الدراسة والمتابعة موقعة ومختومة من مكتب الدراسة، بحيث سيتم رفض أي عرض قدم اقتراح مدة دراسة أقل من 8 أشهر، ومدة المتابعة محدّدة بفترة 12 شهرا. كما أنه بإمكان العارضين المهتمين بهذا الاعلان عن طلب عروض وطني مفتوح مع اشتراط قدرات دنيا يتعلق بدراسة ومتابعة ترميم الموقع الأثري حصن المعدومين بعنابة، سحب دفتر الشروط بداية من يوم الأحد إلى يوم الخميس على مستوى مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، بحيث تودع العروض في 3 أظرفة منفصلة ومغلقة تحمل تسمية العارض ومرجع مكتب العروض وموضوعه، مصحوبة كذلك بالوثائق المطلوبة في دفتر الشروط، هذه الأظرفة الثلاثة توضع في ظرف خارجي مقفل بإحكام يحمل رقم وموضوع الاعلان عن طلب العروض وعبارة “لا يفتح إلا من طرف لجنة فتح الأظرفة وتقييم العروض”، بحيث وجب أن تتضمن العروض ملف الترشح الذي يشمل العرض التقني والعرض المالي، مرفقا بكامل الوثائق القانونية المنصوص عليها في المادة رقم 12 من دفتر الشروط، بحيث أن العروض غير الكاملة أو غير المطابقة لمواصفات دفتر الشروط لا تأخذ بعين الاعتبار، كذلك أوضحت مديرية الثقافة والفنون لولاية عنابة، بأن آخر أجل لتحضير العروض حدّد بفترة 30 يوما بداية من تاريخ الاعلان عن العروض، كما يتم فتح الأظرفة في جلسة علنية في آخر يوم من مدّة تحضير العروض بحضور كافة المتعهدين الذين يتم اعلامهم سابقا، كذلك فإنّ العارضون ملزمون بعروضهم خلال فترة الـ90 يوما بالإضافة إلى فترة تحضير العروض بداية من تاريخ جلسة فتح الأظرفة. ويعد برج المعدومين من أهم وأبرز المعالم التاريخية والثقافية لمدينة عنابة، وهو الذي يعود تأسيسه إلى سنة 1056 ميلادي ضمن أسوار المدينة، كما تم تصنيفه كتراث ثقافي وطني وذلك منذ سنة 1978 ميلادي. وتوضحّ مصادر تاريخية أنّ برج المعدومين وأسوار مدينة بونة 1000 سنة من الوجود، حيث في أعقاب الغارات والتوغلات التي قامت بها إمارة الجنوة والبيزنطيين منذ بداية القرن الحادي عشر على مدينة بونة، أمر الملك الحمادي بولوغين بن محمد بن حماد “1053-1062” ببناء سور ضخم يحيط بالمدينة بداية من عام 1058 “450 هجري”، يصل إلى ما يقارب 1800 متر، عرض متر واحد وارتفاع ثمانية أمتار، هذه الأسوار التي يرجع بناءها الى العصور الوسطى و التّي اسمرّ وجودها حتى عام 1850 كانت تشمل أربع أبواب رئيسية هي باب المقابر مقابل مقبرة مستشفى “كاروبي” حاليا، وباب السكان في زاوية شوارع الفداء وفيكتور هوغو ليست بعيدة عن الثكنات العسكرية الحالية، باب الربه أو باب قسنطينة الشارع الحالي لـ CNRA والذي يطل على السهل، باب البحر يطل على الميناء، ويقسّم الحصن حاليًا إلى برجين، البرج السفلي، الذي كان بمثابة بطارية للمدافع وكان يحمي جانب البحر من الخروبة، والآخر مرتفع و الذي بني على مقربة من باب القابر، وهما متصلان الواحد بالآخر عن طريق الممرّات الدائرية والسّلالم، كما نلاحظ أيضا على البرج السفلي وجود زقاق عثمانية نموذجية من القرن السادس عشر، وهي واحدة من القلائل التي لا تزال موجودة في الجزائر، أما في البرج العلوي، فإن التعرج يبدو أكثر قدمًا حيث يذكرنا بالرؤوس المخروطية الشكل لسمك الأندلس، وحاليا يعتبر هذا النصب نصبا تذكاريّا وطنيّا وقد تم تصنيفه منذ عام 1978.
أمير قورماط